اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الكلب الذي رأى كل شيء ...*نوزاد جعدان جعدان

⏪⏬
لم تعد عنده رغبة بالبناح، لم ينبح منذ زمن، توقف عنده الزمن أو أوقفه الزمن عن النباح، لقد فَقد تلك القدرة الهائلة التي تملكها الكلاب لتعبر عن كينونتها أو لتنبهنا من أطياف الموتى التي تراها في ليالي القرى المحترقة كما كانت تتداولها قصص الجدّات
القديمة.
كان وضعه جيداً يعني " ميسورة " تماماً ككل كلاب قريتنا، أميناً ينبح عند أقدام كل غريب يقترب من بيوتنا ويعض كل لص عدا لصوص الحب وما أكثرهم عندنا، فخماً يفهم لغة الحجارة وإن أخطأ أحدنا الطريق يكون الدليل، الكلب الذي كان يحفظ أسرارنا و يستلقي في ملل الظهيرة تحت حائط واطئ يحرك ذيله كلما هش الذباب وجهه.
لم نعرف ما الذي حصل لهذا الكلب الأنيق و تضاربت الأقاويل في الصحف الشفهية و التي ترأست تحريرها " أم أحمد " العجوز الطاعنة في السن والتي تجلس أمام عتبة البيت تحصي بعصاها الراحلين وتشنق أعراض الناس على حبال البامية التي تعلقها في زواية الغرفة وحين تمل تتحدث عن أولادها العصاة وتجفف عاطفتها تماما كالتين المجفف الذي تنشره على بقجتها في فناء بيتها تحت عريشة العنب .
تقول أم أحمد : لم يعد كما كان منذ أن دب الخلاف في قريتنا، و هجم عليها ثلة من الغرباء بأحذية سود طويلة، كان يشاهد الرصاص والدماء الرخيصة عند الإنسان، نساء تغتصبن بعنف و عمليات فض بكارة للعذراوات أمام الملأ، أيادٍ تُقطع، رؤوس مفصولة عن أجسادها ، مقصلات منتشرة في كل أنحاء القرية بدلا من صينيات دبس البندورة والفلفل هكذا أضحت الدماء تتوزع أمام المنازل، عمليات حرق لأناس أحياء قام بها الغرباء لكل من يدين بغير دينهم، احترقت المحاصيل و بُترت الأشجار من جذوعها، امتلأ أنفه برائحة البارود ولم يعد يشتهي العظام، يُخطئ كثيراً بالطرقات بل فقد أيضاً حاسة الشم التي كانت تميزه، حتى أصبح يأكل العشب كلما جاع وابتعد نهائياً عن اللحوم، لم تعد تغريه أفخاذ الدجاج التي كان يحبها.
وفي رواية أخرى، قالت لنا أن حالته ازدادت سوءاً منذ أن حدثت مجزرة البئر عندما اقتحمت قوات الحكومة قريتنا بحجة البحث عن مؤيدي الغرباء، رأى أظافر تُخلع وأوصال الشباب تُقطّع أمام أمهاتهم عدا عن حفلات التعذيب على الهواء الطلق من هراوات على الأجساء و حرق للأعضاء ، نساء وأطفال يساقون عراة إلى التلة التي تشرف على القرية وتبعد ما يقارب الميلين عن القرية والتي كنا نتجه إليها بجرارات تعج بالفلاحين لم يكن هناك أجرة ندفع ثمنها ولا من مُطالب لها، فقط يتوقف سائقوها بمجرد رؤيتك في قارعة الطريق، تلك التلة التي كنا نقضي عليها جل وقتنا أثناء جولاتنا مع الرعاة للمضي بالقطيع إلى المراعي مع صوت خرير السواقي وأفواه الماعز وهي تتلمظ الثمار، حيث تتوفر المراعي و أشجار السنديان و البلوط، قرب تلك التلة يقع البئر الأثري لقريتنا ويُحكى أنه قديم جدا، كنا نقص ونؤلف عنه حكايات الجن والأشباح، نقصها في الليل حول نار هادئة ونحن نلتحف ببطانيات سميكة مطرزّة عليها نمور أليفة في مراعي قريتنا التي لا تنتهي، هناك قامت قوات الحكومة برمي سبعين شخصاً إلى البئر الواحد تلو الآخر، الزوجة أمام زوجها وأولادها، الأطفال أمام أمهاتهم، الحبيبة أمام ناظري حبيبها، كيف استطعت أيها الوطن الأنيق ترتيب كل هذه الأمور بهذا السوء ؟!..كلٌ منهم دخل إلى البئر حتى أصبح متروساً وهنا بدأت حفلة التعذيب الأصعب حين تدب غريزة التشبث بالحياة بالجميع، صرخات استنجادات وكل منهم يحاول الصعود والخروج من البئر، ظلّوا ليومين يصرخون ما من منقذ لهم، وكان الناجي الوحيد شيخو الذي خرج من البئر وهو يتكأ على جئة أمه وأطفاله للصعود والخروج من البئر، والذي بدوره أصبح مجنوناً من بعد تلك الحادثة، لم يكن يصدر منه سوى عدة عبارات " رصاص .. ابني .. بريء ..حمص ..فول .. بئر .. مليان.. مي ما في .. ما في مي " لينضم إلى ما تبقى من مجانين قريتنا، أي حزن تحمله يا قميص قريتنا لماذا فككتِ أزراركِ عند أول غريب ابتسم لكِ،
وهكذا ازدادت حالة الكلب وتضاعف مرضه وأضحى كلما يشاهد آدمياً يأكل قطعة من جسده، بدأ يعشق دماءه، لم يبق منه شيء سوى ربلتين عاريتين من اللحم، عظامه عارية لا تكسوها شيء، حتى ذيله التهمه مرة عندما شاهد شيخو يغني عارياً وسط ساحة القرية التي كانت تشهد كل أعراسنا، فقد صوته نهائيا لم يعد ينبح حتى وهو يأكل لحمه، لا يئن ولا يشعر بشيء، الكلب الذي رأى كل شيء ولم ينبح، الكلب الذي رأى كل شيء ولم ين....بح ...بح ...بح ....

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...