أحببتُ عاهرةً مِنْ مراكشْ
في لحظةٍ استردتْ فيها النفسُ وعيَهَا القديمْ
أحببتُهَا حتى فقدانِ العقلْ
كانتْ حنطيةَ الأديمْ
كانتْ سوداءَ الشعرْ
كانتْ زرقاءَ الحنينْ
كانتْ صغيرةَ القدّْ
كانتْ قصيرةَ الفساتينْ
الوشمُ على فخذِهَا مِنْ قُبُلاتي
الشامةُ على خدِّهَا مِنْ عضِّ القمرْ
النارُ على ثديِهَا مِنْ جَمَراتي
البركانُ على بطنِهَا مِنْ خلبِ السَّحَرْ
الغابةُ على لوثِها مِنْ شَجَراتي
الشلالُ على وَرِكَهَا مِنْ فلقِ الحجرْ
كانتْ قصري الذي تنزلُ فيهِ يومَ كُنْتَ طفلاً مَعَ أبيكْ
كانتْ مِخدعي الذي ينامُ فيهِ الشيطانْ
كانتِ هاجسي منذُ الهزيمةِ الأخيرةِ في أندلسَ أبي عبدِ اللهِ الصغير
كانتْ جيوشَ الاحتلالْ
كانتْ فرنسا قرآنَ جدِّكَ الخنازيرْ
كانتْ حُلْمَ المُلْكْ
كانتْ كابوسَ حَلَقٍ مرميّْ
ذهبتُ بها ذاتَ يومٍ إلى رصيفِ المملكةِ وهي ترتدي كلَّ وجودي الأحمقْ
لأبيعَهَا وأملأَ الخزائنْ
بعدَ ما لم تعدِ الخيانةُ مصدرَ رزقِ جوبترَ في جبالِ الأطلسْ
لأُرِيقَهَا وأحمي المدائنْ
بعدَ ما لم تعدِ الصداقةُ ريقَ أبي البشرِ آدمَ في أفواهِ العنبِ الأحمرْ
لأهدمَهَا وأبني المآذنْ
بعدَ ما لم تعدِ الجسورُ بينهما كلَّ هذا التوتِ الذي اصطبغَ به فمُهَا الأخرقْ
أنتَ مستقبلُ الماضي
وهيَ المغربُ مِنْ عَيْنَيِ التنينْ
أنتَ أوروبا الذئبةُ
وهيَ العواءُ من زمنِ الحواسيبْ
أنتَ أيزنهاورُ القلوبِ
وهيَ ديغولُ الشانزليزيهْ
دلالاتُ الحضارةِ هِيَ
التخريبْ
إشاراتُ التغييرِ بقوتِهَا
التكتيكْ
تعرجاتِ العدمِ لما يكونُهَا
التحديد
-
*د. أفنان القاسم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق