⏪⏬
دق الباب .انفتح الباب ثم أنغلق ، الذي فتح الباب هو من اغلقه، ابقيت اللقمة في أصابعي عدة لحظات ،نهضت وفتحت ، لا أحد، ، عدم الفهم ارهقني،
اريد شيئا يطمئنني ان حواسي سليمة، استلقيت على الأريكة ، وتابعت مضغ الطعام ، عاد الباب انفتح وانغلق، ايضا لا أحد ، الشك بدأ يطوحني بعنف، لبدت وراء الباب ، الأنتظار ممل ، برقت في رأسي فكرة: ان أحدق بقبضة الباب، شيئا فشيئا سمعت نقرا خفيفا ، لسان القفل اصدر طقة : تراك، تحركت القبضة نحو الأسفل ، انفتح الباب وانغلق، لا أحد، صرخت:
ـ من انت!!!!!!،؟؟؟؟؟
احدا لم يرد، شعرت بطيف لطيف ، داعب شعري ، وقبل خدي، ارتعشت ارتعاشا عنيفا، الأسوياء لا يتوهمون كما اتوهم ، يبدو هذه الأضغاث ، تأتي من مكان آخر بعيد، لاعلاقة له بألم الحاضر، سواء كان وهما أم حقيقة ، فقد تشظى عقلي الى حزم من الافكار الغرائبية، طمست ملامح وجهي الذي بدامصمتا، بفم نصف مفتوح ، وعينين متلاشيتين ، ولون خائف.
لو استطعت ان أعرف ماحدث لعرفت كل شيء، نعم، وعن العالم اللامرئي، مع التصميم أن اخفي مالا أريد أن اعرفه، الأمر كان وحشيا، لكي يكون هناك عقلا لا بد من وجود نظام، ها أنا أقف مذهولا ، اتقلص الى لطخة كثيفة ذابلة، ربما كان عقلي يود ان يتحدى ما راته عيناي، بقول أو بفعل، او على الأقل لا يهرب خارج حد الرؤية.
عدت ألى الصالون ، مغمورا بالزيغ والشك، مزدحما بالتأويلات، وقفت جوار الطاولة، وقفة تامة السكون، بلا أفكار، ماحدث سلب عقلي، هذه المخلوقات ماذا تريد، تصعد الأدراج وتهبط ،تدق الأبواب، لا بد ان لها قدمين ويدين لتفعل كل ذلك.حبل يضيق الخناق على عنقي، جلست على الكنبة، خائف أنا، نهضت ، تمشيت في الصالون ، اتلفت الى اليمين واليسار، ثم عدت وجلست.
برد فنجان الشاي، احدق في صحن البيض وفي الصينية، يبدو كل شيء كانه قطع رأسه ، لا يصدر منهم أي صوت، شغلت التلفزيون ، كان يبث أغاني ايقاعية، حركت يدي في الهواء وقلت:
ـ لا أعرف ماذا يحصل ... لا أعرف
البارحة بعد أن انهيت مقالتي عن كذبة الجن ، نمت خائفا من ان يأتون ويعاقبونني على فعلتي هذه، لقد انصب جهدي على ان اشاعة هذه الفكرة الكاذبة تساعد على نهب الشعب، وقد صدق حدسي، سوف يركضون في إثري، اصبحت طرفا في اللعبة التي لن تنتهي حتى يطفو احدانا على سطح الماء.
لأول مرة أفكر بأن الجن يعيش بيننا، واشعر برنة غريبة لهذه الكلمة ، الجن، نعم إنه الجن، لقد أقتربوا مني اليوم كثيرا، لا ليس هذا وحسب ،بل إنهم معي يتطلعون علي، يخلقون جوا مسحورا، تمس من تمس، وتبعد من تبعد.
سمعت خربشة في خزانة الثياب. انطلقت صرخة من جهة اليمين. بعدها صرخة من جهة اليسار .تلاهما صياح . قهقهات .خوار. شهيق ، زفير تم هتاف :
ـ حديد للبيع.........
شيء ما حدث أكد الشك، كان حقيقيا، بدأ هذا الشك يتنامى بشكل فظيع. احدهم ارتدى بنطال الجينز وبلوزتي البيضاء، وبدأ يرقص ، ويدور على كعب قدمه اليمنى ، فاردا كلتا يديه ،كان منظرا شنيعا، ثياب ممتلئة بجسد لا رأس له ولا يدين ولا قدمين، وهو يقترب مني، ثم يبدأ النداء يشبه صوت مرور الماء في انبوبه المتة:
ـ ارررررغغغغغغغغ.......ّ.اررررررغغغغغغغغ
قشعريرة طويلة تموت على شفرات الرعب، انطلق صوت مخروطي حاد كالمثقب، تهبط فزعة وتصعد أخرى، وتدور هيئات وأشكال امامي ، اضغط عى صدغي بكلتا يدي ، هربا ، يلقي بنفسه في أحضاني، قبل ان يعلن عزيفه الكريه في أذني:
ـ أنا جائع
تناول السكين الموجودة على الطاولة، وراح يمرر حدها على باطن كفه، انقبض صدري انقباضا عنيفا ، يتورم الخوف داخلي لحد الانفجار ، توسلت اليه ، لكنه تجاهلني، وهذا ماجعلني ابكي ،وانا أكرر :
:ـ قل أعوذ برب الفلق...
فجأة تعالت ضجة حادة، اختلطت مع نحيب بشري حزين ، وشفتان تتحركان خفيفا ، كأنهما تودعان حبيبا، جلجلة.....جلجلة....أبواب الخزانه تنفتح وتنغلق. وجهي كالطبشور، قلبي ورقة خفيفة يجرفها التيار ، الى أعلى....الى منحدر.....الى إحدى الزوايا ، ممزق ، يتساقط مثل الغبار، وانا أطفو شيئا فشيئا فوق صفحة الماء.
*فؤاد حسن محمد
دق الباب .انفتح الباب ثم أنغلق ، الذي فتح الباب هو من اغلقه، ابقيت اللقمة في أصابعي عدة لحظات ،نهضت وفتحت ، لا أحد، ، عدم الفهم ارهقني،
اريد شيئا يطمئنني ان حواسي سليمة، استلقيت على الأريكة ، وتابعت مضغ الطعام ، عاد الباب انفتح وانغلق، ايضا لا أحد ، الشك بدأ يطوحني بعنف، لبدت وراء الباب ، الأنتظار ممل ، برقت في رأسي فكرة: ان أحدق بقبضة الباب، شيئا فشيئا سمعت نقرا خفيفا ، لسان القفل اصدر طقة : تراك، تحركت القبضة نحو الأسفل ، انفتح الباب وانغلق، لا أحد، صرخت:
ـ من انت!!!!!!،؟؟؟؟؟
احدا لم يرد، شعرت بطيف لطيف ، داعب شعري ، وقبل خدي، ارتعشت ارتعاشا عنيفا، الأسوياء لا يتوهمون كما اتوهم ، يبدو هذه الأضغاث ، تأتي من مكان آخر بعيد، لاعلاقة له بألم الحاضر، سواء كان وهما أم حقيقة ، فقد تشظى عقلي الى حزم من الافكار الغرائبية، طمست ملامح وجهي الذي بدامصمتا، بفم نصف مفتوح ، وعينين متلاشيتين ، ولون خائف.
لو استطعت ان أعرف ماحدث لعرفت كل شيء، نعم، وعن العالم اللامرئي، مع التصميم أن اخفي مالا أريد أن اعرفه، الأمر كان وحشيا، لكي يكون هناك عقلا لا بد من وجود نظام، ها أنا أقف مذهولا ، اتقلص الى لطخة كثيفة ذابلة، ربما كان عقلي يود ان يتحدى ما راته عيناي، بقول أو بفعل، او على الأقل لا يهرب خارج حد الرؤية.
عدت ألى الصالون ، مغمورا بالزيغ والشك، مزدحما بالتأويلات، وقفت جوار الطاولة، وقفة تامة السكون، بلا أفكار، ماحدث سلب عقلي، هذه المخلوقات ماذا تريد، تصعد الأدراج وتهبط ،تدق الأبواب، لا بد ان لها قدمين ويدين لتفعل كل ذلك.حبل يضيق الخناق على عنقي، جلست على الكنبة، خائف أنا، نهضت ، تمشيت في الصالون ، اتلفت الى اليمين واليسار، ثم عدت وجلست.
برد فنجان الشاي، احدق في صحن البيض وفي الصينية، يبدو كل شيء كانه قطع رأسه ، لا يصدر منهم أي صوت، شغلت التلفزيون ، كان يبث أغاني ايقاعية، حركت يدي في الهواء وقلت:
ـ لا أعرف ماذا يحصل ... لا أعرف
البارحة بعد أن انهيت مقالتي عن كذبة الجن ، نمت خائفا من ان يأتون ويعاقبونني على فعلتي هذه، لقد انصب جهدي على ان اشاعة هذه الفكرة الكاذبة تساعد على نهب الشعب، وقد صدق حدسي، سوف يركضون في إثري، اصبحت طرفا في اللعبة التي لن تنتهي حتى يطفو احدانا على سطح الماء.
لأول مرة أفكر بأن الجن يعيش بيننا، واشعر برنة غريبة لهذه الكلمة ، الجن، نعم إنه الجن، لقد أقتربوا مني اليوم كثيرا، لا ليس هذا وحسب ،بل إنهم معي يتطلعون علي، يخلقون جوا مسحورا، تمس من تمس، وتبعد من تبعد.
سمعت خربشة في خزانة الثياب. انطلقت صرخة من جهة اليمين. بعدها صرخة من جهة اليسار .تلاهما صياح . قهقهات .خوار. شهيق ، زفير تم هتاف :
ـ حديد للبيع.........
شيء ما حدث أكد الشك، كان حقيقيا، بدأ هذا الشك يتنامى بشكل فظيع. احدهم ارتدى بنطال الجينز وبلوزتي البيضاء، وبدأ يرقص ، ويدور على كعب قدمه اليمنى ، فاردا كلتا يديه ،كان منظرا شنيعا، ثياب ممتلئة بجسد لا رأس له ولا يدين ولا قدمين، وهو يقترب مني، ثم يبدأ النداء يشبه صوت مرور الماء في انبوبه المتة:
ـ ارررررغغغغغغغغ.......ّ.اررررررغغغغغغغغ
قشعريرة طويلة تموت على شفرات الرعب، انطلق صوت مخروطي حاد كالمثقب، تهبط فزعة وتصعد أخرى، وتدور هيئات وأشكال امامي ، اضغط عى صدغي بكلتا يدي ، هربا ، يلقي بنفسه في أحضاني، قبل ان يعلن عزيفه الكريه في أذني:
ـ أنا جائع
تناول السكين الموجودة على الطاولة، وراح يمرر حدها على باطن كفه، انقبض صدري انقباضا عنيفا ، يتورم الخوف داخلي لحد الانفجار ، توسلت اليه ، لكنه تجاهلني، وهذا ماجعلني ابكي ،وانا أكرر :
:ـ قل أعوذ برب الفلق...
فجأة تعالت ضجة حادة، اختلطت مع نحيب بشري حزين ، وشفتان تتحركان خفيفا ، كأنهما تودعان حبيبا، جلجلة.....جلجلة....أبواب الخزانه تنفتح وتنغلق. وجهي كالطبشور، قلبي ورقة خفيفة يجرفها التيار ، الى أعلى....الى منحدر.....الى إحدى الزوايا ، ممزق ، يتساقط مثل الغبار، وانا أطفو شيئا فشيئا فوق صفحة الماء.
*فؤاد حسن محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق