اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

يوميات همنغواي في مدينة مجنونة ...*كه يلان محمد


⏪- قيمة كتاب "باريس عيد، وليمة متنقلة" أن القارئ يُطالع تلاحم الكتابة مع وقائع حياة الكاتب.⏪- همنغواي جمع في بوتقة أعماله الأدبية كل مُشاهداته وما عاشه من أنماط الحياة في محطات مُختلفة

⏪- صاحب "وداعا أيها للسلاح" ينخرط في أطياف المجتمع الباريسي ويرتادُ مقاهيه وحاناته ويتواصل مع الشعراء والأدباء والفنانين
عُرف عن الكاتب الأميركي أرنست همنغواي ألمعيته في مجالات مُتعددة وشغفه لتحويل تجارب حياته إلى مادة لمؤلفاته الروائية والقصصية، ومن هنا تأتي غزارة نتاجاته بحيثُ هناك من يعتقدُ أنَّ همنغواي كان قناعاً لأكثر من المؤلف، ويَصْعُبُ بالنسبة لشخص واحد أن يكون على هذا القدر من النبوغ والقدرة على الإبداع في أجناس أدبية متنوعة ناهيك عن عمله كمراسل الحرب والاهتمام بهواياته الأخرى كمُتابعة مسابقات الخيول وألعاب الدراجات النارية والصيد والتزلج.
إذ يُمكنُ معاينة عالم همنغواي وما اختبره في مضامير الحياة داخل رواياته وقصصه، لكن ذلك لا يحجبُ أهمية ما دَّوَنَه صاحبُ «الشيخ والبحر» على شكل يوميات في كتابه المعنون «باريس عيد، وليمة متنقلة» الذي نشر في عام 1963 بعد مرور سنتين على انتحاره .
تَكمن قيمة هذا المُؤَلَف الذي نقله إلى العربية علي القاسمي بوسمة المركز الثقافي العربي مرفقاً بمقدمة ضافية، أن القارئ يُطالع تلاحم الكتابة مع وقائع حياة الكاتب، إذ يتبين أنَّ همنغواي قد جمع في بوتقة أعماله الأدبية كل مُشاهداته وما عاشه من أنماط الحياة في محطات مُختلفة، إذ ترى أن مؤلف «لا تزال الشمسُ تُشرق» لم يخسر الحياة مقابل مُغامرة الكتابة بل يستمدُ من نسغ يومياته موضوعَات تُصْبِحُ سبيكةً للرواية أو القصة، كما أن الكتابة لديه بمثابةٍ دافع ليشرعَ الباب على مصراعيه بوجه رهانات الحياة.
طقوس الكتابة
بجانب كل ما سلف يعرضُ همنغواي في يومياته الباريسية آراءه عن طريقة الكتابة، وهو كان يكتبُ في غرفة تطلُ على سطوح ومداخن الحي ويذكرُ ما يحتاج إليه خلال كتابة القصة، وعندما لا يَتَمكن من الاستمرار في الكتابة يقفُ مًحدقاً في سطوح باريس إذ يقول لنفسه "لا تقلق لقد كُنتَ تكتبُ دوما من قبل وستكتبُ الآن، كل ما عليك أن تفعله هو أن تكتب جملة حقيقية واحدة".
ومن ثُمَّ أنَّ همنغواي لا يميلُ إلى الزخرفات والالتواءات اللفظية بقدر ما يركزُ على اختيار الجملة الخبرية البسيطة لينطلق منها السردُ مُنساباً. وفي السياق نفسه يشيرُ صاحب «يملكون ولا يملكون» أنّه منذ اللحظة التي يتوقف فيها عن الكتابة لا يفكرُ في الموضوع إلى أن يستأنف مشروعه في وقت لاحق، مُنصرفا إلى القراءة، كما أن همنغواي كان يحذو حذو نيتشة عندما يفكر في موضوع ما يمارسُ المشي أو يراقبُ الناس وهم مندمجون في حركة الحياة اليومية.
ومثلما أن شوارع باريس لا تخلو من المتاجر والمطاعم كذلك تنتشرُ أكشاك لبيع الكتب على الأرصفة إذ هناك فرصة لإشباع نهمك المعرفي عبر التحري والبحث عن عناوينك المُفضلة، حسب ما يذكرُ همنغواي أن مرتادي بعض المطاعم يتركون وراءهم الكتب، يبيعها الخدم لأصحاب الكشك، كما يأخذُ هؤلاء أيضاً الكُتب التي يستغنون عنها نزلاء الفنادق، هكذا يبدو أنَّ القراءة ليست نشاطاً نُخبوياً في باريس إِنَّما عنصرا من ثقافة المجتمع وجزءا أساسيا من أُسلوب حياة الإنسان.
إغراءات المدينة
يُشارُ إلى أن السنوات التي عاش فيها همنغواي في باريس يسميها الفرنسيون سنوات الجنون، ويَذكرُ مؤلف «وداعا أيها السلاح» طبيعة الحياة في مدينة النور إذ يقولُ، إن المرءَ كثيراً ما يشعر بالجوع في باريس لأنَّ واجهة المخابز مزينة بحلويات لذيذة. وحين كان يداهمه الجوعُ ولا يجدُ ما يسددُ به ثمنَ الطعام يسلك طريق إلى المتاحف لمشاهدة اللوحات لاسيما في متحف اللكسمبورغ حيثُ يقول همنغواي: إنَّ الجوع عمّق فهمي للوحات سيزان، وكنتُ أتساءلُ ما إذا كان سيزان جائعاً عندما رسمَ لوحاته؟ وافترضتُ أن هذا الرسام نسي أن يأكلَ وهو يرسمُ تُحفه الفنية، ومن ثُمَ يستخلصُ همنغواي حتى من الجوع رؤية مُقتنعاً بأنَّ الجوع نظام جيد وبإمكانك أن تتعلم منه.
هذا يكشفُ ما تتصف به شخصية الكاتب من القدرة على التأقلم مع ظروف صعبة وإيمانه بأنَّ نهر الحياة لا يتوقف ودائماً يوجد ما يُعَضِدُ اعتقاده بضرورة البحث عن أوجه جديدة للحياة، أضِف إلى ذلك أن شحة الأموال وسوء أحواله الاقتصادية لا تمنعهُ من مواصلة قراءاته إذ يبدأُ باستعارة الكتب من «مكتبة شكسبير» في شارع الأوديون، ولا ينسى همنغواي فضل صاحبة المكتبة بما أعطته من المجال لأخذ ما يرغب في قراءته من عناوين مختلفة، وبذلك يّتمكنُ من قراءة روائع الأدباء الروس.
بجانب ذلك يتفاعلُ أرنست همنغواي مع الفصول إذ يعجبه فصل الربيع ويقرب لك صورة بديعة لحلول الربيع في باريس حيث يمكنك من خلال الأشجار رؤية الربيع وهو يقترب، هذا ما يعنى أن همنغواي مداركه منفتحة وذائقته صافية.

صداقات همنغواي
ينخرط همنغواي في أطياف المجتمع الباريسي ويرتادُ مقاهيه وحاناته ويتواصل مع الشعراء والأدباء والفنانين ويقيم علاقات وثيقة مع بعضهم مثل الكاتبة غير ترود شتاين حيث يناقش معها مواضيع أدبية ما يعطيك تصوراً عن اهتماماته والكتب التي كان يقرأها، فهو قد راق له د.ه.لورانس لاسيما روايته «أبناء وعشاق» كذلك «الطاووس الأبيض»، كما هو مُعجب بتولستوي ويعتقدُ بأن صاحب «الحرب والسلام» جعل كتابات ستيفن كرين عن الحرب الأهلية الأميركية تبدو كأنها تخيلات لامعة لطفل مريض لم يرَ الحرب، كما يضم هذا الكتابُ حواراً شيقا بين همنغواي وإيفان شبمان حول الأدب الروسي وأعمال دوستويفسكي هذا فضلاً عما يذكره الكاتبُ عن تقديره للشاعر إزرا باوند وإخلاص الأخير لأصدقائه، إذ أراد همنغواي أن يعلم الشاعر الملاكمة، كما كان يلعب معه التنس، وصاحب همنوغواي الكاتب الأميركي الشهير سكوت فيتزجرالد مؤلف رواية «غاتسيبي العظيم» حيث كان يعاني من فوبيا مرض احتقان الرئة ويشكو لصديقه همنغواي ما ينغضُ حياته الأسرية، ولم تكنْ هذه العلاقات على حساب اهتماماته الشخصية. وما نتوصل إليه بهذا الشأن أن همنغواي كان انتقائياً في صداقاته، فهو يقول: إن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفسد يومك هو الناس، وإذا نجحت أن تنحل من شبكة التزاماتهم فإنَّ كل يوم من أيامك يغدو بلا حدود.
ما يجدرُ الإشارة إليه في هذا الإطار أن همنغواي يؤمن بدور المكان في حياة المرء وضرورة توفير بيئة مُواتية لمن يزاول مهنة الكتابة، ويسمي هذه العملية بـ "الإزدراع". وهو يعبرُ عن رؤيته حول علاقة الكتابة بالمكان يضرب بشرونز مثالاً لمكان ملائم حيثُ انتهى من إعادة كتابة روايته «لا تزال تشرق الشمسُ» في هذه المنطقة السياحية،، كان يقيمُ همنغواي في شارع الكاردنال لوموان مع زوجته هادلي ويبدو مما يذكره الكاتب أن علاقته مع هادلي مبنية على الحب العميق والتفهم والإحترام، وتحاشي الانغماس في علاقات مبتذلة. عملَ همنغواي صحافياً لتغطية الحرب الأهلية الإسبانية وتوجت هذه التجربة روايته «لمن تقرع الأجراس»، واقتنع بأن يكون سائقَ سيارة الإسعاف بعدما رفضوا طلبه بالتجنيد نظراً لأنَّ باطن قدمه مًسطح، كأنه تَّمَثَلَ بذلك لوصية نيتشة، الذي يقول عليك العيش على فوهة البراكين.
ما يميز هذا الكتاب هو أسلوبه السلس الشيق واهتمامه بإيراد تفاصيل حياته اليومية وأسماء شوارع ومطاعم وفنادق كائنة في مدينة باريس، وبذلك تدرك بأنَّ همنغواي لم يكن كاتباً روائياً فقط بل عمل مراسلاً حربيا، وكان متشوقاً لمتابعة مسابقة الخيل ولعبة التزلج والمراهنات والقمار وعشق المقاهي وبالتالي عشق الحياة. وفي نهاية قراءة الكتاب لا تنفك تتساءل لماذا انتحر أرنست همنغواي الحائز على نوبل سنة 1952؟

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...