اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

سيزيف ... *بقلم: حنان بدران

⏪⏬
طيفك العصي على التدجين أراه يهرول أمامي وهو يرتدي عباءة ذاكرتي يعريني حينا ثم يعاود ارتدائي كعباءة خشنة مطرزة بالأشواك...ما زلت استحضرك كل ليلة أتذكر حين كنا بالحب نتحدى بعضنا البعض بين الحين والآخر ، لا أنكر أنك كنت تنتصر
وأنت ترتدي كامل أناقتك وتهزم الحب أمامك.
حتى وصلتني منك رسالة من طين وغمام، وأنا أتلوها على أبواب الحنين فأستيقظ جيدا فزعة من نومي .
من خلف نافذة السماء المثقوبة تهطل على رأسي على حين غرة كل الذكريات ، ويهاجمني طيفك متسللا إليّ كعصفور مذعور ، تمد إليَّ جنحك المكسور ، كنت أداويه وهو يتحرك كثيرا ويتأهب ليطير هاربا من بين يدي ... لم يكن يفزعه أن يتركني في عراء الأنواء وحيدة مع ضجيج ذكرى مختالة بكبرياء طاووس أمامي ، تستنزفني وهي تسير في بهو السماء محلقة بعيدا إلى غابة الغيم الحبلى بالسرور والفرح ، وإشارات التعجب والاستفهام ؟!!
تتركني تحت مقصلة السؤال: كيف لحبك أن يتنزه مترنحا كثمل أرعن يسير بلا قدمين فوق أشلاء نومي؟
منذ افترقنا وكل منا يسير بدروب مختلفة.. أنا أركب طائرات تحتويني ، تصافحني قاعات استقبال ووداع، أصعد قطارات مسرعة، محطات تضمني إلى صدرها الرحب ، ومحطات تودعني بضمة الغربة والتعب ، أحمل في أزقة الأماكن وطرقاتها حقيبة جسدي، وهواؤها الغربي يداعب خصلات الروح التائهة بالمكان ، الوجوه ترمقني بنظرة عابرة ولا تبالي بي.. وبصمت تصفعني وكانت صفعتها تشبه دويّ انفجار القلب بداخلي ؟!!
حتى جاء شروق امتدت فيه عشائر الضباب المزدحمة عند أفق السماء ، وكان وجه الغيمات مكفهرا ، وأنا أسير على أسفلت نيويورك ، يلتحف صقيعُ المدينة ثوبَ الضباب فأسقط أرضا، ويتدفق الدم من فمي ، أتأمل كل العابرين وأنا ملقاة على الأرض بعينين جاحظتين بريق ينسل إليهم.. يتوسلهم.. بالكاد أستطيع أن أرى من يرمقني بنظرة حائرة ويتعداني مسرعا ، حتى رآني فنان مهووس بالبورتريهات والألوان مستغربا من لون بشرتي ، ونوع دمي ، أخذ يفرش على الجدار لوحته وبدأ برسمي وأنا أنزف أمامه وحين انتهي ابتسم للوحة ضمها إليه ثم تركني ملقاة على الرصيف ومضى ، مرَّ بعدها طبيب استقبلني بابتسامة حزن مستذئبة ثم أسرع يمد مشرطه إلى أعضاء جسدي يأخذ منها كل ما يستطيع زراعته في أحشاء أخرى ، يسرقني ليبيعها ، وأنا أرمقهم بلا حراك ، من فوقي تمضي الأقدام والسيقان قوافل وزرافات ، سياح، عشاق، باعة متجولين ، موسيقيين متسكعين ، رجال شرطة... كلهم يلقون نظرة غير مكترثة ولم يلحظ فيهم أحد سكوني أو أنين صوتي ، حتى أخذ الليل يرخى جدائل شعره على أطراف المدينة... الكل بدأ يمضي مسرعا ليصعد قطار موت يتثاءب ضجرا من حياتنا اليومية ، حتى اكتسح الظلام أخمص قدمها وأنا لم أزل ملقاة كحمامة سلام تنزف محتضرة على الأسفلت البارد الغريب.
ومع هذا لم يبارحني طيفك يوماً !!
فهو ما زال يتسلل من بين الجموع ويتسرب كالضوء من مسام جلدي ، ويتغلغل في شعري ، ولا يخجل أن يرتدي قميص ذاكرتي بعد أن أتعرى منها ، كنت كعاشقة صعبة المراس أريد أن أستقبل نوما يجافيني ويتمترس لي خلف حواجز رملية ، ويرفض أن يستقبلني..؟.!!!!
ألملم شتاتَ رملي المبعثر فيك ، أجمعه جمعا على وسادتي حتى أنجو منك ، هاربة كلصة صغيرة إلى النوم ، لأكتشف أنك حصان عنيد في براري الحلم تمد إليَّ يديك من بعيد على عشب الأيام التي جمعتنا ...
كشاشات الأوهام العذبة تتراءى أمامي ، ألف الكلمات كالشال حول كتفي.. حينها تطالعني البروق من أوراق قلبي ، وأنا أقلب صفحات الدروب بأصابع الصواعق ، أسير بهدوء إليك.. وأتابع بصمت احتضاري السيزيفي فيك ، وفي كل مرة كنت أحمل صخرة السؤال صاعدة إلى قمتك أيها الشقي : أين المفر منك إذا كان بحر عينيك يلتهم لحم لججي العاثرة أمامي، ومحيط الذاكرة يركض لاهثا من ورائي... كيف أسقط ميتة في دروبك وطيفي ما زال معلقا بحقول البرتقال تحت ظلال البحر على جدار الحلم يتابع موته فيك ؟

*حنان بدران

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...