اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

رعشة الصمت | قصة قصيرة ... *القاص: محمد الليثى محمد

⏪⏬ 
وضعوا جسد فى منتصف الشارع .. وأضرموا فيه النار ..لم يتحرك الجسد ، أو يرفض أو يصرخ .. أنما استسلم الى تلك الايدى التى تضعه فى ذلك المكان .. عيناه مثبتتان بشكل غريب على شيء ما فى السماء ..النار تتحرك بفعل نسمات الفجر الوليد ..تصنع فجر
جديد بدون جسد .. ذلك الولد الهادى .. قليل الكلام .. والذى ظهر بدون مقدمات ..لم نعرف له أب .. فقط أم عجوز بعين واحدة .. لم يكن له أسم ..كنا نطلق عليه جسد .. فقط جسد راح .. وجسد جاء من أخر الشارع ، تم إشعال النار فى جسده ..كانوا حوله ينظرون له بعيون لا تحمل معنى .. غير الصمت فى حركات النار .. وقفوا خلفه واحكموا الدائرة ليمنعوه من التحرك ..لكنه لم يتحرك ، وقف ثابت فى مكانه .. تتساقط أجزاءه .. نقطة نقطة من شواء القلب ..بينما رائحة لحم محترق تلف البيوت والناس .
أنفتحت الابواب على عجل ..بفعل الفضول او الرائحة أو الاثنين معا .. وعندما شاهدوا المنظر تراجعوا وأغلقوا الابواب .. وقبعوا خلف الابواب يتسمعون للصمت وحركات النار فى الهواء ..تخرج هى .. تخطوا ببطء .. تتلمس طريقها على وجه ضوء الجسد المشتعل .. ممسكه بزجاجة يترجرج فيها الجاز ..تقترب من الجسد ..يسقط مره واحدة ..تصعد عليه .. حتى تغرقه .. فيشتعل اكثر واكثر ..وتعود فى خطوات خفيفة الخطوات ..تفتح الباب وتغلقه مره واحدة ..مازال جسد يئن .. كأنه كلب صدمته سيارة مسرعة .. يرن صوته .. يتسرب فى المكان ضعيفا خفيفا كصوت الهمس فى صمت النهاية .. خرج رجل .. سم الله وشم الرائحة .. وعاد .
كان الجسد قد أصبح جثة محترقة ..غابت ملامحه هناك .. حيث لا توجد ملامح ولا أسماء .. شيء لا وصف له ..طيف ثقيل يحتوى المكان .. يمسك بيده زهرات العمر وهو يخرج من بوابة الحياة صاعدا الى عبث الريح .. ربما كان هذا الطريق صدى الحكاية .. كانت هناك ابتسامة .. او حركة جسد ..أو سوء حظ ..اعادت الحياة الى رعشة القلب .. فأعاد النبض الى عش العنكبوت .. الى حركة الحب فى القلب ..حاول ان يكون حب .. تراجع بالجسد وتداخل .. كأنه مطرا يجمع موجاته المتناثرة فى الانحاء .. حيث نبتت أعشاش كثيرة حول القلب ..القلب الذى حوى صورتها .. بأيمان كامل كان ينتظر الفرح فى اللقاء ..فى لمسة يد وهى تسرب الى القلب شعور بالسعادة ..كان يحتاج الى قليلا من الفرح ..يريد أن ترتعش أوصاله فى النهر .. كأنه فاز بوظيفة بمجلس المدينة .. كأنه وقف بجوار أمه وشاهد العالم من عينيها ..لكن العالم والقدر ورائحة الشجرة وبقايا الحزن فى النشيد ..يأبى أن يكون .. ذهب اليها وقف أمامها .. بعيون تحمل بعض الرجاء .. لم تمهله بعض الوقت ليقول لها ..أن الحياة لا يمكن أن تستمر بدونها ..وأن القمر فى السماء يشبهها .
لكنها لم تتركه يتحدث .. عرفت ما سوف يقول .. وهى تخاف من الحرب حرب داخلية تذيب الجسد قطعت سكر فى الفنجان ..جرته من ذراعه وأدخلته داخلها .. أخرجته من ملابسه وقف أمام نفسه عاريا .. لم يكن يريد ذلك .. لكنها احتوته .. فخرجت من ألاه ..قصيرة بعيدة كشمعة فى الظلام ..ارتمت حوله .. كانت عيناه ثابتتان على شيء ما .. شيء واحد وحيد كأنه يريد أن يقول لا ..لا بحجم معاناته .. لا بحجم أوجاعه .. لكنه التزم الصمت المحلق فى المكان .. صمت يعرفه عن ظهر قلب ..صمت يعيش فيه .. كح ثم تمخض .. فظهر صوته .. ظهر دليل على انه انسان ..هى البداية أن يكح تم يصرخ .. ومع الصرخة التى تفتح عليه كل الابواب .. صرخة خفيفة تظهر الفضيحة فى الكلمات .. شاهده البعض ينظر .. وهو المطروح على ملاءة السرير .. مفتوح الصدر .. والذراعين والقدمين .. وهى بجواره تبكى .. تلملم ما تساقط منها .. توقظ نفسها بالبكاء .. امسكوا به .. ذهب معهم .. كانوا يسيرون ببطء .. كأنهم ارتاحوا لتلك النهاية .. لم تدمع عيناه .. لم يتحدث عن الحقيقة ..أثار الصمت ، وأطال التأمل فى الوقت .. وبصمته رأى أمه تندث فى جلباب رجل غريب .. وبالصمت أدخله الرجل الكبير الى الحجرة الصغيرة ..وبالصمت شاهد نفسه مسلوب مستباح .. ارض بور ليس لها أحد من يريد أن يدخلها يدخلها فى اى وقت ..يفعل به ما يشاء .. لم يقول لا حتى لنفسه ..كأنه مستسلم الى صمت الوجع .. لا يبكى حتى داخله أو يصرخ حتى فى الصحراء .. دمعت عيناه لكنه أدرك أنه متعب من الصمت .. يريد أن يرتعش .

* محمد الليثى محمد

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...