اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

فرشاة أسنان واحدة ...*حنان البدوي

⏪⏬
"اتعودت اشتري لشخصين...ولاحظ البياع ان قل
بدو يسألني وما إلو عين.. حاسس كان في ناس كانوا فلو"*

الصباحات التالية للفراق هي الأصعب.
أفتح عينَي بين الصحو والنوم، أتحسس احتمالات أن ما حدث أمس لم يحدث. في كل مرة يتكرر السيناريو نفسه. أمني نفسي أن ما حدث كان كابوس سأصحو منه الآن لأكتشف أنه لم يحدث. تتكشف الحقيقة/الصدمة على مهل، وأنا أفتح عينَي ثم ستارة شباك غرفة النوم فستارة شباك المطبخ. تتسلل الحقيقة ببطيء مؤلم: أنا الآن وهنا وحدي.

في الحمام أحاول أن أنفض عن روحي ثقل الحقيقة تحت انهمار الماء الساخن. رائحة الفانيليا تربت على جسدي المنهك بعد نوم متقطع: سكنته الأحلام والكوابيس، ثم أيقظته الحقيقة. أنظر إلى فرشاة أسنانك الزرقاء التي تبدو لي كأنها تعانق فرشاة أسناني الوردية. كم أحتاج في هذه اللحظة إلى أن أدس رأسي المتعب في عنقك، كما تدس فرشاة أسناني رأسها في عنق فرشاتك أمامي. ثم لماذا تركت فرشاة أسنانك هنا أصلاً؟

ولماذا في كل مرة يرحل الراحلون تبقى تركة من تلك الأشياء الصغيرة المؤلمة التي لا نعرف ماذا نفعل بها؟ أتذكر أن فرشاة أسنان أمي تُركت في مكانها قرب العام دون أن أجرؤ على التخلص منها عقب رحيلها. أتذكر أني لازلت غير قادرة على الاقتراب من دولاب ملابسها، من نظّاراتها الكثيرة، من العصا التي تعكزت عليها في أواخر شهور حياتها.

أتذكر شجارات قديمة مع أمي في محاولاتها التخلص من مقتنيات أبي التي توالت عليها الأعوام بعد رحيله دون أن تتزحزح عن أماكنها التي اختارها هو... كنت أتشبث برائحته في بقاء تلك الأشياء على وضعها. ثم أتذكر أن لا شيء يبقى على وضعه، وأن رأسي يؤلمني جداً، وأن الاشتياق يمكن أن يقتل كل مرة، المرة تلو المرة، ألف مرة.
---

"ذكرني دخلك ما كنا مناح... مش هني رشحونا للنجاح
يا ريتنا متل ما كنا من قبل ... من قبل ما الوقت قطعنا وراح"

في فراق سابق قلت لحبيب سابق "لو أن على هذه الأرض عدل لتحددت لكل شخص حصة معروفة له سلفاً لجرعته المقسومة من وجع الانفصال، وسقف لا يتم تجاوزه لمرات الفراق التي عليه أن يتعرض لها، بصرف النظر عن أنواع الفراق." كان حزني يختبئ كالمتعاد خلف ستار من السخرية اللاهية، بينما أحاول لجم دموعي قبل أن تنهمر على كتفه. قلت له -كاذبة- أني دربت نفسي على اعتياد القسوة على هذه الأرض، وأن قلبي بمرور العمر قد تحصن... قد زادت مناعته في مواجهة مرارات الفراق.

ها أنا أتجرع من جديد مرارة كوب القهوة الوحيد وخيبات القلب، وأنا استرجع حديث آخر صباح بيننا. كان حديث راقص بين كوبين من القهوة الدافئة، يتنقل بخطوات واثقة بين الجد والهزل في سلاسة دون أن يتعثر. يعجبني حديثك الذي يكون دائماً ذكي ولا يكون أبداً جافاً. يعجبني أنك مثلي تأخذ شئونك في الحياة بجدية، دون أن تأخذ الحياة في مجملها بأية جدية. يعجبني حين تفاجئني بملحوظة عابرة توحي بأنك تفهمني تماماً، حتى إن كنت بالطبع -في ضوء عمر علاقتنا القصير- لا تفهمني حقاً. يعجبني أنك حين ترتبت بكفك على ظهري تخف فجأة وطأة ثقل الحياة على كتفي. يعجبني أن وجودك يطمئن نوبات الهلع التي لازمتني في الأعوام الأخيرة.

في غيابك تعود نوبات الهلع، ثم تبدأ جلسة استجواب الذات المألوفة في الصباح التالي للفراق.

هل أحببتك أنت أم أحببت حبك الجارف لي؟ هل الآن أفتقدك أنت أم أفتقد حنانك الغامر على كل ما حولك؟ هل أشتاق إلى حضنك أنت أم إلى حقيقة أنك تحتضنني تماماً كما أود، وطويلاً كيفما أحتاج دون أن تكل؟ وهل تركت فرشاة أسنانك هنا لأنك فعلا تنوي أن تعود؟ لا أعتقد. الأرجح أنك نسيتها فحسب. أعرف أنك قلت إن تلك لن تكون النهاية. لكنني قلت إنني أفضل أن أضع كلمة النهاية بنفسي الآن، قبل أن تأتي بها الأيام مغلفة بالصمت والنسيان، مبعثرة بين حقائق الجغرافيا والمسافات والظروف التي ستمضي بكل منا في طريق.

يعجبني أنك تعرف تلك القصيدة لروبرت فروست عن افتراق الطريق. أحب تلك القصيدة وأخافها. وأعرف أنك أيضاً تشاركني نفس الحب للقصيدة وللطريق، ونفس الخوف من افتراق الطريق.
---
"معقول يظل قلبي معلق بالمناطق
والايام تمر وشارع منو آمن
موضوعي باقي عالق... عالق"

في فراق سابق، قال حبيب سابق: "الحياة تعوضنا بشكل ما... هناك دائماً فرصة أخرى تطرق الباب"، وقلتُ "لكن الخسارات تبقى خسارات، تترك ندوبها في الروح وتُضاعف هشاشة القلب، تكسر توقعاتنا إزاء الحياة وتسحب من رصيد الثقة المطلقة بشكل عام."

أحصي خساراتي وأعد على أصابعي مرات الفراق، محاولة قياس تدهور حالة القلب الهش. ولا أعرف هل التوقعات المكسورة إزاء الحياة هي التي تؤدي حتما لكسر القلب، أم أن بعض البشر قُسمت لهم حصتهم من الحب مغموسة دوماً في الألم. حصتهم شظايا كثيفة لقصص جميلة جدا لكنها مبتورة حتما... قصص تُحي القلب لتدميه، ثم تتركه يحتسي كوب وحيد من القهوة، ويفكر في مصير فرشاة أسنان واحدة.

*حنان البدوي
كاتبة وباحثة مصريةــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⏪ الاقتباسات هي من أغاني ألبوم "معلومات أكيدة"، لزياد الرحباني.

- رمان

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...