⏪⏬
إذا طرقَتْ زجاجَ نافذتي..
عصفورةّ مبلّلةٌ بالغربةِ
لن تنتظر طويلا
سأفتح لها قلبَ النصّ..
تضمّها أجنحةُ الكلمات ملوّنةً بحبر اليقين
أضيء لها الأركان الدامسة
بقناديل الأمنيات العائدة للتوّ
من هجرة طويلة..
سأمدّ إليها كفّ الأساطير..مدثّرةً
بغلالاتٍ نسجتها أناملُ العذارى.
.في الهزيع الأخير من صمت المدينة
و..بين سدى الروح ولحمة الجسد..تطير تفاصيل الليل
تسرد حكايا حوريات جذلى
ترقص بلا أقدام
ريشا..على إيقاع الرحيل بين مسارب النص
و ثغور الذاكرة
خارجَ المسافات القصية
خارج ساعة جدارنا القديمة
خارج روزنامة الموت والحياة...لاشيء
لا شيء يرسم حدود المألوف
لا شيء يقيم الحدّ على تقويم الفرح
او أسطرلاب الأحزان....
أيا عصفورة الليل القادمة من وراء البعث
والنشور...انقري الحروف
حبة ..حبة..
خزنيها في حويصلة النملة..
حصنيها من صراصير الظلام..
وارتدي من استبرق الشعر عباءة القصائد المورقة
شجريها بسبائك العسجد والجمان
ليمد الحلم أجنحته الخضراء
صوب الضفة الأخرى من الدهشة فتنبع على شفاه الغياب جداول العشق
تتراقص على خاصرة الرواء غدران الجمال
أيتها العصفورة القادمة من وراء المستحيل..
أيتها الشحرورة الزاجلة...أعيريني فضاء التحليق
من عليائك ألقي علينا
رسائل الحب والوئام
ارعي في سمائنا غمامات الأمن والسلام
فكلامنا اليوم..صار شظايا رصاص
وصمتنا مكتظ بالكره والارتياب
آهٍ..وماؤنا أمسى مكدرا بالخوف والهموم..
اقرئي علينا سِفْرَ الصدق
وتعاليم النجوم
ارسمي لنا موانئ تهتدي إليها سفن النجاة
فالوطن عند النافذة ...ينتظر الشراع...
*فاطمة محمود سعدالله
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق