اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة في قصة قصيرة جدا للأديب الأردني سمير الشريف


⏪بقلم:أحمد بدير
⏪ القصة
"عاد من عمله يتأرجح تعبا، مشط بعينيه كوكبة الناس الذين تجمهروا. سأل بحركة من رأسه. تبرع أحدهم صارخا: سارق النهار يوقع الحد على سارق الليل."

القصة القصيرة جدا جنس أدبي حديث يتناول فيه القاص حدثا صغيرا يلتقطه من نبض الحياة حوله ويوجه له الأنوار.
تتصف القصة القصيرة جدا باعتمادها على الحذف والاختزال والإيحاء والتكثيف... وعلى الرمزية والحركة وتأزم الموقف الذي يولد التوتر.
كما تتصف بالجرأة، والسخرية، والإدهاش، وطرافة اللقطة.
وعادة ما يستخدم كاتبها الجملة الفعلية في كتابتها.
لذا فهي بحاجة لكاتب يتقن توظيف أدواته والتعامل بها باحترافية أدبية وفكرية.
---
يتحدث القاص عن رجل ككل الرجال العاملين يعود من عمله تعبا... فنشعر أن الحدث المروي وقع في الجزء الأخير من النهار، وأن بطل النص لم يحضر الحدث من بدايته ولا يعرف له سببا... لكن شده تجمع الناس...
وهذا التجمع يشير إلى أن الحدث وقع قبل لحظات أو لا يزال يقع في مكان عام ربما إحدى الحارات.
ونحن لا نعرف عمل بطل النص ولا يرى الكاتب ضرورة لمعرفته لكنه عاد منه متأرجحا من التعب...
والتأرجح من التعب... يشعرك بحال البطل جسديا ونفسيا... لعل عمله يضطره إلى الوقوف طويلا... وقد يكون عاد من عمله سيرا على القدمين لقرب العمل أو توفيرا لأجرة النقل!!
عاد ليجد تجمعا من الناس في مجرى سيره، وأعتقد أنه الحي الذي يقيم فيه، ذلك أن التَعِب الذي تتأرجح قدميه طلبا للراحة لا يقف عند أي تجمع ليستطلع ما حدث فيه فحاجته للراحة أعلى من حاجته لمعرفة سبب التجمع... فالحدث يقع قريبا من بيته...
ويكمل أديبنا واصفا سلوك البطل: (مشط بعينيه كوكبة الناس المتجمهرة). وواضح أن العبارة ليست لغة العامل العائد من شغله بل لغة القاص فالبطل (العامل) لا يهتم بجمالية اللفظة بل يقفز مباشرة للمعنى الذي يبحث عنه... و(مشط) تعني مر عليهم واحدا واحدا متفحصا... وفي رأيي أنه ليس في حال تسمح له بتمشيطهم ولو كان تمشيطا بالعينين... ربما (مر عليهم) بعينيه أكثر توافقا مع حاله.
و(كوكبة) مجموعة من الناس لكن ظلال الكلمة تشير إلى أن أفرادها مميزون إما بمظهرهم أو مكانتهم التي تعلو مكانة غيرهم... وهي أيضا كلمة لا توافق حال بطل القصة وليست من لغته...
وسيقول أديبنا أن هذه المفردات وصف من الأديب وليس من الضروري أن تكون لغة بطل النص
و(الذين تجمهروا) تعني لم يكونوا متجمهرين فتجمهروا... فالفعل رغم أنه في الزمن الماضي إلا أنك تشعر أنه يلتصق بالحاضر...
ولعل الكاتب وفق في استخدام صيغة الفعل(تجمهروا) لا الاسم (متجمهرين)... فحالة الفعل مرتبطة بالزمن تنتهي بعد حين... أما الاسم (متجمهرون) فتشير إلى حال ثابتة ممتدة زمنيا وهذا لا يتلاءم والحدث المتحرك...
واستخدم أديبنا اسم الموصول (الذين) ليصل من خلاله لاستخدم صيغة الفعل التي يحتاجها في تعبيره عن حال الناس من حوله.
لم يسأل بصوته عن الحدث الذي جمع الناس في هذا الوقت... بل اكتفى بحركة من رأسه؟ وعدم السؤال بالصوت قد يكون مرده تعبه وإرهاقه... وقد يكون عدم اهتمامه بتفاصيل الحدث فربما كانت حالا تتكرر مرارا. بتفاصيل متشابهة وإن كانت غير متطابقة...
وحاولت تصور حال بطل النص وهو يستفسر بحركة من رأسه... ما هي الحركة التي يمكننا توظيف الرأس فيها للسؤال عما يحدث؟!... ربما قصد حركة من العينين أو الشفتين... وربما هناك حركة بالرأس وربما حركة لم أهتدِ إليها...
ويبدو أن الكثير من المتجمهرين فهم إشارته، لكن (تبرع أحدهم صارخا)... وتساءلت لماذا (صارخا)... هل الصراخ تعبير عن الحال النفسية للمتطوع؟ أم رفض للتجمهر في هذا المكان؟ ولعله رفض للحال التي أنتجها الحدث في نفوس الناس وعقولهم... فهم ضد ما يحدث أمامهم... والذي عبر عنه الرجل المتطوع بقوله: (سارق النهار يوقع الحد على سارق الليل).
وهي لفتة ذكية من الكاتب وتعبير عن واقع يرفضه القائل، يرفضه ضمير الناس المتجمهرين!!
ولعل هناك من يتساءل عن سارق النهار وسارق الليل،
وقد يتساءل البعض عما يعنيه الكاتب بقوله: (سارق النهار)، هل يعني من يسرق من الناس نهارهم بعمالة لا تحقق لهم قوت يومهم؟ أم سارق كل نور وهدى ومعرفة ليعيش الناس ظلمات الفهم والإدراك والبحث والتدبر... ولعله قصد سرقة كل جميل في حياتهم... وربما قصد هذه الفئة من الرؤساء والحكام والمسؤولين الذين سرقوا الأمل من عيون وعقول وشفاه الناس العاديين المقهورين... وربما هي الفئة التي لا تخشى أن تنكشف سرقتها فلديها من القوة والمراكز الاجتماعية ما يصد عنها كل معترض على السرقة، فيغيب على أثرها خلف النجوم... وهو لص قوي لا يخشى أن يعرف، ولا يخشى ترصدا ولا عقابا... فهو يملك مكونات القوة التي تجعله محصنا من كل ما يخيف الآخرين...
هذا اللص الذي تتوافر فيه كل هذه الصفات التي يئن من ثقلها المجتمع... جاء ليوقع الحد على سارق الليل!! أو (سارق في الليل)... والليل يخفي الأشخاص والأفعال، فاللص الليلي جاء ملتفا بعباءة الليل لتخفيه عن العيون التي تترصده فهو لص حذر خائف ضعيف ربما تنحصر سرقته فينا يسد جوعه وجوع أبنائه، أو يوفر مالا لجنوحه عن الحق، لكنه يبقى ضعيفا خائفا.
وهو سارق لسرقته سقف لا يعلوا حاجاته اليومية... على غير سارق النهار الحوت الذي يبلع كل ما يعثر عليه في طريقه.
والاستغراب أن سارق النهر يحاسب سارق قطرة الماء... يعتبر النهر حقا له، وسرقة المعدم جريمة لا تليق بشرف المواطن... مع أن سارق النهار لقوت الفقير وحياته جعل منه سارقا ليليا...
وإقامة الحد تعني تطبيق شرع الله، فهو يعرف الله لكنه لا يخشاه... يعرف حدود الله ويطبقها على الضعفاء ولا يطبقها على ذاته
ولعل الكاتب يتساءل متى يعتدل الميزان وينال كل ذي حق حقه الذي يتعارف عليه المجتمع بكامله، لا فئة لصوص النهار....

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...