اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

صباحات طنجة لا تشبهها ــ قصة قصيرة ...*خلود الراشدي


⏪ بثياب متناسقة الألوان مع ملامحك ، دخلت من الباب الرئيسي للمركز التجاري كمن يبحث عن شخص ما ، أو كمن يبحث عن نفسه ، و نفسي ، وأبحث عنك بجوارك دون أن نجد بعضنا البعض حقا ، تقتحمني كفنان تشكيلي يضع قبلة على خد لوحته ، نكمل
السلام و من ثم تعود إلى نظراتك التشكيلية ، الانتقائية إن صح القول ، و أنظر إليك ككاتبة تحاول أن تجمع جملا لعلها تنجب فكرة ، لكنها احتاجت عملية قيصرية هذه المرة ، فلا كاتب يقتحم فنانا تشكيليا ، ولا شاعرا يخضع لوحة تتحدث صامتة بكل ما كتبه بمئات الصفحات ؛
لك صوت لا أدري إن كان لرجل مخمور على وشك الغناء ، أم لنائم يحدث نفسه ، أشبه بالبكاء عند آخر لحن مثلا ، يذكرني دائما بصوت
في أغنيته hail sezai
، كأن صوته يتهاوى وهو يصرخ عصيان ؟Isyan
ان صوتك عصيان من نوع آخر ، اعتنق الصمت أرجوك فصوتك داهية لقلبي .
– مرحبا ، لعلنا كدنا نتوه عن بعضنا؟
ربما… –
اصمت أرجوك.
لكننا في النهاية وجدناها. –
– ما هي ؟
بعضنا. –
يكفي.
اخترت مقهى يطل على الجانب الراقي للمدينة ، بلوحات تشبهك ربما ، بحائط يميل للأشياء القديمة ، و بكتابات على جدرانه تمد في النفس اطمئنانا للمكان ، تحدثنا قليلا عن طنجة ، و عن أحيائها ، أخبرتني : – إن الحي الفلاني مثلا ، الكل يتغنى عن درجة خطورته ، لكنك إن مررت منه فإنك لن تشعري بشيء حتى ، فلا خطر يحلق في السماء كما هو شائع ، إن الخطر الحقيقي هو ما تنجبه أنفسنا ، كل شخص بداخله خطر ما ، تجاه شخص ما أو تجاه طنجة أساسا.
أجبتك بعد تنهيدة مطولة : – لكن انظر ( أشرت بإصبعي على الزجاج المطل على المدينة ) هنا ، إنه تزييف ، نأبى أن نعترف لأنفسنا بذلك.
– ولكن لم النظر إلى هناك ، إننا مزيفون من الداخل لا من زجاج النافذة المطلة على الجانب المريح من طنجة ، إننا لا نشبهها ولا حتى هي تشبهنا ، أنت تطلين عليها الآن أو على جانب منها ، لكن نظرك حقا ليس هنا ، و هذا ما تريدينه لتكتبي، لا لشيء سوى لأنها تحتاجك.
– أنا لست بطلة فيلم لأقوم بدور البطولة ، أو لأتباهى بالإنقاذ الذي ربما لن تحصل عليه لا طنجة و لا حتى أنا بدوري.
– لا تسير الأمور هكذا ، ربما تؤرخين جلستنا هذه لاحقا كما يحلو لك ، لكن الآن تذكري أن ليس كل شيء يحلق عاليا ، أحيانا نحتاج أن ينخفض مستوى رؤوسنا لنلقي نظرة.
– رؤوسنا لا عقولنا ، فما فائدة أن ينخفض رأسك مثلا دون أن تحرك ساكنا تجاهها ؟
قد نحرك ساكنا دون أن يجدي ذلك نفعا ، لأن طنجة تفرض علينا ما نراه. –
– لكنها لا تفرض علينا التزييف ، الذي نعرفه تماما.
و هذا تماما ما قصدته بأنها لا تشبهنا. –
ثم أضفت بقليل من السخرية : – انظري الآن من الزجاج ، إننا هنا في هذه الساعة المبكرة من الصباح نتحدث عنها دون أن تحرك ساكنا أو تأبه لنا حتى ،هي بالأساس لازالت نائمة.
ثم ختمت : – لا بأس بقليل من التعصب ، في الكتابة فقط ، لا في الحكم على المدينة.
لا أدري حينها أكنت كاتبا ، أم رساما ، أو ربما عصاميا ؟ لا أدري ما أسميك حقا ، ما أعرفه أنك تحتاج صمتا لتقول كل شيء ، تحتاج نخزة افتراء لتنتمي لبقعة ما ، أكنت رساما حقا ؟ ثلاثيني بملامح هادئة و مشاعر ثورية ، لا يدري أيسخر من كل شيء أو يأخذه على محمل الجد ، ربما هذا ما تحتاجه اللوحة ، و ربما هذا ما نحتاجه حقا ، نحتاج شخصا يرتدي ملابس تشبهه ، كفنان تشكيلي يضع شالا على عنقه مثلا ، و يتحدث بأشياء تشبهه أيضا ؟
رد : – لا نحتاج أن نكتب أشياء تشبهنا ، بل تشبه الآخرين.
ثم استشهد بجملة قالتها أحلام مستغانمي : – القارئ يحب ما يشبهه
– إذن هناك فكرة للكتابة ؟
– أبدا ، هناك فكرة للحديث لا أكثر ، فخيانة التعبير قد تسقطنا في فخ النقاد الفارغين ، الفكرة تحتاج صرخة واحدة فقط لا تشملها الفواصل و النقط ، و هذا المميز في اللوحات التي ترين الآن.
كل هذا الحديث كان بحركات الأيدي التي تتماشى مع كل جملة بتناسق تام ، بصوت نائم لا مخمور ، ربما هدوءا ؟ اخترنا أن نخوض نقاشا دون أقنعة ، دون قلم لندون به ما يقال، أو حتى فرشاة لنصف بها المكان أو نلونه ، فأخبرني من أنت بحق السماء ، و ما أسميك ؟ فنانا تشكيليا ؟ أم كاتبا خانه التعبير لكن لم يخنه الاختيار ؟ كنت طنجاوي في ارتباكك و تعدد أشيائك ، لكنك غريب عن طنجة في نهوضك باكرا ، و غالبا ما يتركك عصيانك عن الكتابة في مواجهة مع فرشاة صامتة تتحدث بدلا عنك في لوحات متتالية عن المدينة و عن كل ما تأبى قوله ، تفكر أن ترسمها و تتعمد أن تؤرخ نفسها في ملامحك المتعبة ، احتسي قهوتك ولا تأبه لما يحدث خارج الزجاج الشفاف ، انظر إليها كمن ينظر إلى بقعة ما من نافذة القطار ، وتجاهل ، نفسك لا هي ، ارسم ليلها فصباحات طنجة لا تشبهها ، يا فنانها التشكيلي.

*خلود الراشدي
طنجة

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...