لطلما قرأت عن أشد الحروب التي حدثت على سطح الأرض وشهدها العالم بأسره قديما وحديثا حتى تلفظت بها كل لسان وتكلمت عنها الأفواه وسمعنا عن شراهتها وبشاعتها ودونت الأقلام مأسآتها وحكت لنا الأساطير سطورها ونقلت لنا الأخبار سطوتها وخطورتها وما خلفته وراءها من الكوارث لكن اليوم درست شرورها وكأنها لم تحدث بالأمس واليوم لم أجد أشد حربا من حرب النفس على نفسها وقد سمعت بأعظم الانتصارات التي سطرتها أعظم البطولات التاريخية في معظم الحضارات الإنسانية وكانت في أوج جبروتها وضاربة في عمق الحضارة وفي صلب الحياة
حتى أصبحت نشوة انتصاراتها أحاديث بين الناس وتداول الزمان أحداثها على كر العصور ومدى الدهور واحتفظت بها الأيام حتى وصلت إلينا الآن ولكن اليوم لم أجد أعظم انتصار من انتصار النفس على نفسها فالحياة معاركها متواصلة بين العالم الخارجي المتمثل بصراع النفوذ والبسط على النفوذ إلى منتهى حدود الحدود وبين العالم الداخلي المتمثل بصراع الوجود على هذا الوجود من أجل الوصول إلى منتهى السعود وفهم معنى الحياة فالحروب الخارجية في عالمنا ما هي إلا نعرات غير إنسانية بل هي عدوانية ..مغزاها السيطرة على الأطماع والسطوة على ثروات الأرض ومقدراتها ووقوداها دائما وأبدا هو الإنسان وضحيتها هو الإنسان وجماجم الرؤوس وضحايا الأبرياء فالأعداء دائما يجمعهم البقاء ويوما ما سيعودوا أصدقاء بينما الحروب الداخلية في نفوسنا ما هي إلا مشاعر نفسانية مغزاها البسط على أبسط قسط من الراحة والسكينة الطمأنينة والعيش بهدوء والسيطرة على متاع وملذات الحياة ووقودها دائما وأبدا هو الأحساس وضحيتها هي النفس وشهواتها ..وما هي إلا معارك شهوانية وما تلك إلا معارك غير إنسانية حرب عدوانية وحرب نفسانية..فلا يغرنك اختلاف الوسائل بين هذه وتلك فالإنسان هو الإنسان والنفس هي النفس والعالم هو العالم لكن الزمان هو الفاصل الحقيقي لكل هذه الأحداث وهو المفصل لأخبارها والناقل لأحداثها خفت أوزارها أم ثقلت فيا ترى إلى أين وصلت بك معارك نفسك الآن هل هي على وشك الانتصار أم على وشك الخسران المبين أم لا زلت في مرحلة التذبذب بين الفرار والاكرار نحو مشارف الانتصار هل انتصرت على نفسك أم ليس بعد تجري بنفسك خلف شهوتها البشعة أخي أن أذكى وأسعد إنسان على هذه الأرض هو من عرف نفسه وهذبها وسيطر عليها وسخرها لأجله لا لأجلها وأعلم أخي أن أشد وألد الأعداء عليك هي نفسك فهلا قذعتها وصدعتها وأحسنت قمعها وانتصرت عليها بأقل مؤونة وأضعف عتاد أم انت معتاد على شهوتها الأمارة بالسوء وهي دائما طمعة وجشعة لا تشبع ولاتقنع ولا تدري بقيمة النعم إلا حين تجوع فإنها إن شبعت بغت عليك وإن جاعت ضاقت بك الحياة فهلا تبصرت بها ؟؟؟؟ (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ )
*د.عبدالمجيد محمد باعباد
حتى أصبحت نشوة انتصاراتها أحاديث بين الناس وتداول الزمان أحداثها على كر العصور ومدى الدهور واحتفظت بها الأيام حتى وصلت إلينا الآن ولكن اليوم لم أجد أعظم انتصار من انتصار النفس على نفسها فالحياة معاركها متواصلة بين العالم الخارجي المتمثل بصراع النفوذ والبسط على النفوذ إلى منتهى حدود الحدود وبين العالم الداخلي المتمثل بصراع الوجود على هذا الوجود من أجل الوصول إلى منتهى السعود وفهم معنى الحياة فالحروب الخارجية في عالمنا ما هي إلا نعرات غير إنسانية بل هي عدوانية ..مغزاها السيطرة على الأطماع والسطوة على ثروات الأرض ومقدراتها ووقوداها دائما وأبدا هو الإنسان وضحيتها هو الإنسان وجماجم الرؤوس وضحايا الأبرياء فالأعداء دائما يجمعهم البقاء ويوما ما سيعودوا أصدقاء بينما الحروب الداخلية في نفوسنا ما هي إلا مشاعر نفسانية مغزاها البسط على أبسط قسط من الراحة والسكينة الطمأنينة والعيش بهدوء والسيطرة على متاع وملذات الحياة ووقودها دائما وأبدا هو الأحساس وضحيتها هي النفس وشهواتها ..وما هي إلا معارك شهوانية وما تلك إلا معارك غير إنسانية حرب عدوانية وحرب نفسانية..فلا يغرنك اختلاف الوسائل بين هذه وتلك فالإنسان هو الإنسان والنفس هي النفس والعالم هو العالم لكن الزمان هو الفاصل الحقيقي لكل هذه الأحداث وهو المفصل لأخبارها والناقل لأحداثها خفت أوزارها أم ثقلت فيا ترى إلى أين وصلت بك معارك نفسك الآن هل هي على وشك الانتصار أم على وشك الخسران المبين أم لا زلت في مرحلة التذبذب بين الفرار والاكرار نحو مشارف الانتصار هل انتصرت على نفسك أم ليس بعد تجري بنفسك خلف شهوتها البشعة أخي أن أذكى وأسعد إنسان على هذه الأرض هو من عرف نفسه وهذبها وسيطر عليها وسخرها لأجله لا لأجلها وأعلم أخي أن أشد وألد الأعداء عليك هي نفسك فهلا قذعتها وصدعتها وأحسنت قمعها وانتصرت عليها بأقل مؤونة وأضعف عتاد أم انت معتاد على شهوتها الأمارة بالسوء وهي دائما طمعة وجشعة لا تشبع ولاتقنع ولا تدري بقيمة النعم إلا حين تجوع فإنها إن شبعت بغت عليك وإن جاعت ضاقت بك الحياة فهلا تبصرت بها ؟؟؟؟ (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ )
*د.عبدالمجيد محمد باعباد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق