من حكايات جدتي
كانَ يا ما كانَ في قَديمِ الزَّمانِ...
كانَتْ تَعيشُ في بَلْدَةِ (الرَّيْحانِ)، بِنْتٌ صَغيرَةٌ اِسْمُها (خَيْزَرانُ) أَحْضَرَ لَها (جَدُّها) هَدِيَّةً (سِوارًا مِنَ الْفِضَّةِ).
خَبَّأَتْ (خَيْزَرانُ) الْهَدِيَّةَ في الْخِزانَةِ، وَقَفَلَتْ بابَها.. وَبَعْدَ أَيَّامٍ أَرادَتْ أَنْ تَتَزَيَّنَ، وَتَضَعَ السِّوارَ الْفِضِّيَّ في مِعْصَمِها، لِحُضورِ عُرْسِ
(بِنْتِ الْجِيرانِ) لَكِنَّها أَضَاعَتْ مِفْتاحَ الْخِزانَةِ، فَأَخَذَتْ تَبْكيْ؟!.
عِنْدَما عَلِمَ (جَدُّها) بِالأَمْرِ حَزِنَ في الْبِدايةِ، لَكِنَّه سُرْعانَ ما نَهَضَ وَمَسَحَ دُمُوعَها، وَقالَ لَها:
- لا تَبْكي يا صَغيرَتي، هَيَّا نَبْحَثْ عَنِ الْمِفْتاحِ مَعاً.
بَحَثا عَنِ الْمِفْتاحِ في كُلِّ مَكانٍ.. وَبَعْدَ بَحْثٍ كَثيرٍ، لَمْ يَجِداهُ.
قالَ (الْجَدُّ):
- سَأَذْهَبُ إِلَى (النَّجَّارِ) الَّذي صَنَعَ الْخِزانَةَ، وَأُحْضِرُ مِفْتاحاً جَديداً.
ذَهَبَ (الْجَدُّ) إِلَى (النَّجَّارِ)، وَطلَبَ الْمِفْتاحَ، فَقالَ لَهُ (النَّجَّارُ):
- الْمِفْتاحُ عِنْدَ (الْحَدَّادِ).
ذَهَبَ (الْجَدُّ) إلَى (الحَدَّادِ) وَطلَبَ مِفْتاحَاً، فَقالَ لَهُ (الْحَدَّادُ):
- عِنْديْ مِفْتاحٌ، وَلَكِنَّ ثَمَنَهُ بَيْضَةٌ، وَالْبَيْضَةُ عِنْدَ (الدَّجاجةِ).
ذَهَبَ (الْجَدُّ) إِلَى (الدَّجاجةِ)، وَطَلَبَ بَيْضَةً، فَقالَتْ لَهُ (الدَّجاجةِ):
- عِنْديْ بَيَضَةٌ، وَلكِنَّ ثَمَنَها سُنْبُلَةُ قَمْحٍ، والْقَمْحُ عِنْدَ (الْفَلاَّحِ).
ذَهَبَ (الْجَدُّ) إِلَى (الْفَلاَّحِ) وَطَلَبَ سُنْبَلَةَ الْقَمْحَ، فَقالَ لهُ (الْفَلاَّحُ):
- عِنْديْ سُنْبُلَةُ قَمْحٍ، وَلَكِنَّ ثَمَنَها كَأْسُ حَليبٍ، وَالْحَليبُ عِنْدَ (الْبَقَرَةِ).
ذَهَبَ (الْجَدُّ) إِلَى (الْبَقَرَةِ) وَطَلَبَ الْحَليبَ، فَقالَتْ لهُ (الْبَقَرَةُ):
- عِنْديْ حَليبٌ، لَكِنَّ ثَمَنَهُ حِزْمَةُ عُشْبٍ أَخْضَرَ، وَالْعِشْبُ في الْبُسْتانِ.
ذَهَبَ (الْجَدُّ) إِلَى (الْبُسْتانِيِّ) فَوَجَدَهُ يَعْمَلُ في الْبُسْتانِ، عَلَى شَقِّ ساقِيَةٍ لِلْماءِ بِالْفَأْسِ، وَالْعَرَقُ يَجْريْ مِنْ جَبينِهِ، فَساعَدَهُ (الْجَدُّ) وَعِنْدَما انْتَهَيا مِنَ الْعَمَلِ، طَلَبَ (الْجَدُّ) الْعُشْبَ مِنَ (الْبُسْتانِيِّ)، فَأَعْطاهُ حِزْمَةً مِنَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ.
أَخَذَ (الْجَدُّ) الْعُشْبَ الأَخْضَرَ، وَقَدَّمَهُ إِلَى (الْبَقَرَةِ)، فَأَكَلَتْهُ (الْبَقَرَةُ)، وَأَعْطَتْهُ الْحَليبَ.
أَخَذَ (الْجَدُّ) الْحَليبَ، وَأَعْطاهُ (الْفَلاَّحَ).
أَخَذَ (الْفَلاَّحُ) الْحَليبَ، وَأَعْطاهُ سُنْبُلَةَ الْقَمْحِ.
حملَ (الْجَدُّ) سُنْبُلَةَ الْقَمْحِ، وَقَدَّمَها لِـ(لدَّجاجَةِ).
فَرِحَتِ (الدَّجاجةُ)، وَأَكَلَتْ حَبَّاتٍ منَ سُنْبُلَةِ الْقَمْحِ، ثُمَّ باضَتْ بَيْضَةً، أعْطَتْها (الْجَدَّ)..
أَمْسَكَ (الْجَدُّ) الْبَيْضَةَ جَيِّداً، وَسارَ نَحوَ دُكَّانِ (الْحَدَّادِ)، فَأَعْطاهُ الْبَيْضَةَ، وَأَخَذَ الْمِفْتاحَ، وَفَتَحَ الْخِزانَةَ، فَفَرِحَتْ (خَيْزَرانُ) وَقالَتْ:
- أَنا أَحِبُّ الْبَيْضَ، وَهُوَ غِذاءٌ مُفيدٌ جِدَّاً، وَلَوْلا الْبَيْضَةُ، ما لَبِسْتُ سِوارَ الْفِضَّةِ.
فَضَحِكَ (الْجَدُّ)، وَقالَ:
- وَلا رَقَصَتْ (خَيْزَرانُ) في عُرْسِ (بِنْتِ الْجيرانِ!.).
وتوته توته خلصت الحدوته
كانَ يا ما كانَ في قَديمِ الزَّمانِ...
كانَتْ تَعيشُ في بَلْدَةِ (الرَّيْحانِ)، بِنْتٌ صَغيرَةٌ اِسْمُها (خَيْزَرانُ) أَحْضَرَ لَها (جَدُّها) هَدِيَّةً (سِوارًا مِنَ الْفِضَّةِ).
خَبَّأَتْ (خَيْزَرانُ) الْهَدِيَّةَ في الْخِزانَةِ، وَقَفَلَتْ بابَها.. وَبَعْدَ أَيَّامٍ أَرادَتْ أَنْ تَتَزَيَّنَ، وَتَضَعَ السِّوارَ الْفِضِّيَّ في مِعْصَمِها، لِحُضورِ عُرْسِ
(بِنْتِ الْجِيرانِ) لَكِنَّها أَضَاعَتْ مِفْتاحَ الْخِزانَةِ، فَأَخَذَتْ تَبْكيْ؟!.
عِنْدَما عَلِمَ (جَدُّها) بِالأَمْرِ حَزِنَ في الْبِدايةِ، لَكِنَّه سُرْعانَ ما نَهَضَ وَمَسَحَ دُمُوعَها، وَقالَ لَها:
- لا تَبْكي يا صَغيرَتي، هَيَّا نَبْحَثْ عَنِ الْمِفْتاحِ مَعاً.
بَحَثا عَنِ الْمِفْتاحِ في كُلِّ مَكانٍ.. وَبَعْدَ بَحْثٍ كَثيرٍ، لَمْ يَجِداهُ.
قالَ (الْجَدُّ):
- سَأَذْهَبُ إِلَى (النَّجَّارِ) الَّذي صَنَعَ الْخِزانَةَ، وَأُحْضِرُ مِفْتاحاً جَديداً.
ذَهَبَ (الْجَدُّ) إِلَى (النَّجَّارِ)، وَطلَبَ الْمِفْتاحَ، فَقالَ لَهُ (النَّجَّارُ):
- الْمِفْتاحُ عِنْدَ (الْحَدَّادِ).
ذَهَبَ (الْجَدُّ) إلَى (الحَدَّادِ) وَطلَبَ مِفْتاحَاً، فَقالَ لَهُ (الْحَدَّادُ):
- عِنْديْ مِفْتاحٌ، وَلَكِنَّ ثَمَنَهُ بَيْضَةٌ، وَالْبَيْضَةُ عِنْدَ (الدَّجاجةِ).
ذَهَبَ (الْجَدُّ) إِلَى (الدَّجاجةِ)، وَطَلَبَ بَيْضَةً، فَقالَتْ لَهُ (الدَّجاجةِ):
- عِنْديْ بَيَضَةٌ، وَلكِنَّ ثَمَنَها سُنْبُلَةُ قَمْحٍ، والْقَمْحُ عِنْدَ (الْفَلاَّحِ).
ذَهَبَ (الْجَدُّ) إِلَى (الْفَلاَّحِ) وَطَلَبَ سُنْبَلَةَ الْقَمْحَ، فَقالَ لهُ (الْفَلاَّحُ):
- عِنْديْ سُنْبُلَةُ قَمْحٍ، وَلَكِنَّ ثَمَنَها كَأْسُ حَليبٍ، وَالْحَليبُ عِنْدَ (الْبَقَرَةِ).
ذَهَبَ (الْجَدُّ) إِلَى (الْبَقَرَةِ) وَطَلَبَ الْحَليبَ، فَقالَتْ لهُ (الْبَقَرَةُ):
- عِنْديْ حَليبٌ، لَكِنَّ ثَمَنَهُ حِزْمَةُ عُشْبٍ أَخْضَرَ، وَالْعِشْبُ في الْبُسْتانِ.
ذَهَبَ (الْجَدُّ) إِلَى (الْبُسْتانِيِّ) فَوَجَدَهُ يَعْمَلُ في الْبُسْتانِ، عَلَى شَقِّ ساقِيَةٍ لِلْماءِ بِالْفَأْسِ، وَالْعَرَقُ يَجْريْ مِنْ جَبينِهِ، فَساعَدَهُ (الْجَدُّ) وَعِنْدَما انْتَهَيا مِنَ الْعَمَلِ، طَلَبَ (الْجَدُّ) الْعُشْبَ مِنَ (الْبُسْتانِيِّ)، فَأَعْطاهُ حِزْمَةً مِنَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ.
أَخَذَ (الْجَدُّ) الْعُشْبَ الأَخْضَرَ، وَقَدَّمَهُ إِلَى (الْبَقَرَةِ)، فَأَكَلَتْهُ (الْبَقَرَةُ)، وَأَعْطَتْهُ الْحَليبَ.
أَخَذَ (الْجَدُّ) الْحَليبَ، وَأَعْطاهُ (الْفَلاَّحَ).
أَخَذَ (الْفَلاَّحُ) الْحَليبَ، وَأَعْطاهُ سُنْبُلَةَ الْقَمْحِ.
حملَ (الْجَدُّ) سُنْبُلَةَ الْقَمْحِ، وَقَدَّمَها لِـ(لدَّجاجَةِ).
فَرِحَتِ (الدَّجاجةُ)، وَأَكَلَتْ حَبَّاتٍ منَ سُنْبُلَةِ الْقَمْحِ، ثُمَّ باضَتْ بَيْضَةً، أعْطَتْها (الْجَدَّ)..
أَمْسَكَ (الْجَدُّ) الْبَيْضَةَ جَيِّداً، وَسارَ نَحوَ دُكَّانِ (الْحَدَّادِ)، فَأَعْطاهُ الْبَيْضَةَ، وَأَخَذَ الْمِفْتاحَ، وَفَتَحَ الْخِزانَةَ، فَفَرِحَتْ (خَيْزَرانُ) وَقالَتْ:
- أَنا أَحِبُّ الْبَيْضَ، وَهُوَ غِذاءٌ مُفيدٌ جِدَّاً، وَلَوْلا الْبَيْضَةُ، ما لَبِسْتُ سِوارَ الْفِضَّةِ.
فَضَحِكَ (الْجَدُّ)، وَقالَ:
- وَلا رَقَصَتْ (خَيْزَرانُ) في عُرْسِ (بِنْتِ الْجيرانِ!.).
وتوته توته خلصت الحدوته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق