اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

قراءة في قصيدة " حائط السراب " للشاعر مصطفى الحاج حسين ...بقلم الناقد والأديب : محمد بن بوسف كرزون

*القراءة 
يبدأ الشاعرُ نصّه الشعريّ بمعاتبةٍ
شديدة لليلِ الصامتِ الذي يزيدُ من أوجاعه
أوجاعاً في هذا الصمتِ المخيف، الذي
يترافقُ مع أسىً متصاعد .
ويريدُ الشاعر أن يدخلُ في ساحةِ البَوْحِ
ليعبّرَ عن آلامِهِ ، يهدهدها، يهادنها ، ويعترفُ
بأنّ الآلام قد تعاظمَت ، حتّى إنّ دمعتَهُ
صارتْ تبحثُ عن مخبأ تلوذُ به ، فسقوطهُ
قادمٌ لا محالة َ، وهي صورةٌ مأساويّة ظهرتْ
نتيجةَ ما حلَّ في الوطنِ كلّه ، ذلك الوطن
الجريح ، الذي ما زال ينزفُ منذ سنين ،
ويستمرّ النزيف بحرقة ٍ، نزيفُ أرواحٍ ونزيفُ
دمار وخرابٍ وتشتُّت... فكيفَ لا تنعكس

تلك الحالات على نفسِ الشاعر ِ، فيعاتبُ
الليلَ الذي أبعدَهُ عن وطنِه ِ، فباتت همومه
أضعافَ ما كانتْ عندما كان يعيشُ الحربَ
وهو في وطنِهِ؟! .
تلك الهموم التي أمستْ صديقَتَهُ التي
يتعايش معها وتتعايش معه، لتنهالُ في
قصيدتِهِ صورٌ فنّيّةٌ غايةً في الطّرافةِ
والجدّة .
وتتدفّقُ الصور المعبّرة عن معاناةِ الشاعر ،
فالسّماءُ تُمْطِرُ عويلَ هروبه، وهذه صورةٌ
مبتكرة بديعة، لم يسبقْ أحدٌ أن لمَّحَ إلى أيِّ
جزئيّةٍ منها.
ونراهُ يتابع الصورَ المبتكرةَ، فيقول :
(( خُذْ منّي خطواتي يا ليلُ
تعكَّزْ علىٰ لهبِ نزيفي
وانطلقْ
صوبَ ضحكةٍ تكسّرَتْ فوقَ سهوبي )).
وهنا صورتان بديعتان طريفتان غايةً في
الطرافة والإبداع، (تعكَّزْ على لهيبِ نزيفي)،
والثانية تلك الضحكةُ التي تكسَّرَتْ فوقَ
سهوبِ قلب الشاعر، بل فوَ ترابِ الوطنِ،
إلى أن حوّلَتْهُ خراباً...
ما أقسى هذا الخراب الذي يعاني منه
الشاعرُ في كينونةِ نفسِهِ، ألماً على الوطنِ
ممّا يحدثُ له، وألماً في نفسِهِ ممّا يحدثُ
للوطن العزيز الجريح!
ونرى في الصورتين اللتين سقناهما قبلَ
قليل نسيجاً عجيباً من التناسقِ والإبداع،
فهما تنضمّانِ إلى نسيج النصّ الصُّوَريّ،
وتتماسكان تماسكاً نادرَ الحدوثِ في
القصيدة العربية المعاصرة.
وتأتي بعد تلكما الصورتين صورٌ أخرى لا
تقلُّ طرافةً وانسجاماً مع النصّ، بل قطار
متماسكٌ من الصور التي ترتقي بالنصّ
وتشدُّ القارئَ إلى التحليقِ في معانيه
العميقة.

يقول بعدها:

(( سلِّمْ لي على نافذةٍ

فرَّتْ من كوّةِ اختناقي

صافحْ رائحةَ النّدىٰ

عانقْ رقصةَ الرّؤىٰ

واحتضنْ

دفاترَ العُشْبِ الرّهيفِ

لتنامَ أعينُ الجوعِ

في وريدي ))

وما أبدعَ ما ختم به صورَهُ ونصّهُ:

( لتنامَ أعينُ الجوعِ

في وريدي )

على أنّ القارئَ الحصيف يرى اللغة
المتماسكة التي سعى الشاعرُ إلى ربط
مفرداتِهِ وجمله بها، حتى يجعلَكَ لا ترى أيَّ
انقطاعٍ في نصّهِ المتواصل المتواثب
الكئيب... هذا النصّ الذي يعلنُ تمرّدهُ على
النصوصِ التقليديّة، باستخدامه المنساب
لجميع قواعد السرد الشعريّ بتلقائيّة
عجيبة، تفعلُ فعلَها في القارئ، وتتركُ بصمةً
لا تُمحى في ذاكرتِهِ... لقد قرأ شعر الشاعر
مصطفى الحاج حسين، الذي لن يُنسى.
وفي المجملِ، ترى القصيدةَ نصّاً متماساً لا
ينفصلُ منه جزءٌ عن جزءٍ، وعلى هذا
فالنصُّ عمارةٌ شعريّة متراصّة، تقدّمُ
مضموناً متماسكاً، في نسيج من الصور
الشعريّة المتفوّقة.
تلكَ هي قصيدةُ شاعرنا مصطفى الحاج
حسين، وهي لا تختلفُ عن لغتِهِ الشعريّةِ
عموماً في دواوينه المتعدّدة، والتي كان لي
الشرف في قراءة أغلبها، بل لا أتحرّجُ في
أن أقول كلّها.

*محمد بن يوسف كرزون .

----

*القصيدة :

حائط السّراب ...شعر : مصطفى الحاج حسين

أسرفتَ في صمتكَ
أيّها الليل المتهالك
فوقَ غربتي
نزيفكَ أغرقَ أنفاسي
وصارت دمعتي تبحثُ عن مخبئٍ
لسقوطي
وحروفي ماعادت تنبثُ
برفيفِ أحلامي
عن ماذا تفتش في جيوبِ نبضي ؟!
وقلبي تتداعى منهُ الجّهات
ياليلُ دثّرني بأمواجِ راحتيكَ
وهدهد لي اشتعالي
وزّع على أجنحتي همس الغيم
وأَقم في يباسِ ظلِّي
بعضَ المدى
حائطٌ من سرابٍ
ينهارُ فوقَ دهشتي !
والسّماء تمطرُ عويلَ هروبي !
خُذ منّي خطواتي ياليل
تعكَّز على لهبِ نزيفي
وانطلق
صوبَ ضحكة تكسّرت فوقَ سهوبي
سلّم لي على نافذةٍ
فرَّت من كوّةِ اختناقي
صافح رائحةَ النّدى
عانق رقصةَ الرؤى
واحتضن
دفاترَ العشب الرّهيف
لتنامَ أعين الجّوع
في وريدي *

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان : ( أجنحة الجمر )

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...