إنّ الركون إلى مشروع ثقافي منجز وثابت في مقدماته ونتائجه، لهو انتحار لحرية المثقف المستقل الذي يعي حركية الواقع في سياق واشتراطات المتغيرات الإجتماعية والإقتصادية والثقافية، والتي تحكمها مرجعية السؤال الدائم في سيرورة حركة التاريخ والمجتمعات البشرية، بغية خرق حالة السكون والإنضباط لهذا المشروع المجمد في ثلاجة احزابه ونخبه ومن يتبناه من التقدمين والإشتراكيين وغيرهم، ممن فشلوا في تطوير هذا الحراك الثقافي والفكري باتجاهات الاسئلة الفلسفية ذات المحتوى المتجدد في صياغاتها الحديثة وحداثتها الراهنة والمتطورة باستمرار عبر آلية السؤال الفلسفي ذاته، والذي لاينتمي إلا إلى سؤال التجدد في المعرفة والثقافة ذاتها. إن هذا المشروع( الستاتيكي المدرسي)، قد اعاق حركة المثقف المستقل عن مشروع حريته في البحث الدائم عن مشروعية استقلاله، امام مصطلحات مثل المثقف الملتزم، او العضوي، او النخبوي كما اعلنه عالم الجمال الإيطالي ( كروتشه)وقد تبنى الكثير من المثقفين العرب هذه المصطلحات، او بعضها، والقلة من المثقفين من بحث عن استقلالية الثقافة والمثقف والفكر والمعرفة واستقلال قضايا البحث الفلسفي، امام هذا الركون لمصطلحات الاحزاب وبعض النخب هنا.. وهناك.
*سليمان يوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق