اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

خارج المدار ـ قصة قصيرة ...**هُدى محمد وجيه الجلاّب ـ سورية

حُبّ مِنْ أول نظرة؟
ماذا رأى مِنْ وراء حجابي؟
ألامسُ شالي كأنّني أنبهُه إليه
وأحاولُ الابتعادَ عنْه وعنْ فُتاتِ ذاتي المُبعثرة ..
مُتلبسّاً ضبطتُ زوجي على الهاتف يغازلُ إحداهُن:
- ما أطيب شفاهك متى نلتقي ثانيّة؟
لماذا يُتابعني هذا الشاب الوسيم إذاً؟

رُبَّما يليقُ عليّ هذا المعطف الأسود، رُبّما
استنبطَ الحُزن مِنْ بين شفاهه الداكنة، لعلّه قرأ عتمةً روحي فأحبَّ مُشفقاً أنْ يدعوني إلى لحظة صفاء. لمْ يفعلها زوجي منذ زمن لو أنّه يتقن قراءة الأرواح ويعلم كمْ نحتاج إلى فسحة ورديّة كي نروّح عن البال بعض سواد.
يا إلهي عاد الغريب يُغريني بابتسامة لطيفة، يغمز بريفِ عينه، يدعوني بإشارة منْ رأسه إلى ولوج سيارته الفاخرة. أتجاهله، أتركه ينفخ في قربة مقطوعة ..
- لا تشردي كوني معي.
هكذا يريدني زوجي دائماً وأطيعه على الدوام، حتى ضدَّ رغباتي ..
أشرد في صفحة الأمس حين تأملت وجهه نائماً إلى جانبي، رغم التجاعيد التي
بدأت ترتسم على وجه أبيض نحيل، الذي لطالما تصفحته وهو لاه عنّي، مازلت أحبّه. طبعتُ قبلة على خده، كان يغطّ بأحلامه ..
يُغازلني الغريب، أنا مع هواجسي، أتخيّل أنّني أناول الدواء إلى أمّي بيدي اليمنى: - ليس لي غيرك يا بنتي.
- روحي ترخص كُرمى لك.
ألفّ خصرها الضامر بيدي الشمال، في الوقت نفسه تموجُ روحي صاخبة في كلّ الاتجاهات، منْ كمّ المتناقضات وأتوغلُ في أدغال تفكيري أسأل روحي: - لماذا يُطاردني هذا الغريب؟ ألا يوجد عنده زوجة؟ حبيبة؟ لماذا يحاول أنْ يخرج عنْ مدارِه؟ ما الذي يهرب منه؟
أعذر زوجي، لعلّه الآخر منزعج منْ حيث لا أدري، يفتش جاهداً عنْ شيء بعيد
عن مدار مُتخم بخاص وعام، يُفترض أنْ أسألَه، أغوصَ دواخله، ألامس أرضَ وجدانِه، بؤرةَ شعوره، كي نتفاعل معاً
و ننصهر في بوتقة واحدة.
ما يزال يلحقني الغريب، لا آبه. أقول كي أقنع نفسي:
- يا لطيش الشباب.
مُنزعجاً من إحجامي، بصوت حاد: - أمَا تعبتِ؟
داخلي الطافح يُسرّ:- ليس السير وحده يتعبني ..
مُشفقاً: - تعبتُ عنكِ اصعدي يا ذات العيون الناطقة.
رُغم ازدحام شارع ابن عساكر بالمارّة والسيارات، كنتُ أشعر أنَّنا وحدنا في مدينة الشام، مرّت قربه عشرات الفتيات السافرات، لكنّه ما انفكّ يُطاردني بإصرار. في انتعاشِ نفس أمَّارة، أرضى غروري اهتمام شاب يصغرني بسنوات، وجهه الأسمر يطفح بالجمال. يلبَسني شيطان عابر، في محاولة لزحزحتي عنْ طريقي المعتاد: - ماذا لو طاوعتِه في قضاء بُرهة منَ عمر يهرول ظامئاً؟
أتخيّلني يضمُّني بحرارة، تحت شجرةِ تفاح كبيرة، تُرخي ثمارها حولنا، أقطفُ تفاحةً حمراءَ، أقضمها ثمّ أطعمه بيدي، يقبّلني بشغف، نتبادل القبلات، كأنّنا عصفوران عاشقان يتناغمان في جنة فردوس.
(بيب بيب) أصحو على صوت زمور قوّي منْ سيارةٍ مسرعة، أرقب حولي خائفة، خشية مُصادفة قارئ أفكار، يكشف سرّي المدفون.
أنقلُ محفظَتي المنتفخة إلى كتفي اليُمنى، أُجلّس ظهري، أرفع جبيني في كبرياء: إذاً مازلتُ جميلة زوجي فقط منْ يجهل قيمتي.
أحدّثُ نفسي بفرح وأنا أختلس نظرة مِن المعجب الغريب. يعود الشيطان يراودني مِن جديد، الشياطين لا تعرف الملل: - العمرُ يركضُ بسرعة، لا تحرمي نفسك حقّ المُتعة بالحياة، زوجك لا يترك فرصة مع غيركِ إلّا يستغلُها،غير مكترث بمشاعرك أو حتى بوجودك مع أنّك في إصبعه خاتم سليمان.
راح الغريب أيضاً يُمطرُني بكلمات دافئة، أغرقتني حتى أذنيّ، كلمات مغرية جذابة، قادرة على سحبِ كوكب مِنْ مداره الكوني، يتحوّل خيالي قبل إصابة الهدف بثوان.
أُخزي الشيطان الذي سحبَني منْ أذني إلى عشٍّ زائف، أنفضُ رأسي كي أُغيّر الاتجاه، لأكبت شهوة متمرّدة في غفلة الكيان.
أطرد الوسواس. أخطط لخطوات قادمة. - أعوذ بالله، سأرجع بيتي، لنْ أدع شيئاً يخرجني عن مداري، يفسد حياتي الزوجية.
أتراجع، سأزور أمّي أولاً كي أطمئنّ عليها، لأعطيها علبة دواء الضغط، الذي أوصت أنْ أشتريه لها.
أنعطفُ تجاه منزل أمّي، أمشي بضع خطوات في درب مقطوعة ..
يترجّل الغريب، يقترب منّي ويسحبُ محفظتي،
أنا أشدّ هو يشدّ أكثر،
ينتزعها مِن بين يدي بقوّة ويركض،
أركع على الأرض صارخة: - في المحفظة مسودة روايتي التي أنهيتها البارحة، أعدها أيّها الغريب، لنْ تجد شيئاً ثميناً بالنسبة لك، لا مال فيها ولا مصاغ، فيها صور آلامي وأحلامي، دواء أمّي المريضة وعلبة حليب لابني وبعض أقلام.

*هُدى محمد وجيه الجلاّب 

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...