اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

دار المسنّين ....* بقلم: حسام حمدان الرقب ـ الأردن.

زيارتي لدار المسنين أحدثت في قلبي جروح عميقة لا تبرأ أبدًا ما دمتُ حيًّا.

لم أرَ ولم أذق يومًا أشدّ مرارة وحزنًا وقسوة مثل يوم زيارتي أنا وثلّة من الشباب لدار المسنين، لم أذق يوم أشد إيلامًا من ذاك اليوم، كانت زيارتنا لدار المسنّين فكرة أحد أصدقائي المبادر دائمًا لعمل الخير، حيث أنّه زارها من قبل ورأى ما لا يستطيع الإنسان تحمّله واستيعابه؛ كان يُحدثنا عن زيارته بتفاصيلها وقصص تدمي له القلب؛ لذلك قرّرنا بالإجماع زيارة دار المسنين في كبد الاسبوع القادم، كمبادرة خيريّة نقوم بها واتفقنا أنّ كلّ واحد منّا يصطحب معه هدايا رمزية أو شيء من الحلويّات نقدمها للمسنّين والمسنّات نعبّر فيها عن حبّنا وتقديرنا التّام لهم.
كنتُ أنتظر يوم الزيارة بفارغ الصبر، حيث كنتُ أعدّ الأيام عدًّا، وأجهّز نفسي تجهيزًا عظيمًا، الأيام تمضي سريعًا، جاء موعد ذهابنا إلى دار المسنين اجتمعنا في أحد بيوت أصدقائي حيث اتفقنا و انطلقنا من مكان التجمّع في التاسعة صباحًا، كان الجو لطيف جدًا زادنا حيوية ونشاطًا، وصلنا في غضون ساعة من السير إلى المكان المنشود، نزلنا واتجهنا نحو باب الدّار وإذ بامرأة لطيفة، ربّما تملك من العمر أربعين عامًا، ويكأنها مديرة أو مسؤولة هذه الدّار، قادمة باتجاهنا والبسمة العريضة في وجهها، قالت لنا: ما شاء الله، السلام عليكم قلنا بصوت واحد: وعليكم السلام ورحمته تعالى وبراكته، ومن ثمّ بادرتُ أنا بالقول: نحن مجموعة من الشباب أردنا زيارة هذه الدار (دار المسنين) كعمل خيري شهريّ نقوم به ونحن مهتمون جدًا بهذه الزيارة ولقد انتظرنا هذا اليوم بفارغ الصبر، هل تستقبلونا أم نرجع من حيث ما أتينا،؟!! (قلتُ هذه الجملة؛ لإثارة الضحك أو لتلطيف الجوّ كما يقولون!) ردّت المرأة بكلّ هدوء والبسمة ملأت وجهها : أجل نتشرف بكم مع أنّ كان يجب عليكم أخذ موعد قُبيل المجيء والتنسيق معنا، ولكن لا بأس، نحن نحبّ هذه النوعية من الأعمال والشباب أيضًا، حيّاكم الله، تفضلوا، أدخلتنا أوّلًا إلى غرفة (صالة) فيها جلسة عربية وشاشة تلفاز للاستراحة وتقديم لنا ضيافة خفيفة ومن ثم اعطاؤنا إذن الدخول إلى غرف العجزة جميعهم، قدّموا لنا الضيافة وبعدها أُذن لنا بالدخول.

لقد دخلنا وعن نفسي أقول يا ليتني لم أدخل، أنا لا أنسى الأحاديث التي خضتها مع بعض المسنّين والمسنّات، أنا لا أنسى القصص التي كنت أسمعها منهم والتي تركت جرحًا في القلب لا يبرأ ولا يزول أبدًا، وكسر في القلب لا يُجبر ما دمتُ، أنا لا أنسى ما حييت دموعهم التي نزلت أثناء فضفضاتهم الثقيلة، لقد سمعتُ عجب العجاب وأحاديث تُحدث غصص رهيبة في داخلك، عجوز يبوح لنا بكلّ عفويّة وقسوة ويحدثنا كيف ألقوه أبناؤه وجزوه جزاء سنمّار، وكيف أفنى عمره في تربيتهم وكيف ضحّى بماله كلّه من أجل تعليمهم وتأمين لهم حياة كريمة طيّبة، وعجوزة تحدّثنا عن اشتياقها الرهيب لأبنائها الخمسة والدموع تسيل من عينيها كسيل جارف كغيمة تُمطر بغزارة، تحدّثنا أنّ الحنين وحش شرس يهاجمها كلّ ليلة ولا يرحم أبدًا ولا يوجد في قلبه ذرّة شفقة، تحدّثنا عن تضحياتها وكفاحها من أجل أبنائها وجزاء الإحسان الإساءة لها ورميها في دار المسنين، وعجوز آخر يوصينا على برّ الوالدين وأن لا نفعل بآبائنا مثل ما فعلوه أبنائه، كان يستشهد أثناء تقديم نصائحه لنا آيات وآحاديث عن برّ الوالدين، وعجوزة أخرى تسرد لنا قصص من كفاحها من أجل أولادها وكان جزاؤها (دار المسنين)، حدّثتنا عن كفاحها في العمل من أجلّ تأمين أولادها وتعليمهم، سمعنا ما لا نقدر على تحمّله!.

آآآه لو تعلمون حجم الألم الّذي ذقناه.
أيّ عقوق هذا وأيّ قذارة وسخافة؟؟!!
هل هذا جزاء الإحسان؟؟
أهكذا ببساطة وسهولة الإنسان يرمي والديه في دار العجزة؟؟ وينسى فضلهم عليه؟؟
ألهذه الدرجة بلغت فيهم الوقاحة؟
هل يوجد أحنّ وأجمل من الوالدين؟، هل للحياة طعم بدونهما؟؟

أين نحن من قوله تعالى " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا "

فيا أخي/أختي:

لقد حرص الإسلام على البر بالوالدين وقرن طاعته بطاعتهما، بل وجعل إحسان المرء لوالديه من أعلى درجات الإحسان التي بها الأجر والسداد والتوفيق في الدنيا والآخرة، حتى وإن لم يكونا من المسلمين. قد أكَّد الإسلام على بر الوالدين والإحسان إليهما في مواضعَ كثيرة في القرآن والسنة المطهّرة.

لقد أوْلى الإسلام العظيم مسألة بر الوالدين اهتمامًا كبيرًا فجعل أعظم البر وأفضل الأعمال بعد الصلاة المكتوبة هو بر الوالدين، وفي هذا إشارة ولفتة على عظمتها ودورهما الكبير في حياة الفرد، فهما من أنجباه وتكفلاه بالحبّ والرعاية والتوجيه والإرشاد، وهما من علّماه فكانا له خير قدوة ودليل، وهما من رافقاه في مسيرته الصغيرة حتى ولج إلى حياة الكبار رجلًا راشدًا له دوره ومكانته وأهميته.

*حسام حمدان الرقب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...