اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

د. جميل الدويهي في رائعته: "من اجل عينيك الحياة ابيعها"

نص آسر يخفق بصدورنا مع دقات قلوبنا
نبيل عودة
"من أجل عينيكِ الحياة أبيعها"، فورا أدخلني الشاعر المهجري د. جميل الدويهي الى نوسطالجيا أيام الشباب، طبعا لن نبيع الحياة، لكنه تعبير عن الشوق لحسناء سحرته، ربما شابا، وظل سحرها ينمو بين أضلاعه حتى تفجرت مثل هذه القصيدة الإنسانية في مضامينها، بصورها الشعرية الآسرة والمثيرة لكل واحد منا عايش أجمل سنوات الشباب، حرا مثل نحلة تحط على الأزهار .. ما أكثر الأزهار ويا حيرة لم تنته، ونفس لم ترتو من ظمأ الحب، بل ظلت خفقاته خالدة في أرواحنا .. رغم اننا عبرنا جيل الشباب، الى جيل ملعون يجعلنا ملك الرصانة، وروحنا منها براء.

الحنين حين يتدفق شعرا او نثرا يكشف أوراقنا العتيقة، ويغرقنا بنوسطالجيا (حنين) الى متعها التي لا تفارق مشاعرنا، رغم الجيل الذي فرض علينا رصانة واتزانا .. لكن الحنين يتفجر بين فينة وأخرى، بشكل قصة، او قصيدة .. والله لولا الذاكرة لما استحقت الحياة ان نبقى بها لحظة واحدة.

قرأت هذه القصيدة مرات كثيرة، وكلما قرأتها أثارت في نفسي العديد من الذكريات والصور التي لا تغيب عن الذاكرة:

جذلانةً ً تمْشي كعزف ربابةٍ
وبنظرةٍ من عينها تغتالُ؟
تذكرني بجرير الذي اشتكى:
إنّ العُيُونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ، قتلننا ثمَّ لمْ يحيينَ قتلانا

قرأت القصيدة واعدت القراءة وأنا في حيرة كبرى، أي نماذج أسجل من هذا العشق الدافق؟

منذُ الولادة ِ ما لديّ هُويّةٌ،
فأنا مصيرٌ غامِضٌ، وسؤالُ
لكنّني في الحُبّ عندي ثروةٌ،
ولديّ من شِعْر الهوى أحْمالُ...

ماذا ارتكبنا من أخطاء بحقك يا جميل حتى تعيدنا لأيام بدأنا ندفنها ونحاول ان نعيش زمننا بما وصلناه من جيل ما بعد الكهولة؟
هل تريد مني تصريح يفضح مشاعري؟ كتبت قصة أثارت ضدي موجة نقد وتهما بالمراهقة، اسم القصة "كنت معها". وهي لقاء مع حب شبابي الأول، الذي ما زال يخفق في صدري بمجرد تذكر ملوحة دموع معشوقتي.

ماذا أحبُّ؟ أحبُّ أن تتدلّلي،
ويشاغبَ الخصْرُ الذي يخْتالُ...
وأحبُّ في الشفتين ِ أن تتَمرّدا...
إنّ التمرّدَ في الشفاه جَمالُ.
وأريدُ أن تتنازلي... وتُقبّلي
حتّى يَصيرَ بأضْلُعي زلزالُ

مجرد اعادتنا لنوسطالجيا الشباب وصبايا الورد هو زلزال، كثيرا ما عاتبت ربي لماذا لم يطل أيام شبابي لمائة سنة كاملة حتى ارتوي .. ثم ليميتني شابا ابن مائة، وسأكون شاكرا فضله حتى وانا اصرخ من نار جهنم. وأحيانا أغضب من انه خلقني قبل 70 عاما، ولم يكن الجمال متفجرا كما هو في هذه الأيام.. سألوا رئيس لبناني سابق هو كميل شمعون عن رأيه بموديل فستان الميني، الذي يكشف مناطق مغرية من فوق الركبة، فرد "قصروا لما قصرنا".

الصور الشعرية بهذه القصيدة من الكثافة والرقة وجمال الصياغة ما يجعلها أقرب الى لوحة بريشة رسام .. اهم أمر سحرني هي البساطة في التعبير، لكنها بساطة تحتاج الى قلم مجرب، وتجربة إبداعية وذاكرة تحمل من الورد ما تعجز عنه قاطرة ...

لا أعزائي أنا لا اكتب نقدا، بل انطباعات قارئ، تركت في نفسه هذه الكلمات باقة ورد وحنين دافق وحب للإنسان والطبيعة والإبداع الأدبي الراقي.

من أجل عينيكِ الحياة أبيعُها،
فأنا بدونِك صُدفة ٌ، وزَوالُ...
ويرد على من يدعون الأخلاق وهي منهم براء:

قالوا عن الحبّ الجميلِ: خـَطيئةٌ،
فحياةُ كلِّ العاشقينَ ضَلالُ...
لكنه يعطي الجواب الشافي:

وإذا يغيبُ الحبُّ يوماً واحداً،
تبكي السماءُ، ويَعرُجُ المَوّالُُ.

أيها الشاعر المبدع جميل الدويهي، لماذا تعذبنا ونحن في جيل بتنا نرى ونحلم ان يعود الشباب يوميا؟

لا باس .. سنعيش ما تبقى لنا من عمر ونحن نحلم أن ينتصر الحب والجمال وتفنى الجريمة والدمار .. ربما ليس لنا إنما لأولادنا وأحفادنا وهو أكبر حب يغرد في قلوب أبناء جيلي.

nabiloudeh@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...