اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

حروف الغربة ــ قصة قصيرة || عصام سعد حمودة

من بين الصمت تدافع الصوت عاليا: "بوستة" هاتفا باسم جيرانه الذين يسكنون في الدور العلوي في المنزل المكون من دورين.
يتوالى النداء.. يخفت.. يرتفع لينزوي شيئا فشيئا الصمت الذي كان يحيط به، هذا الصباح لم يسمع صرخات الأم في وجه ابنتها الصغيرة؛ التي كانت تزرع الشقة ذهابا إيابا وصوت بكاء البنت الذي دائما يبدد صمته. يمضى تجاه باب الشقة.. يريد.. يمضى. بين حيرة وتردد يفتح مناديا بالرغم من أنه قطع صلته بهم ولم يعد يربطه شيء بهم. يرتد لصوته صداه، يقذف إليه الموزع خطابا راجيا تسليمه إليهم. يدخل شقته.. يلقيه على أقرب أريكة, يسقط على اسم الراسل.

يده ترتعش وهي تضم الخطاب بين الأصابع، يمعن في اسم الراسل جيدا يأبى قدره أن يذوق طعم النسيان.
تذكر خطاباتها إليه.. كلمات مسطورة على ورق ملون, أحلام.. أحبك.. أعشقك.. إلى الأبد. رحلت لبلاد أخرى بعيدة بعد زواجها. يعلق كل يوم أحزانه بعد رحليها. يدفنها بين دفات الصدر.
يذكره بها دائما سكن أختها معه بنفس المنزل, تسميتها لابنتها باسم حبيبته, الحزن يسبل دروبه والقلب يحمل أتراحاً كثيرة والنفس كل يوم تشقى في غيابها. يقرر فتح الرسالة فقد اشتاق لحروف كلماتها, يلقى بها مستغفرا ومتعوذا، ولم يترك ركنا في أركان شقته لم تطأه قدماه.. ماثلة في مقلتيه حروف اسمها, أشياء كثيرة تزجره وتنهاه، وما الذي يضيره لو قرأها وأعادها من جديد لهيئتها الأولى.
يعالج لزوجة الخطاب.. يفضها. تسيطر عليه مسحة من قلق وتساؤلات عديدة والتي تحويه تلك الرسالة؟ أأسرار بين أختين؟! بالرسالة شيء يذكر عنه. تمر مقلتا العينين بسرعة على الديباجة والتحيات والسلامات.
أما بعد
أختي الغالية: في تلك البلاد لا أحد يزور أو يزار. يموت الإنسان دون أن يدرى به أحد من جيرانه. اللهم إلا إذا انبعثت تلك الرائحة؛ فتتأذى مشاعرهم. وقتها يتحركون وعندها تستقر في العين لحظات قليلة جدا من الحزن، ثم يعودون لحياتهم من جديد كأن شيئا لم يكن. تذكرين ونحن صغار شقتنا وشقق الجيران المفتوحة ندخل إحداهما.. نأكل.. نشرب.. نلعب. كان الدفء يحيط بكل القلوب. فارقت السعادة نفسي وعفتها منذ وطأت قدمي لتلك البلاد. عندما رحلت من بلدنا عندما حرمت منه. حروف كلمة ممحوة, تلك هي حروف اسمه. تتسمر الحروف الممحوة في المآقي.. تغيم الرؤية.. تتبعثر السطور.. تختلف الجمل والكلمات.
***
يأتي من بعيد صوت.. يغيب في نشوته..
ما بحبش حد إلا أنت ولا نفسي كمان يا حياتي
من بعد ما حبك غطى غطى على حبي لذاتي
وهي تأتي لزيارة أختها تمارس طقوسا لا تحيد عنها.. "بس.. بس", عيناه لأعلى, تشير له بالساعة, تحدد الموعد بأصابعها.
كان يصل قبل موعده بوقت طويل يجدها في انتظاره جالسة. تتشابك أصابعها, وسط الصخور والموج المتلاطم حولهما, ينسجان أحلامهما الصغيرة يبنيان بيوتا وقصورا, يحتضن كفها رسالة منه, تناوله الأخرى, ويمضيان عائدين. تمحو أصابعه دمعة انحدرت على خده, يعود لمزج أحرف الرسالة وتكوين الجمل من جديد.
أختي العزيزة/..
في ذلك البلد الكل ترس في آلة صماء.. تحكمها قوانين وأشياء كثيرة تلتهم من يغفل عنها أو يتوانى لحظة، روتين يومي لا تتغير أحداثه أبداً.
يصحو زوجي من نومه.. يتناول إفطاره واقفا.. يسرع لعمله. وأظل جالسة في انتظاره. يعود أخر اليوم وقد نسج خيوطا للنوم، وأعد نفسه لذلك دقائق قليلة وصوت دوي أنفاسه يبدد صمت الليل الطويل.
كل شيء يتجمد.. غبش جليدي على زجاج النوافذ التي يطل منها ضوء باهت في وسط الصقيع, الشمس والنجوم اختفيا ولا يبقى إلا ضوء الطريق والشعاع المتسرب من خلال الستائر.
شيء يجبرني على الرجوع. أحلم بتخطي تلك الأسوار، تحطيمها، حتى لا أعود إليها ألعن في كل يوم الغربة التي جعلتني لم أر أمي في لحظاتها الأخيرة. ملعونة تلك التي سرقت مني الأحلام.
(....) أتخيله يرقد بجواري. توقظه قبلاتي على وجهه, أنهل من حبه ولا أفيق إلا على صدى ابتسامة باهتة من زوجي.
هل عرف غيري؟ كيف هو؟.. أتزوج؟ مازلت احتفظ برسائله. أسمعك تقولين كيف وقد مزقتها بيديك.
لم أتخلص منها.. أعدت لصقها من جديد، وطُمست معظم حروف كلماتها لا يهم فأنى أحفظها عن ظهر قلب.
تهفو الروح إليه. أشتاق لأنامله حين كان يداعب خصلات شعري، واستوقفني مرة أثناء صعودي لك ولم أدر بالدنيا حين لامست شفتاه شفاهي، وانتفض جسدي وارتعش.
أختاه:
سئمت كل شيء ولم يعد هناك سوى الرجوع، ولم يعد يربطني بالغربة شيء وتحطمت بيني وبين زوجي كل الأشياء.
أختك (.....)
يمعن جيدا في قراءة ما يخصه في الرسالة وما تتحدث عنه حروف كلماتها، أعاد قراءتها مرات ومرات، وفي كل مرة تتفاوت بالقلب مشاعر كثيرة، وما كان يؤرقه ويشغل تفكيره هو كيف يعيد الخطاب إلى هيئته الأولى.

عصام سعد حمودة
الاسكندرية

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...