اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

ذات القوام || اسمهان الزعيم

بعد غيبته البعيدة التقيا صدفة عند مفترق الشارع الكبير، هو في كامل تشرذمه كما لم تعهده من قبل وهي في كامل تأنقها، بل إن السنوات الخوالي لم تزدها سوى ألق وعنفوان وكأنها سنديانة زادها رذاذ الأيام والليالي ربيعا آخر فوق ربيع أيامها. انفغرت لهذه الصدفة الغريبة التي جمعتهما بعد فراق دام ما يزيد عن العقد ونيف، وتدحرجت أمام ناظريها تلك الذكرى الأليمة التي كانت سببا في فراقهما القسري، وتذكرت صورة تلك المرأة-الطوفان التي اقتحمت حياتها فجأة فصيّرتها عاصفة عتية من الأشجان. واستحضرت ذاكرتها وهي
تنظر إليه مذهولة، كبكرة خيط انفرطت، كيف أنها كانت تستعد بحماسة لا مثيل لها لمراسيم الزفاف على وقع الزغاريد والأهازيج والبسمات الوارفة، وحين لم يتبق للحفل الكبير سوى يومين فقط وكانت كل مستلزمات الفرح جاهزة من الإبرة إلى الشمعة ومن الحذاء المذهب إلى الهودج الباذخ، هبّت هذه المرأة المجنونة كعاصفة صفراء وادّعت أنها على ذمة العريس بل إنها تنتظر منه طفلا! وهاج وماج يمٌّ عتي بين الأسرتين واكفهرت كل الأمداء، وحاول العريس أن يبرئ ذمته من تلك المرأة لكنه فشل فشلا ذريعا وهو يعلم في دخيلته أن ما قالته المرأة لم يكن حقيقة كله ولم يكن كذبا كله، فهي وإن ادعت بهتانا أنها على ذمته لكنها كانت صادقة في كونه أبا لطفلها. وفرقت الأقدار بين عروسين على أهبة الزفاف!

وطفق ينظر إليها مبلسا كأنما الشياطين تلبسته ولم تصدق عيناه ما رأتاه وهما عند مفترق الشارع الكبير. وارتج بحناياه سؤال صاخب: "هل تكون بافتراقنا قد منّ الله عليها باليمن والسعد والبركات فانعكس ذلك إيجابا على محياها فزادتها الأيام ملاحة وبهاء؟" ثم انتبه بغتة إلى تلك الطفلة البهية التي كانت تتأبط ذراعها فانفلت منه السؤال عفويا:

-هل تكون ابنتك؟

فجاءه ردها ابتسامةً عريضةً كمن تؤمن على سؤاله، ثم ما لبث أن صوّب نظراته العارمة إلى قدّها الممشوق وأناقتها الملفتة فألفى ذاته يقول لها بصوت مرتبك:

-كأن الله منّ عليك وعوّضك خيرا وانتقم لك مني بأن رماني في حضن تلك المرأة المشؤومة التي أذاقتني الأمرين..

ورشقته بابتسامة هادئة وعيناها تغمرهما فرحة النصر وحيّته بكلمات خافتة ثم ولته ظهرها وهي تجاهد ضحكة صاخبة ترتج بداخلها. ثم سارت على هون تطرق الثرى بكعبها العالي الرشيق وحديث شجي يداعب خاطرها:

"أنا فعلا كما رأيتني وكما وصفتني وكما شاءت الأقدار أن تراني، فقد منّ الله علي حين لم يورطني في زيجة نحسة من رجل مثلك.. ومنّ علي أيضا لأنني استبدلت مشروع زواج فاشل بمتابعة دراستي العليا وحصولي على أعلى شهادة في مجال تخصصي.. أنا لم أتزوج بعدُ، لكنني تركتك في غيظك وأنت تعتقد أنني تزوجت وأنجبت.. وما تلك الطفلة التي برفقتي سوى ابنة الجيران، وما ذلك القوام الرشيق الذي أذهلك إلا قدّ فتاة أهداها القدر رشاقة في البدن وملاحة في المحيا وحظا وافرا في العلم ومركزا مرموقا في الوظيفة، أما فلو كنت تزوجتك فعلا لكنت تشرذمت آخر تشرذم ولخرجت من معمعة الحياة معك بلا علم ولا وظيفة ولا شباب ولا بقشور الحمص.. ولكنت ببطن متهدل كعجوز في السبعين وعينين ذابلتين كشمعة تحتضر ولكان قوامي ما عاد قواما في حروب لا تنتهي مع سفالاتك!"
والتفتت على صوت صبية الجيران وهي تقول لها مستعطفة:

-خالتي اشتهيت أيس كريم..

فردت عليها بعينين مبتسمتين بعد أن طبعت قبلة على وجنتيها وهمست في دخيلتها:
"سنتناول سويا أيس كريم.. نخب السعادة الذي كاد يسرقها مني ذلك الرجل البئيس فأهداني القدر الرحيم سعادة مضاعفة ولا تزال عطاياه تنثال رذاذا وهداياه تتدفق بلا عد.."
----------
اسمهان الزعيم

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...