تفيضُ المآقي على الخدّين
سيْلا عارمًا...
مِنْ عينيَّ تنبجسُ حسرةٌ...
تتغلغلُ في الأعماق آهةٌ حرّى...
تحتَ الضّربات يرتجفُ الفؤادُ...
وخزٌ يدمي الشّرايين...
يُفجّرُها...
على الجسد المعنّى يجثمُ البِؤسُ...
تهطلُ كرامتي مُزنًا سخيّهْ.
ضعيفٌ أنا في ساحة الأحداثِ....
تعزفنِي النّايااتُ ألحانا شجيّهْ....
يلتهمُني السّعيرُ...
يحوّلُني وجعًا مزمنًا...
في خضمّه تتخبّط أيّامي...
على قارعةِ البلْوى تتكأكأ أحلامي ...
وحدي ...مسافر في شريان التّاريخ
دون بوصلةٍٍ...
زادي غُصّةٌ...
عصايَ عزمٌ موهنٌ...
كلّ مرّة أعودُ مِنّي ...إليَّ...
عِيّا ...ذليلًا...
على ظلّي أتوكّأ
وهو يتملّصْ...
يودُّ منّي أنْ يتخلّصْ...
ذاك الطّيفُ الهاربُ من أتون فجيعتي...
صورتي القديمةُ منه تُطلّ...
ترمي أعقاب بسمة ذاوية ...
إليها أُومئُ برجاء
أنْ تعاليْ... تعاليْ
معًا نملأ الباحةَ الخالية...
هاتِي يدكِ نقصُّ الأثرْ....
هاتي ضميرك يُثري فراغي...
نقّي سبيلي
فقدمايَ أنهكهما الضّربُ...
أدماهما دَوسُ الحجرْ..
ضمّيني...ضمّيني...
علّني أنسى غربتي بين البشرْ...
اِزرعيني غيمة
أهطلْ...اُخصب الجدبَ...
أنبري برعمًا...سنبلة واعدة
تطرحُ بذرًا...
تملأُ بيدرا...
حصادٌ على مرّ الزّمان
مناجلُه لا تَنِي...
أنا العربيّ...
رغم السّنوات العجافْ...
رغم السّيول...رغم الجفافْ...
زواّدتي ستظلّ عامرة...
.منها أمتحُ صدق الطّريقْ...
في المتاهة لستُ وحدي...
إيماني فيها الرّفيقْ...
بوصلتي خفقةُ حقّ...
نجمٌ بين الحنايا يومضُ..
يُسقطُ سجف الزّيف...
يعيدُني إليَّ... نقيّا...
عربيّا... أبيّا ...
قدوتي خير الأنام
ورسالتي نشر السّلام.
جميلة بلطي عطوي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق