أهدتنا الشاعرة الدافئة ومرهفة الحس فاتن مصاروة ديوانها الشعري الثاني " وأقطف صمت التراب الجميل " الصادر حديثاً عن مكتبة كل شيء في حيفا ، وكان قد صدر مولودها الشعري البكر " فرس المجاز " عام ٢٠١٤ عن دار الشروق للنشر والتوزيع في رام الله والاردن .
فاتن مصاروة هي ناشطة ثقافية وسياسية واجتماعية ، من مواليد كفر قرع في المثلث ، حاصلة على اللقب الثاني في العلوم السياسية من جامعة القدس ، وتعمل محاضرة للغة العبرية في المعاهد العليا .
دخلت فاتن محراب الشعر منذ شبابها المبكر ، ونشرت قصائدها في الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية المختلفة .
فاتن مصاروة شعلة تتوقد من العطاء والنشاط ، وموهبة شعرية مزهرة ، نصوصها عطر فواح ، توهجت حروفها ولغتها التعبيرية بالتجربة والموهبة التي صقلتها بالمراس والمطالعة والمثابرة ، حتى نضجت على نار هادئة ، وهي تدهشنا برقة الكلمة وروعة التعبير وأناقة الحرف .
ومنذ البداية قررت فاتن مصاروة أن تكون زيتونة رومية فلسطينية ، عميقة الجذور ، صعبة الاقتلاع ، ترصد كل ما يؤدي الى ينابيع الوطن لتغرس جذورها في تخوم الأرض ، وتصبح كأبناء شعبها أكثر ثباتاً ورسوخاً وعشقاً للوطن الفلسطيني ، وتمسكاً بالهوية والانتماء والكنعانية .
جاء ديوان فاتن مصاروة " وأقطف صمت التراب الجميل " في ١١٢ صفحة من الحجم المتوسط ، وطباعة أنيقة ، ولوحة الغلاف بريشة الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد نصرالله - الاردن ، وقدم له الشاعر والناقد الفلسطيني محمد دله ، الذي أشار الى " أن ومضات فاتن مصاروة تنتمي لاصول القول الشعري العربي أو لفن بيت القصيد أكثر من أي فن آخر ، فلا نجد الشاعرة اعتمدت بنية الهايكو الياباني أو فن الرباعيات أو المخمسات العربية أو الاوروبية ، وهذه الومضات هي جزء أصيل من نسيجها الشعري المغرق بالانتماء للثقافة العربية " .
وتصدمنا فاتن مصاروة بالاهداء الذي توجهه لذاتها الانثى بابعادها المختلفة المركبة ، حيث تقول :
اليك
...
وأنت تفيضين في عتمة الشوق
نوراً وسيفاً
ترتل عطرك حيفا "
قصائد الديوان تنتمي لباب الومضة الشعرية ، ولشعر التفعيلة ، الذي اختارته حباً وطواعية كي تعبر بحرية وتلقائية عما يجول في خاطرها ونفسها الشاعرية دون قيود ، وهذه القصائد تدور حول موضوعات وطنية وانسانية ووجدانية وعاطفية ورومانسية ، مستوحاة من واقعنا الفلسطيني وحياتنا المعذبة في ظل سياسة قهرية واضطهادية تمييزية ، وهي نصوص ابداعية مسبوكة ، محبوكة ومجدولة بدقة وعناية ، وتحمل ألفاظاً ومفردات ومعان أكثر استجابة للذائقة الأدبية ، تعكس لمعاناً وبريقاً ذاتياً خاصاً .
ينقسم الديوان الى قسمين ، القسم الأول بعنوان " نايات من الوجع " ، والقسم الثاني " ومضات من الدمع " ، انها قصائد شعرية نثرية تعبر عن وتعكس الوجع والهم الفلسطيني والجراح الفلسطينية ، تنحاز فاتن فيها للانسان الفلسطيني المعذب ، وتعلن عشقها بالمطلق لحيفا / الرمز الذي يختصر الأمكنة الفلسطينية ، " فتلثم قدميها وكفيها ، وترتب حزن بلادها في زورق " .
تتألق فاتن مصاروة في قصيدة " أبصرني في عينيك " وهي قصيدة جميلة يتجلى فيها العناق الوجداني بين الحب والوطن في علاقة جدلية وعضوية ، فنجدها تناجي حبيبها من خلال وطنها الغالي المقدس ، فتقول بكل شفافية :
دعنا نسكب في أعيننا حباً وجمالاً
وأنا أتهجاك
نجوماً وهلالاً
أبصرني في عينيك نخيلاً
وأراك تضيء سماءك في
وتبصرها في عيني صهيلاً
وتغازل نهري
تغزل من تلف الايقاع شفاعة نجوانا
وان أمطرت حنينك صحوي وغنائي
يا عليائي
قصائد الديوان بمجملها تحمل أبعاداً وطنية وانسانية ورومانسية ، فيها عشق وحنين ، وتتميز بالجمالية والوصف البديع رالروح الشفافة والعذوبة الخلابة ، فضلاً عن الصدق الفني والسلاسة المدهشة ، والمجازات والاستعارات البلاغية .
والميزة الجامعة لهذه القصائد هي أنها وليدة الشعور الوطني العميق ، والاحساس الوجداني العاطفي الدافق ، وهذا الشعور قد يرق أحياناً فنسمع فيه أنغام السواقي والشحارير والحساسين ، وحفيف أجنحة فراشات الربيع ، وقد يعنف فاذا فيه جلجلة العواصف ، وهدير الأمواج وقصف الرعود ، وقد يرق فاذا هو حنين ذائب ملتهب ، ووصف ساحر رائع ، وصور من ألحان القلوب الندية ، وقد يفور فاذا هو ثورة صاخبة عارمة على الظلم والقهر والبؤس ، ووطنية مؤمنة لاهبة ، وغيرة قومية فيها الصدق ، والوفاء ، والمحبة .
وفي شعر فاتن مصاروة كثير من الاجساس الجميل العميق ، الرومانسي الوطني ، أنا ومضاتها الشعرية المكثفة ، الفوارة ، فتجمع الحس المبثوث ، والخيال المحلق ، والعبارة المشرقة ، والصورة الشعرية البارعة ، اضافة الى قوة التصوير ، وعذوبة الموسيقى الشعرية ، ومتانة العبارة ورشاقتها ، وهذه هي مميزات شعر الفاتن الذي يتغلغل الى العمق الوجداني دون جواز سفر أو فيزا عبور ، ونلمس ذلك في قصيدتها الفاتنة التي تحمل اسم الديوان " وأقطف صمت التراب الجميل " ، حيث تقول :
أنا من صرخات الياسمين المدمى
يراود جرح الحقيقة صوتي
وصمتي يجدل في الأفق غيماً
مكممة بالصراخ الكفيف أناي
وأدرك درب المواويل في الأبد المعنوي حساماً
وسهماً
فأعزفني في انسكاب الأغاني
وأعزفتي في شحوب الأنين
لأعتقني من مراياي في أغنيات الجليل
أنا من عرائس حيفا
وبسمتها
قمحها لوني المستحيل
أمر على جرحنا في الحقول
وأقطف صمت التراب الجميل
فاتن مصاروة في ديوانها أجادت البوح والوصف والتعبير عن مشاعرها الوطنية والوجدانية بكل صدق ، وأثبتت أصالتها وموهبتها الشعرية الحقة ، وقصائدها نفحات الهامية ، ومعلقات على صدر الوطن الكنعاني الذبيح الباكي .
انني اذ أهنىء صديقتنا الشاعرة الرقيقة الملهمة المجيدة فاتن مصاروة ، أتمنى لها مستقبلاً شعرياً واعداً وزاهياً كزهو حروفها وجمال روحها ودفء أحاسيسها ، مع خالص التحيات والتقدير لحرفها وابداعها ، ومزيداً من الاصدارات والابداعات الجديدة ، ونحن في الانتظار .
فاتن مصاروة هي ناشطة ثقافية وسياسية واجتماعية ، من مواليد كفر قرع في المثلث ، حاصلة على اللقب الثاني في العلوم السياسية من جامعة القدس ، وتعمل محاضرة للغة العبرية في المعاهد العليا .
دخلت فاتن محراب الشعر منذ شبابها المبكر ، ونشرت قصائدها في الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية المختلفة .
فاتن مصاروة شعلة تتوقد من العطاء والنشاط ، وموهبة شعرية مزهرة ، نصوصها عطر فواح ، توهجت حروفها ولغتها التعبيرية بالتجربة والموهبة التي صقلتها بالمراس والمطالعة والمثابرة ، حتى نضجت على نار هادئة ، وهي تدهشنا برقة الكلمة وروعة التعبير وأناقة الحرف .
ومنذ البداية قررت فاتن مصاروة أن تكون زيتونة رومية فلسطينية ، عميقة الجذور ، صعبة الاقتلاع ، ترصد كل ما يؤدي الى ينابيع الوطن لتغرس جذورها في تخوم الأرض ، وتصبح كأبناء شعبها أكثر ثباتاً ورسوخاً وعشقاً للوطن الفلسطيني ، وتمسكاً بالهوية والانتماء والكنعانية .
جاء ديوان فاتن مصاروة " وأقطف صمت التراب الجميل " في ١١٢ صفحة من الحجم المتوسط ، وطباعة أنيقة ، ولوحة الغلاف بريشة الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد نصرالله - الاردن ، وقدم له الشاعر والناقد الفلسطيني محمد دله ، الذي أشار الى " أن ومضات فاتن مصاروة تنتمي لاصول القول الشعري العربي أو لفن بيت القصيد أكثر من أي فن آخر ، فلا نجد الشاعرة اعتمدت بنية الهايكو الياباني أو فن الرباعيات أو المخمسات العربية أو الاوروبية ، وهذه الومضات هي جزء أصيل من نسيجها الشعري المغرق بالانتماء للثقافة العربية " .
وتصدمنا فاتن مصاروة بالاهداء الذي توجهه لذاتها الانثى بابعادها المختلفة المركبة ، حيث تقول :
اليك
...
وأنت تفيضين في عتمة الشوق
نوراً وسيفاً
ترتل عطرك حيفا "
قصائد الديوان تنتمي لباب الومضة الشعرية ، ولشعر التفعيلة ، الذي اختارته حباً وطواعية كي تعبر بحرية وتلقائية عما يجول في خاطرها ونفسها الشاعرية دون قيود ، وهذه القصائد تدور حول موضوعات وطنية وانسانية ووجدانية وعاطفية ورومانسية ، مستوحاة من واقعنا الفلسطيني وحياتنا المعذبة في ظل سياسة قهرية واضطهادية تمييزية ، وهي نصوص ابداعية مسبوكة ، محبوكة ومجدولة بدقة وعناية ، وتحمل ألفاظاً ومفردات ومعان أكثر استجابة للذائقة الأدبية ، تعكس لمعاناً وبريقاً ذاتياً خاصاً .
ينقسم الديوان الى قسمين ، القسم الأول بعنوان " نايات من الوجع " ، والقسم الثاني " ومضات من الدمع " ، انها قصائد شعرية نثرية تعبر عن وتعكس الوجع والهم الفلسطيني والجراح الفلسطينية ، تنحاز فاتن فيها للانسان الفلسطيني المعذب ، وتعلن عشقها بالمطلق لحيفا / الرمز الذي يختصر الأمكنة الفلسطينية ، " فتلثم قدميها وكفيها ، وترتب حزن بلادها في زورق " .
تتألق فاتن مصاروة في قصيدة " أبصرني في عينيك " وهي قصيدة جميلة يتجلى فيها العناق الوجداني بين الحب والوطن في علاقة جدلية وعضوية ، فنجدها تناجي حبيبها من خلال وطنها الغالي المقدس ، فتقول بكل شفافية :
دعنا نسكب في أعيننا حباً وجمالاً
وأنا أتهجاك
نجوماً وهلالاً
أبصرني في عينيك نخيلاً
وأراك تضيء سماءك في
وتبصرها في عيني صهيلاً
وتغازل نهري
تغزل من تلف الايقاع شفاعة نجوانا
وان أمطرت حنينك صحوي وغنائي
يا عليائي
قصائد الديوان بمجملها تحمل أبعاداً وطنية وانسانية ورومانسية ، فيها عشق وحنين ، وتتميز بالجمالية والوصف البديع رالروح الشفافة والعذوبة الخلابة ، فضلاً عن الصدق الفني والسلاسة المدهشة ، والمجازات والاستعارات البلاغية .
والميزة الجامعة لهذه القصائد هي أنها وليدة الشعور الوطني العميق ، والاحساس الوجداني العاطفي الدافق ، وهذا الشعور قد يرق أحياناً فنسمع فيه أنغام السواقي والشحارير والحساسين ، وحفيف أجنحة فراشات الربيع ، وقد يعنف فاذا فيه جلجلة العواصف ، وهدير الأمواج وقصف الرعود ، وقد يرق فاذا هو حنين ذائب ملتهب ، ووصف ساحر رائع ، وصور من ألحان القلوب الندية ، وقد يفور فاذا هو ثورة صاخبة عارمة على الظلم والقهر والبؤس ، ووطنية مؤمنة لاهبة ، وغيرة قومية فيها الصدق ، والوفاء ، والمحبة .
وفي شعر فاتن مصاروة كثير من الاجساس الجميل العميق ، الرومانسي الوطني ، أنا ومضاتها الشعرية المكثفة ، الفوارة ، فتجمع الحس المبثوث ، والخيال المحلق ، والعبارة المشرقة ، والصورة الشعرية البارعة ، اضافة الى قوة التصوير ، وعذوبة الموسيقى الشعرية ، ومتانة العبارة ورشاقتها ، وهذه هي مميزات شعر الفاتن الذي يتغلغل الى العمق الوجداني دون جواز سفر أو فيزا عبور ، ونلمس ذلك في قصيدتها الفاتنة التي تحمل اسم الديوان " وأقطف صمت التراب الجميل " ، حيث تقول :
أنا من صرخات الياسمين المدمى
يراود جرح الحقيقة صوتي
وصمتي يجدل في الأفق غيماً
مكممة بالصراخ الكفيف أناي
وأدرك درب المواويل في الأبد المعنوي حساماً
وسهماً
فأعزفني في انسكاب الأغاني
وأعزفتي في شحوب الأنين
لأعتقني من مراياي في أغنيات الجليل
أنا من عرائس حيفا
وبسمتها
قمحها لوني المستحيل
أمر على جرحنا في الحقول
وأقطف صمت التراب الجميل
فاتن مصاروة في ديوانها أجادت البوح والوصف والتعبير عن مشاعرها الوطنية والوجدانية بكل صدق ، وأثبتت أصالتها وموهبتها الشعرية الحقة ، وقصائدها نفحات الهامية ، ومعلقات على صدر الوطن الكنعاني الذبيح الباكي .
انني اذ أهنىء صديقتنا الشاعرة الرقيقة الملهمة المجيدة فاتن مصاروة ، أتمنى لها مستقبلاً شعرياً واعداً وزاهياً كزهو حروفها وجمال روحها ودفء أحاسيسها ، مع خالص التحيات والتقدير لحرفها وابداعها ، ومزيداً من الاصدارات والابداعات الجديدة ، ونحن في الانتظار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق