عند أول منعطف | محمود مسعود

في سكون الليل وهدأة الرياح وتدلي النجوم من عليائها تهدي الحيران في الدجي وتخاطب السهران أن قم واحضتن في نزق من البوح والدموع ثكلي من عاطفة جامحة تدعو الكون لمؤازرتها وأن تطبطب عليها كف واهنة أتعبها طول الانتظارعلي أمل قد تلاشي في زحمة الاعذاروتلاعب النوايا بمسميات الحب في زمن الغدر والخديعة زمن الماديات التي قتلت الروح وسارت سمة من أبغض سمات العصر الذي نحياه وتحول الإنسان من
كائن عاطفي إلي آلة لا تصغي إلي نداء القلب إلا فيما ندر فهل يبزغ عصر القلوب من جديد ، وانتشار الحب الذي فقدناه علي أمل أن يولد إنسان جديد مليىء بالعاطفة وليس مجرد كائن بغيض ، محاط بالكذب والتدليس والنفاق معجون بغرس الأباليس ، له من الوجوه ما يربو علي الألف ، لكل ظرف ، لأي مناسبة ، حتي الحب بين الطرفين ، أصبح لا يخلو من ممارسات زائفة سرعان ماتنقشع عند أول همسة ، أو منعطف يكشف الوجوه ، أسفي علي زمن الفضيلة وأحلام اليوتوبيا التي شغلت عقل الفلاسفة عقودا واتضح أنها في مخيلاتهم فقط ، ما أجمل الصور التي أرسلت إلينا من الماضي ، عنتر وعبلة ، قيس ومحبوبته ليلي ، روميو وجولييت ، أكانت كلها أوهام نسجها الشعراء وعاشوا بها حتي انتقلت إلينا في أعمالهم ، لا أري أثرا الآن غير أوهام زائفة وقشور للحب لا يبني عليها مطلقا وإنما مصالح تتضارب كثيرا فينكشف كلا المحبين عند أول منعطف .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
محمود مسعود