اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الدمع الأحمر_قصة قصيرة | مصطفى خالد تبن عمارة ــ يارت ــ الجزائر

رجعت ذات مساء من عملي المضني مكدودا تعبا و نمت و لم أعرف كيف نمت،و لما استيقظت حين أسفر الصبح رأيتني عصفورا بعش،استغربت لهذا استغرابا كبيرا،و اندهشت اندهاشا عظيما،و لكن سرعان ما راق لي منظري و أنا أسبح في فضاء رحب أتنفس ملء رئتي مثل الطيور تغدو خماصا و ترجع بطانا،فلم تكن توقفني إشارة و لا
يكبحني قانون و لم أكن آبه بشيء و لا أحفل بأمر،و لكم كان يسعدني أن أقف عند حافة النوافذ و الناس ينظرون إلي نظرة العطف و يسبلون علي ثوب الإشفاق إلا من بعض الأولاد الأشقياء الذين كانوا يطاردونني حينا و يرمونني بالحجارة أخرى و لكني كنت أنجو منهم في كل مرة بالتحليق عاليا في منأى عنهم و عن أذيتهم و هم يرقبونني بنظراتهم يلوحون بأيديهم إلى الأعلى كالداعين للصلاة يطفقون إمساكي أو يرمون اللحاق بي بالطيران مثلي.
و راعني أمر امرأة عجوز ذات مرة و أنا أقف على غصن قرب كوة مفتوحة،حيث كانت تكلمني في كل مرة و كأنها تعرف أنني بشر أو كنت يوما منهم و لربما لم تكن لتبوح لي البتة لو علمت أنني كذلك،فألفتني و ألفتها و أحبتني و أحببتها،كانت في نهاية خريف عمرها أو بداية شتائه،وحيدة ببيت كبير رث منظره،قالت:( دعني أيها الطائر العزيز أنشر لك كتاب حياتي القاسية فليس لي من صديق أقص عليه ذلك و يستمع بإمعان فيحمل عني حملا و ينزل عني أحمالا:نشبت بأبي مخالب المنية و أنا في سنتي الثالثة و لحقته أمي حين أكملت عقدا من العمر،رباني عمي وسط ابنتيه و لم أكن أعامل كابنتيه فعلا و لا سيما من زوجته التي أبانت بون معاملتها لي منذ أن وطئت عتبة الدار فلم تكن تكف عن نبذي و ضربي على كل شيء أفعله و تحاسبني حتى على رغيف الخبز،و بنتاها تضحكان في استهزاء و استهتار،و صبرت حتى بلغت الخامسة عشرة،خمسة عشرة أعوام ملأت فيها جراري هما أسود و عبأت كؤوسا من الدمع الأحمر،أتراني أصبر بعد هذا؟أتراني كنت قادرة على أن أتحمل المزيد؟)،أطرقت برهة متنهدة،ثم استطردت و استطرد معها نزيف مقلها الذابلة،(لم أستطع البقاء فخرجت هائمة على وجهي لا ألوي على شيء،تتقاذفني الشوارع و المدن،أبيت تحت العراء،و بدور اليتامى،أبيت خالية الجوف حينا و أملأه برغيف المحسنين حينا آخر،إلى أن وجدت عملا بمطعم راق عملت به نهارا و أبيت فيه ليلا بعد أن سمح لي صاحبه بذلك،كان لطيفا طيبا حن علي حنو الوالد على أولاده و ذقت طعم السكر لأول مرة ،حتى تعلقت نفس كل واحد منا بنفس صاحبه،تزوجنا و كان متزوجا له أولاد سنهم يقل عن سني بسنوات قليلة،فاستنكروا فعلته و أعلنوا علي حربا ضروسا حتى طلقني و بأحشائي ثمرة أينعت و حان قطافها)و جثم عليها الإطراق من جديد،و هي تنظر إلى صورة تزين الجدار،كانت تشبهها و لكن ليت شعري أن تدرك بأنها صورتها إلا بعد الغلو في النظر إليها و التمحيص في تقريب الملامح،فشحوب بعد نور و دمامة بعد جمال،و واصلت حديثها:(لم أجد بعد ذلك مخرجا و ملجأ غير دار اليتامى،و لم أكن لأمكث بها لو لم يكن مسؤولها يعرفني و يعرف دماثتي و حسن سيرتي،نلت الرعاية بها إلى أن أنجبت (حساما) و- كان حساما بكبدي- و لم أكن أعلم إن كنت سأفرح به أو أبكيه،فكيف سيعيش و أين؟و لكنه كان عزائي الوحيد في الحياة،فجاهدت في دفاع عنه الفاقة بإذلال نفسي في العمل عند المترفين و بمعونة أبيه الجافي،فاعتنيت به حتى بلغ مبلغ الشفاعة في علمه،و لكنه حين كبر استكبر،و أول ما استكبر استكبر على أمه التي قدمت له حياتها ليعيش بها)عادت لإطراقها من جديد و لكنه إطراق طويل هذه المرة ممطر بالعبرات الحارة الساخنة،و لما استجمعت ما بقي من نفسها قالت:(هجرني هجرانا مبينا،عنيفا،قاسيا،و لما قتلني الشوق إليه ذهبت عنده،طردني قائلا لزوجته:(لا شيء إنها متسولة فقط)،فعلا كنت متسولة لعطفه بعدما بلغ بي العمر الذي بلغت و بعدما تسولت و ذللت لكي يصل إلى الذي وصل إليه،و ها أنا اليوم كعهدي دائما في ذل و هوان لأقطف الرغيف قطفا علي أسد رمقا و أترقب الموت و أفتش عن نهاية مستعجلة قريبة)لم أقدر البقاء و لم أسطع المكوث أكثر مما مكثت،و سقط ملح عيني ساخنا و ما عهدت قبل هذا أن للطير دمع.

بقلم الأستاذ:بن عمارة مصطفى خالد تيارت/الجزائر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...