اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

أزمة النصوص في الدراما السورية 1 | أحمد عبد الرزاق عموري

المتتبع للموسم الحالي من مسلسلات مقدّمة تلفزيوناً يرى الهبوط الشديد في الفكر والإبداع الذي يعج به النص والشكل معاً فلا متعة و إدهاش يأخذ المتلقي ومع ذلك لا يخلو بعضها القليل من ذلك.ولن أتحدث عن باب الحارة وما عليه منذ أجزائه السابقة والجزء الحالي ولكن لو أخذنا مثلا بقعة ضوء والذي كان دائماً مثيراً في تقديم الواقع السلبي بطريقة راقية ومحببة وجدية في الطرح حتى أصبح
من العلامات الفارقة التي تقدم في المواسم السابقة .أما الجزء 13 للمخرج فادي سليم هذا الموسم يغلب عليه العبثية في الفكرة والاستسهال مما أدى تراجع في المتعة والدهشة رغم وجود نجوم في بقعة ضوء . الفنان فايز قزق وعبد المنعم عمايري وأيمن رضا و بشار إسماعيل وأندريه سكاف وجمال العلي و نزار أبو حجر وغيرهم ممن يعتبرون من رواد الفن وممن يحملون إمكانيات يشار لها بالبنان على صعيد الدراما السورية وتاريخهم يشهد لهم.ومع ذلك كان تقديمهم للوحات تمثيلا أكبر من النص المكتوب فالفكرة غائبة أو شبه غائبة والثرثرة المجانية تطغى على الهدف والمتمثل دائماً بالنقد للواقع من جهة ومن جهة أخرى رسم المتعة والراحة على وجه المتفرج. ولكن بقعة ضوء من حيث النص هذا الموسم اللوحات التي تنتمي إلى الجودة بالنص لا تتعدى أصابع اليد الواحدة للأسف . وقد لجوء كثير من الفنانين إلى كتابة بعض اللوحات بأنفسهم ومع هذا بقي الوضع بالنصوص دون المستوى ومثال ذلك لوحة \سيفون \ والتي كتبها أيمن رضا . والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا وصل الحال في بقعة ضوء إلى ما وصل عليه؟. وكان في المواسم السابقة علامة فارقة في التميز في موسم رمضان الدرامي.
أما مسلسل \ أزمة عائلية \ والذي كتبه شادي كيوان و أخرجه المخرج الكبير هشام شربجي ويقوم بأدوار البطولة رشيد عساف وجمال العلي وأحمد كنعان ومجموعة من المواهب الشابة فقد
1
أخذالعمل منحى كوميديا الموقف . فالنص كان أقل من قدرات المخرج والفنانين المعروفين .رغم محاولة الكاتب معالجة الواقع ومشاكله في ظلّ الحرب الكونية على سورية وإفرازاتها على المجتمع من موضوع التعفيش وموضوع الأحزاب وقادتها والمبادىء ما بين التطبيق والواقع لحاملها وكذلك موضوع الطبيب وعدم أخذ شعور المريض بالحسبان وكذلك موضوع الترويج على صفحات الفيس بوك وكذلك حال المخترع في بلدنا و كذلك يحاول معالجة بعض العادات والتقاليد و يعالج انقسام الأسرة السورية بين الذي بقي في البلد والذي خرج منها من خلال الوطنية والانتماء وكذلك ازدواجية المعايير. ويتم كل ذلك من خلال تفاعل أسرة مكونة من زوجين وشاب وفتاتين مع شخصيات ثانوية متعددة محيطة بهذه الأسرة.النص متشعب جداً و يحمل محاور كثيرة ولا يرتكز من متانة الصنعة فأتى مترهلاً وسطحياً إلى حدّ ما رغم محاولة المخرج الخبير شربجي وهو المتمكن من أدواته المعرفية بأصول الصنعة الدرامية إلى إعطاء حركية للنص الهزيل من جمع أكثر من شخصية في مجال الكاميرا في آن واحد مما جعل حركة النجوم بالعمل تطغى على الحوار وبالتالي الصورة الحركية أخذت القيمة الكبرى عن إيصال الفكرة المراد للمشاهد. فعل شيء أمام ما خط كتابة الكاتب.
ومن الملفت لجوء البعض إلى الكتابة والإخراج معاً فكان فادي غازي واحدٌ منهم يكتب ويخرج أعماله وكان له نصيب هذا الموسم في عملين بناتي حياتي وجنان النسوان .ويلجأ فادي إلى كوميديا الموقف ويجعل لكل حلقة عنوان ثانوي يرسم به مدخلاً إلى مقولته وأفكاره المراد توصيلها للجمهور وفي العملين تقريباً نفس الكادر والممثلين ونفس الحالة مكرره فالصبايا الفاتنات هن محور العملين في جمالهن وثيابهن وحديثهن ومشاكلهن الخاصة مع الآباء والأمهات ومع الطرف الآخر بالحب والعشق والزواج ويدور كل ذلك في بسمة في القول والحركة . والمشاهد لا يجد القيمة الكبيرة في مثل هذه الأعمال غير النظر إلى جمال الصبايا وما يقمن من حركات وما يرتدين من لباس يبرز المفاتن والألوان والموضة والتقليعات المعاصرة والضحكة العابرة.وهنا منتهى الأزمة في كتابة سيناريو العملين
2
ورغم وجود نخبة من النجوم بالمسلسلين من نجاح حفيظ و ديما قدلفنت وزهير رمضان وغيرهم لم يشفع وجودهم إلى ارتقاء فني فالنص الضعيف بالفكر والحكاية التي تخدم العمل طاغي ووحده لا يحمل عملاً راقي و ذو سوية تليق في المشاهدة.
أما مسلسل \ الهيبة \ ..من تمثيل الفنانة الكبيرة منى واصف وتيم حسن وهو مشترك مع ممثلين من لبنان الشقيق وهو من إخراج سامي البرقاوي ويعتمد على الشكل التسلطي من قبل الأم على الأولاد وتسلط الأولاد على القرية في مقدراتها وناسها وحتى الزواج القسري من نساء لا يرغبن في هؤلاء الأولاد . فالعمل بشكله عبارة عن صراعات لعصابات وثأرات وسلاح ورصاص ونيران .فالنص بهيئته يبدو حالة غريبة عن المجتمع الشرقي فهل هو اقتباس عن أفلام المافيا وبالتالي أين الفائدة منه للمشاهد وما العبرة التي يقدمها ؟. أما أصبح الهدف من أنتاجه هو تعبئة ساعات على الشاشة الصغيرة ...والعزاء الوحيد هو لم يكن إنتاج سوري بالكامل فمعظم الكادر والنجوم والكتابة من لبنان الشقيق.
وربما ما يلفت هذا الموسم نص مسلسل قناديل العشاق لمخرج سيف سبيعي
وملخص لحكاية شعبية عن جنيات الحب تطوف في طرقات الشام وتترك ألوانها على الجدران وعلى مساراتها ولا يمر أحد بهذه الطرقات إلا أخذ نصيباً من ذاك الحب وبالتالي يحب الشام أي تتلاقي الأرواح في حب رباني في حواري الشام وبالتالي وضعت قناديل في الحواري تضيء هذه الطرقات إلى الأبد وهنا عمل الدومري .وحصل أن رأى فتى فتاة وتلاقت أرواحهما حين سار ا بها و حاول الأهل منعهما من التلاقي ثانية حتى كادا يشرفان على الهلاك نتيجة إلى اشتياق أرواحهما .ولا ينفع الطبيب والدواء مع العاشقين ويقترح الطبيب على الوالدين أن يتلاقى العاشقين وفعلا يقنع الوالدين ويكون اللقاء بعد مخاض طويل وهذا أحد المحاور الأساسية بالمسلسل. ويتم ذلك في نسج متقن وحرفية في الطرح.وفي محاور أخرى بالمسلسل يطرح حياة الغني والرشاوى التي يدفعها إلى قائمقام الانكشارية مقابل مصالحه وتجارته
3
وربحه اللا مشروع . وعن الفقير المعدوم في ظلّ الانكشارية ومدى تماديها في الاضطهاد والسرقة وفرض الضرائب على الناس وهو خلفية وزمان العمل .ويضاف الملهى والنساء والغناء التراثي الذي رافق حلقات المسلسل وهنا الإضافة الحقيقية للجمالية والمتعة للمشاهد .ومن ناحية الشخصيات هنالك اختراع رائع لها .ومثال ذلك خلال تعاون مشلول مع ضرير و يصبحان شخص واحد حين يحمل الضرير المشلول في لقطة مميزة ويدور به بالحواري من أجل التسول وهنا تكون المصلحة المشتركة بينهما شاخصة ومعبرة عن حقيقية إنسانية في منتهى النبل وهي ضرورة التعاون وكذلك اختراع شخصية سلطان الليل والتحول المدهش فيها بين القتل للانكشاري الظالم والحب وبين الفقر والغنى وبين مساعدة الأصحاب وبين الأنانية المفرطة من هذه الشخصية الأساسية . ويعتمد المخرج على الجرأة في لباس فتيات الماخور وبالتالي يعكس واقعية للمكان وكما يعطي واقعية للباس في الشارع إن كان للرجال والنساء وهنا يحسب للكاتب المعرفة بالحقبة الزمانية للقصة ونوعية ما يرتديه أهلها.
عارف الطويل ..نزار أبو حجر و محمد خير الجراح ..والممثلة اللبنانية سيرين عبد النور والتي قامت بدور إيف اليهودية وفي براعة وتوظيف من قبل المخرج وكاتب النص خلدون قبلان .........
وربما من النقاط المضيئة هذا الموسم الدرامي مسلسل شوق والذي يمثل الحالة التي وصل إليها الوضع المجتمعي في بعض المناطق في الوطن السوري من قتل مجاني وسبي وانقسام وفكر متشدد ويعالجها بشكل واقعي وفني ويتم ذلك من خلال صحفية تدعى شوق تحاول الكشف من خلال ما تكتب عن هذا الوضع الغير طبيعي عن مجتمعنا. وتجسد هذه الشخصية النجمة المتألقة نسرين طافش . ويرصد العمل
الجو والمفاسد في فضاء الجماعات الإرهابية والتسلط على المرأة وجعلها للمتعة وسلعة والسوط الذي يأخذ مداه في جسد المرأة وكأننا عدنا للعصر الجاهلي في معاملة المرأة من خلال السبي والاختطاف والبيع والشراء للمرأة والضرب والشتم والاغتصاب.والمقارنة بين فضاء المجتمع العلماني والصحيح من ناحية التعامل مع المرأة ككيان أساسي من مكونات المجتمع والمسلسل يقدم رؤيا راقية ومنسجمة مع
4
الإنسانية ويقوم بالأدوار الرئيسة نجوم لهم الباع الطويل في مجال التمتيل السيدة منى واصف و باسم ياخور ومحمد حداقي وصباح الجزائري ووفاء الموصلي وإمارات رزق و مجموعة من المواهب الشابة والعمل من إخراج رشا شربجي ومن كتابة الكاتب حازم سليمان. ويحسب للكاتب الرؤيا الواضحة من خلال رسم خيوط اللعبة الدرامية المتدرجة حتى الوصول إلى ذروة الحدث الدارمي والتفاعلي و المحاور يمسكها في تقنية العارف في أصول الفنّ والهدف من الكتابة . وينسج الأحداث كما هي بالواقع دون ضجيج أو شعارات فيأخذها المشاهد وهنا الحكمة من أي عمل درامي يجمع مابين الفكرة المميزة والصورة فيأتي التأثير راسخاً في العين والعقل للمشاهد. ونتيجة الحرب ظهور ظاهرة تجار الرقيق والاستعباد والتي تبع ضميرها مقابل المال والتي أصبحت موجودة علناً في المجتمع ولها عصاباتها والتي تمزق أركان المجتمع ومعالجتها من الكاتب أتت في أهم محاور العمل الدرامي وهنا التصاق وثيق بين الكاتب والمحيط به.

أحمد عبد الرزاق عموري

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...