اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

تعـــالَ ..تنفّــــسْ عِطري _ قصة قصيرة | عادل المعموري


قلبي بات فوهة بركان مستعرة ..المسافة بيني وبينة ثملة لا تصحو أبدا ..أتلو أمنياتي فوق سحابة مجنونة.. من يوصلني إليه .. لديّ أشياء وأشواق وحنين يفيض بهم جبل الصبر ويعانق ذرى المسافات الضائعة ..من يزيل غبار انكساراتي المتتالية ..من يلبسني ثوب الفرح ويزيل عني غبار الصّد ؟هذا الرجل أحبه ولا أستطع نسيانه ..كم يوجعني الانتظار في عتمة ليل لا ينقضي ..لم يعد لحيائي في قوس الصبر من منزع ،سأوقفه وأمسكه من تلاليبه وسأصرخ في وجهه:
__إني أحبك ..إني أحبك هل تفهم ؟

أمواج الخيبة ترقص حافية فوق ألحان حزني المقيم ..بأي وسيلة أتوصل إليه ..متى يقنع أني أحبه ولا أحب سواه ؟ كتبتُ له رسائل كثيرة بعدد دموعي التي سكبتها فوق أزهاري الذابلة ،عارية هي روحي حد الجنون ..أبواب وشبابيك نفسي موصدة تتأرجح فوق ستائرها ريح عقيم ..لم يرد بكلمة واحدة ..كان يمسك بحزمة رسائلي ويمزقها أمامي تتطاير أنفاسي معها في كل الاتجاهات ..بأي لغة سيقنع لو حدثته عن حبي وأشواقي؟ ،أعيتني الحيلة في طلب رضاه ..كنا نعمل في مؤسسة واحدة ..كل واحد منا في قسم ..لا نرى بعضنا إلاّ في نهاية الدوام ..كنتُ أتعمّد أن أدخل إلى مكان عمله بمناسبة وبدونها ..إن غاب عن الدوام تغيب روحي معه.
كم حاولتُ أن أكلمه عبر الجّوال .لم يكن يجيبني قط .
أنهكني السفر عبر مسافات وهمية للقاءِِ لن يتم ...أسطورة حبي تناقلتها شفاه الموظفين ..بات كل واحد منهم يعلم بتعلقي به ..هجرني النوم وحكايات ليلي انطفأت تحت عتمة الخذلان،..دائمة الهجرة في عالم الخيال لم أرتبط بعلاقة حب قبل هذا ولم أكن أفكر مطلقا بتكوين أسرة ..هذا الرجل جعلني أقلب كل حساباتي ..هل تسمع يا ترى صوت قلبي ونبضات روحي الهائمة بك هل تسمع صوتي الأبح وهو ينادي عليك ؟متى يمر الفرح من بابي متى يعلن العشق حضوره في قلبك ؟ اتخذتُ قرارا خطيرا كي أضع حداً لمعاناتي وأحزاني.. لن أجعل شفتاي ترتعشان أمامه وسأستحضر كل مفردات الكلام معه ..هاهو يسير في الممر لوحده يحمل بيده أوراقا ،يا للجمال ..يسير ألهوينا ببدلته الرمادية تسابقه أمواج عطره الأخاذ.. صحتُ به وصدى صوتي تردده الجدران :
__من فضلك أستاذ مازن ؟!
التفتَ إلى مصدر الصوت ..وقفَ ينظر إلي بعينين جامدتين ..ربما تعّمد أن يفعل ذلك ..كانت عيناه بلون الرماد كلونِ بذلته تمتم :
__ نعم ..تفضّلي يا آنسة ؟
صمتي يعلن انتصاره ولساني يكاد أن يفقد البوح ،غادرتني الكلمات وانتفضت أعضائي لترتجف ..اتكأتُ على جدار النافذة المطلة على الحديقة ..أخيرا نطقَ لساني :
__أستاذ مازن ..اسمعني أرجوك ؟
__باختصار ..لو سمحتِ؟
__لا أعرف من أين أبتدئ ...لو تعلم يا أستاذ مازن.. كم أنا ...تنطلق الزفرات والآهات من فمي دون كلمات ..ساد صمت لا هث بيني وبينه ..لملمتُ جراحاتي وقلت له :
__أنا أحبك يا رجل ..هل تفهم أني أحبك ؟
نظرَ إلي بازدراء وعدّل من وضع الأوراق التي بيده وتمتم بصوت كنت أسمع منه نبرة حزن عميقة :
__أرجوك لا تفكري بتلك المسألة .سأنسى أنكِ قلت لي هذا الكلام ...عن إذنك ؟
سأبكي طالما كانت في عيني دموعا رخيصة ..سأسكبها على مذبح الحب وأهمس لروحي .كفاك إذلالا ..
أوراق خيبتي سأعلقها على جدران الذكرى.. سأصرخ بمليء فمي تبا للخنوع تبا لحياتي التافهة ..من يعينني على النسيان ؟..أجدبت روحي وتغافل عنها المطر .. غربان الخيبة دفنت آمالي بعباءة الليل الموجع .. يحملُ نهاري عبئاً ثقيلاً من صهوات لجياد خسرت الحرب ،لا لن أخسر حربي .إنها معركتي ولن أستسلم ..انه يحبني ولكنه يتصنع الجفاء واللامبالاة ..تعال تنفس عطري ..تعال قف أمامي ..مد يدك وضعها تحت خصري ..ضع يديك في يدي ..تعال لنتعانق ..لقد حطمّتْ فؤادي نظرات الشامتين ..آه لو تعلم كم أحبك؟
..حانت الفرصة التي كنتُ أحلم بها شاهدته في صباح اليوم التالي ..رأيته يدخل إلى القسم مبكرا ..نزعَ سترته ووضعها فوق مسند الكرسي ..نظرتُ حوالي ...كانت القاعة فارغة .وأصوات الموظفين أسمعها من بعيد ..دفعتُ الباب ودخلتُ عليه ..فوجئ بدخولي ،نهض من مكانه ..رأيته يبتسم لي ..لأول مرة تنم ملامحه عن ارتياح وحبور ..وقفت كتلميذة صغيرة أمام أستاذها ..شبكتُ أصابعي مع بعضها فوق بطني ..تقدم مني وأمسكني من كتفي بتؤدة وقال لي :
__عودي إلى مكانك يا آ نسة ..من فضلك ؟
_لن أذهب من هنا .
_من فضلكِ .قبل أن يروكِ معي .
_لابأس.. سأذهب من هنا ولكن عليك أن تعرف.. كم أني أحتقرك ..وأنك جبان عديم الشخصية ..بدا صوتي يرتفع وارتعشت خلجات وجهي ..وجدتُ نفسي أصرخ به بكل ما أملك من حنق ..داهمتني نوبة انتصار غمرت نفسي المهزومة ..لأول مرة أشعر أني قوية وإنني جميلة وجذابة والكثير من زملائي يتمنون ودّي ووصالي :
__أنتَ لا تستحق حبي ..جعلتني أندم على كل كلمة كتبتُها لك من دم قلبي ..ما أنت إلاّ نكِرة وحقير .
فجأة دخل الموظفون دفعة واحدة ..أثارهم منظرنا ونحن نقف وحيدين ..وقد سمعوا صراخي ..جلسوا على مقاعدهم وأعينهم تثقب وجهينا ..كانوا ينظرون إلينا باهتمام ..كأنهم يتفرجون على حلبة لصراع الديّكة ..لم أكن أهتم بشأنهم ..تجاهلتهم تماما ..كل الذي يعنيني هذا الرجل الذي يقف أمامي حائرا مضطربا ..يرمق زملاءه بعينين خجلتين ..تركني وخرج حاملاً سترته بيده ..سمعتُ همهمات الزملاء وضجيجهم خلفي ..خرجتُ من القاعة بعده بدقيقة واتجهتُ صوب محل عملي ..خطواتي المتعثرة لها صدى في الممر الطويل ودموعي تتسارع على خدي بلا رقيب ..الشمس الربيعية تصفع وجهي بخجل ...الضوء المتساقط عبر الواح زجاج الممر تتشكل على هيئات مختلفة ..عمود الضوء القريب من الجدار يقف منتصبا كجسد فزاعة في مزرعة مليئة بالأحراش والحشائش اليابسة ...سمعته ينادي عليّ ..لم أصدق أذناي.. إنه يناديني ..لم التفتُ إليه وحثثت الخطى نحو الأمام ..سمعتُ وقع خطواته تتسارع خلفي ..سمعتُ صوت لهاثه يمزق شغاف أنفاسي صاح :
__لمياء ..توّقفي أرجوكِ ..اسمعيني ...لمْ أستكن وأسرعتُ أجري بما أملك من عزيمة وإصرار على الجري ..خطواته تلاحقني وخطواتي تتعثر بأذيال انتصاري المرتقب .. أمسكَ بذراعي وضمّني إلى صدره وأنفاسه تمتزج بأنفاسي .. في خطوة أشبه بالجنون ضمني إلى صدره بكل قوة ..عانقني طويلاً.. لم أكن أحسب حسابا فيما لو يشاهدني أحدهم الآن وأنا أغفو على صوت لهاثه وهو يضمني بشوق ..لا أرى من الموجودات سواه ..تلك الجدران التي تضيق بنا انفتحت وأخضرت الأحراش الذابلة من خلف الزجاج ..عيناي تبصرانه هو لوحده.. نحن الاثنان معاً نقتفي أثر الرغبة ونمحو آثار البعد.. نختصر مسافات الوجد الممتدة على أفق الفراغ .

بقلم/ عادل المعموري

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...