اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

سيكولوجية الأنا في الكتابة الأفغانية المعاصرة | عثمان بوطسان

 إن الكتابة الأفغانية لا تعتبر فقط إبداعا أدبيا أو شعريا أو فنيا، وإنما تتجاوز هذه التصنيفات الضيقة والأنماط المتعارف عليها، لتتحول إلى فلسفة وجودية يبحث من خلالها المؤلف عن سبيل تعبيري، من أجل الخروج من أزمة الهوية ومتاهة العدم. والسؤال الوجودي حاضر هنا بطريقة أو بأخرى في رحلة الكتابة. وبهذا فالكاتب الأفغاني يحاول استمالة اللغة بطرق فنية أو رمزية للتعبير عن أزمة "الذات" التي جعل منها الفراغ الوجودي والجغرافي جوهر الكتابة الأدبية عند الأفغانيين. ومن هنا يتبدى أن
إشكالية "الأنا" تجعل من فعل الكتابة محاولة نفسية للكشف عن أقنعة "الذات" المتقاطعة مع إشكالية الآخر "الغير". وعلى سبيل المثال؛ فعتيق رحيمي يجعل من الكتابة سردا للواقع الدموي وتأملا فلسفيا في أعماق الذات الممزقة إلى أشلاء بين الحاضر والماضي. لذا فكتاباته – رحيمي- تتسم بالطابع التصوفي من خلال استحضار رموز المتصوفة الفارسية، وكذلك من خلال ربط فعل الكتابة بفعل الخلق بصفة عامة، وجعل الأنا محور كل التساؤلات الفلسفية والفنية بصفة خاصة. وتقنيات هذا النوع تظهر بكل وضوح في كتابة "نزهة القلم" حيث يحاول الكاتب ربط كل عناصر الوجود بفعل الكتابة، بل إنه يجعل من الكتابة أصل وماهية الوجود.
ومن الجدير بالملاحظة، تأسيسا على ما سلف من القول، فإن الأدب الأفغاني المعاصر هو انعكاس حتمي للأزمات النفسية والاجتماعية التي عرفها بلد المنشأ أفغانستان. فشخصيات عتيق رحيمي –على سبيل التوضيح لا الحصر- ليست سوى مرآة صامتة، تعكس تمزق هوية "الذات" نتيجة لمخلفات الذاكرة والحرب. ومن هنا يتجه الكاتب إلى البحث عن إجابات واضحة لكل الأزمات التي عاشها والتي ما يزال يعيشها، نظرا لاستمرار العنف ونزيف الدم في بلد لم يعرف أبدا طعم السلم والسلام. وبذلك تتحول الكتابة إلى تأمل فلسفي وروحي يجمع بين كل المكونات من مثل الجمال والألم، وبين الحب والشوق والحلم والموت، لترسم للقارئ لوحة فنية نفسية يسودها الطابع التراجيدي. ففي كتاب "نزهة القلم" يحاول رحيمي جاهدا تعريف المنفى والكتابة والحب والجسد عن طريق ربطها ببعضها البعض، وذلك بإسقاط القناع وإزالته عن حالته النفسية الناتجة طبعا عن الفراغ الذي يعانيه بسبب سنوات المنفى والفراق وغياب الوطن والأم والأخ. هذا الغياب يتطرق له الكاتب في كتابه "العودة الخيالية" إذ يجعل من الصورة منافسا قويا للكتابة حين يتعلق الأمر بالكشف عن عمق الأزمة النفسية، ومدى قابلية الصورة والكتابة لعكسها. وهكذا يستخلص الكاتب أن الصورة أقوى من الكتابة فيما يخص تثبيت الذاكرة في زمن معين، وأنها قادرة –الصورة- على نقل نفس الإحساس الذي عاشه الكاتب في الماضي. كما أن الكتاب هو عودة خيالية إلى الماضي وإلى أرض ترتدي السوادا في حاضرها وماضيها. إنه كتاب بطابع الحلم والموت، يجعل من إشكالية الهوية "الأنا" سببا جوهريا لفعل الكتابة.
ولعل من أبرز خصائص الأدب الأفغاني؛ هو ذلك المزج بين الواقع والخيال. فالواقعية تستنبط قوتها من صلابة اللغة المستعملة في الشعر، خاصة عند مجروح، وفي الكتابة الروائية حين يتعلق الأمر بكتاب كزرياب وحسيني ورحيمي. ومثل هذه اللغة الرمزية، تجعل من سرد الأحداث متاهة يصعب على القارئ التمركز في النص، وبالتالي التأويل وفق النظريات السائدة، حيث يجعل رحيمي –مثلا- من جميع الفنون أداة للتنقيب في أعماق الذات والسؤال عن الوجود بلغة الغياب والحنين. وهذا ما يجعل من هذا الأدب ذا طابع نفسي وسيكولوجي، لاسيما وأنه يتميز بوجود علاقات تشابه والتطابق بين الشخصيات وشخصية المؤلف. وإذا تفحصنا جيدا كتاب "ألف منزل للحلم والرعب" لرحيمي، سنجد تطابقا كبيرا بين المؤلف وشخصية الرواية، بل إن هذا التطابق يتضح بكل جلاء في كتابه "العودة الخيالية" إذ نجد نفس الاسم ونفس المصير الذي عاشه الكاتب. إذن، فالكتابة الروائية عند رحيمي هي اعتراف واقعي بما يقع في بلاد الشعر والورد والبلبل. وإن هذا يتماشى مع حقيقة أن الكاتب الأفغاني يستمد الكثير من تجربته الشخصية، كما يجعل من ذاته محور الكتابة، ومنطلق الفن والفكر ومشكلات الإنسان في بناء هوية جديدة بعيدا عن أرض الطفولة.
وهكذا يبدو أن الأدب الأفغاني، ينبني على أسس نفسية واجتماعية، وغالبا ما يكون الطابع النفسي هو المسيطر خلال فعل الكتابة. وفهم هذه الحقيقة النفسية والسيكولوجية لـ "أنا" الكاتب، سوف تساعد بدون شك القارئ على فهم عمله الأدبي والفني وتفسيره. وتكفي الإشارة إلى أنه قد تتناقض العلاقة بين شخصية المؤلف وشخصيات عمله الروائي، لكن يبقى لوجودها دلالات وأبعاد رمزية وجوهرية في فهم "الذات" وعلاقتها بالمجتمع "الفضاء الأدبي". فلا يمكن تجريد المؤلف من الفضاء الأدبي الذي ينتمي إليه أو جعل النص خارج السياق الاجتماعي والتاريخي والإيديولوجي الذي ينتمي إليه مؤلفه. وحسب عز الدين إسماعيل المختص في التفسير النفسي للأدب، فإن ظهور شخصيات مناقضة لسلوك الكاتب الظاهر تدل في الحقيقة على تناقض تكوينه النفسي. إنها تمثل الصورة أو الصور التي كان من الممكن أن يأخذها سلوكه، وهي أيضا تعبير عن رغباته الدقيقة التي لم يستطع تحقيقها، ودليل على أنه مصدر شقائه هو نفسه -"مصدر شقاء شخصياته".
وعليه، يتبين أن عتيق رحيمي قد جعل من الكتابة الفضاء الأمثل لكشف كل حقائقه النفسية، وخاصة حقيقة "الأنا" الممزقة وغير المستقرة؛ مما يدفع الكاتب إلى الاستمرار في البحث عن جذوره البعيدة من خلال الكتابة والعمل السينمائي. فذاته الملطخة بالدم والرماد ليست سوى صورة جدارية تخفي وراءها ماض كارثي ودموي، يحاول المؤلف الهرب منه من خلال الكتابة والسفر. ويمكن الحديث هنا عن تقنية الكشف، وتعني هذه اللفظة بالفرنسية "Dévoilement" ومقابلها بالعربية -كما قلنا- الكشف أو إزاحة النقاب أو الستار. فإذا قلنا أن وظيفة الكتابة عند رحيمي هي كشف أو إزاحة النقاب، كان معنى ذلك أن الكاتب يكشف للقارئ حقيقة حالته النفسية المحجوبة بستار ويزيح عنها هذا النقاب ليرسم له صورة واقعية عن "ذاته" الموشومة بماض أليم. كما أن كشف الستار عن "الأنا" هو كذلك كشف للستار عن الواقع المعاش في أفغانستان. وعلى كل حال، فإن الكتابة الأدبية الأفغانية المعاصرة ليست سوى صرخة جحيمية لكتاب تذوقوا طعم المعاناة والمنفى.
وبإحكام القول، إن العمل الأدبي الأفغاني؛ هو تعبير عن رؤية صادقة للواقع وبحث في أغوار النفس والذات عن إجابات وجودية ووجدانية لحالة الفرد في مجتمع يسيطر عليه العنف والقمع، ويجعل من المرأة والحرية جريمة لا تغتفر. والكاتب الأفغاني ليس سوى انعكاس لهذه المعاناة التي تجتاح جميع الأعمال الأدبية والفنية. ولعل عتيق رحيمي من أبرز الكتاب الأفغان المعاصرين الذين عكسوا بطريقة فنية عبر تطويع جمالية اللغة، عمق المعاناة والألم الذي يتخبط فيه المجتمع الأفغاني منذ عقود. ثم إن كشف "الأنا" ما هو إلا تعرية لماضيها، وبالتالي فهاته مجرد تقنية أدبية يحاول من خلالها أو عبرها الكاتب العودة إلى جذوره ومحاولة التحرر منها من جديد. غير أن أزمة الهوية تحول دون تحقيق رغبة الكاتب في معانقة السلام. إنها، إجمالا، أزمة تاريخية وثقافية يصعب تجاوزها وبناء هوية أخرى في مجتمع يختلف عن المجتمع الأفغاني. وهذا يعني استمرار المعاناة، وبالتالي استمرار الإبداع الأدبي في أعمق تجلياته.


عثمان بوطسان.
كاتب و باحث

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...