اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

شاعرات عربيات: المرأة الشاعرة كانت تنافس كبار الشعراء فيما مضى

وقفات مع شاعرات ومثقفات عربيات للتعرف عن واقع المرأة الشاعرة وما وصل إليه حالها وسط عالم ذكوري في الكثير من الأحيان لا يعترف بإبداع وشاعرية هذه المرأة.

قمر صبري الجاسم



قمر صبري الجاسم: "المرأة الشاعرة كانت تنافس كبار الشعراء فيما مضى"

فكانت البداية مع الشاعرة السورية قمر صبري الجاسم التي قالت:"واقع المرأة بشكل عام للأسف موجع بسبب الوضع الذي يعيد المجتمع ككل وليس المرأة فقط إلى العصور الحجرية .. وربما المقصود بالحجرية ينطبق على العقول والقلوب .. بعد أن قطعت المرأة أشواطاً كثيرة في إثبات حضورها حتى في (عصر الجاهلية) وأضعها بين معترضتين لأن في هذا العصر كانت المرأة الشاعرة تنافس كبار الشعراء حتى أنها كانت هي التي (تطلق) الرجل فقط بتغيير اتجاه بيت الشّعر الذي تسكن فيه .واخترت هذا المثال لأنه أكبر دليل على حرية المرأة وانطلاقها في ذلك الوقت وبالنسبة للشعر المثال الأكبر للاعتراف بشعرية المرأة على عكس البعض الكثير في زماننا حين سئل جرير عن أشعر الناس فأجاب : أنا لولا هذه الشاعرة , يعني الخنساء .واستشهد بقولها : إنَّ الزمان وما يَفْنَى لهُ عجبٌ أبقى لنا ذَنَبًا، واستُؤصِل الرَّاسُ أبقى لنا كلَّ مجهولٍ؛ وفجَّعَنَا بالأكرمينَ، فَهُمْ هامٌ؛ وإرْمَاسُ إنَّ الْجَدِيْدَيْنِ في طُولِ اختلافِهِمَا لا يفسدان، ولكنْ يفسدُ الناسُ."

وأضافت :"وقد تحدثت عن زمانها ما ينطبق على زماننا .. بل واستشرى الفساد أكثر وأكثر ... وبرغم كثرة وسائل التوصل وإيصال المنتج الإبداعي إلا أن ما يزيد عن حده يقلب ضده فطفح الغث وضاع الإبداع الحقيقي وصار المبدع بشكل عام وليس المرأة فقط أمام أشباه الشعراء فبتسجيل قصير بكل الأخطاء النحوية والإملائية والشعرية والعروضية لموضوع يتعلق بالسخرية من المرأة أو البكاء على الأطلال يصبح صاحبه شاعر عصره . وأختم بأكبر معاناة وهي تأشيرات السفر . أنا شخصيا إلى الآن لم أستطع تلبية دعوات عدة مهرجانات بعد عناء طويل مع الأوراق والآن منذ وصول دعوة مهرجان باريس منذ أكثر من 3 أشهر ما أزال أتخبط مع الأوراق وأنا متاكدة أنني لن أحصل على التأشيرة "

فاطمة ناعوت

فاطمة ناعوت: المرأة متهمة بأنها مركز غواية متنقل

الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت، قالت: الوضع مزري، المرأة كونها مرأة فقط، فهى متهمة بأنها مركز غواية متنقل، متهة بأنها السبب في كل خطايا الرجل، هذا لكونها امرأة فقط، فأن تكون امرأة شاعرة فتلك ثالثة الأثاسي، لأن المرأة في عرف المجتمعات العربية الظلامية يجب ألا تتكلم أصلاً، فما بالك لو تكلمت وقالت شعرًا، الذي يعتمد على المجاز والخيال والبلاغة فتلك أمور غير مقبولة في المجتمعات العربية ولا يقبلها الرجل الرجعي المصدوع الروح.

وأضافت فاطمة ناعوت: بالنسبة لحالتي قرر نادي القلم الدولي الاعتراض على محاكمتي لسبب تغريدة عابرة أشفقت فيها على تعذيب الحيوان وعدم مثوله للذبح بالطريقة الرحيمة، التي تنص عليها الشرائع السماوية، وحكم عليّ بالسجن ثلاث سنوات، فكان اعتراض النادي القلمي في اليوم العالمي للمرأة التنديد بالمحاكمة، وذلك بوضع مقعد خالي يحمل اسم مصر في اجتماع أعضاء النادي القادم في جوهنسبرج للدلالة على أن هذا المقعد كان مخصصاً لشاعرة مصرية تم اقتيادها للسجن.


منى حسن

منى حسن: المرأة الشاعرة أخذت المجتمع لاغراض الشعر من حب وجمال وفرح

أما الشاعرة السودانية منى حسن فقالت :"المرأة الشاعرة تعيش أفضل أوقاتها، إن قسناها إلى التغييب الذي عانت منه عصورا طويلة، وقد أثبتت وجودها في نظري منذ أن خلعت عباءة وصاية الرجل، والمجتمع على شعرها، وحررته من أغراض الشعر التي كان محصورا فيها كالرثاء والفخر، وحلقت به في عوالم الجمال والإنسانية، وشدت للحب والحزن والفرح، وعبرت عن مشاعرها وأحزانها، وأحاسيسها كأم وحبيبة وزوجة أو إبنة. بل وشاركت المرأة العربية في تطوير حركة الحداثة الشعرية، وظهرت أسماء شاعرات متميزات نافسن الشعراء نوعا، لا كما. ذلك أن عصورا من التغييب لن ينتهي أثرها بسهولة، بل يأتي التغيير تدريجيا. فرغم هذا التطور الفكري والاجتماعي في شعر المرأة إلا أنه ما زال هنالك شاعرات يرزحن تحت ضغوط اجتماعية وفكرية مشابهة، لا يكاد ينجو منها حتى الرجال الشعراء.


أمل لايقة

أمل لايقة: المرأة الشاعرة تحديداً مازالت تعاني من واقعها الإجتماعي

فيما اعتبرت الكاتبة والشاعرة السورية أمل لايقة أن المرأة الشاعرة مازالت تعاني من واقع صعب فقالت :"رغم أهمية وجودها..ورغم اعتراف العالم بيومها إلا أن المرأة الشاعرة تحديداً مازالت تعاني من واقعها الإجتماعي ومازلت مضطرة في كثير من الأحيان لتبرير كتاباتها والتخفيف من جرأتها في التعبير عن شجون مجتمعها التي لا تختزل بقصيدة ولا برواية ولا بلوحة../المجتمع وطبعاً أعني فيه المرأة والرجل/..مازال يرى أن الشاعرة تكتب تجربتها..تكتب معاناتها ..تكتب ذاتها ..حتى المرأة تهاجم صورتها في من تشبهها..الشاعرة تتحرك في الشارع وتستمع وتتفاعل وتتواءم مع الكثير من القضايا الحياتية ولغتها تتحدى بعض العادات وتتجاوز بعض المفاهيم التي أصبحت في زمننا الحالي مجرد /ترهات/..ولكن رغم كل هذا فهي ضمن واقع مربك ..يخاف أن يحترم جرأتها ويخاف أن يقمعها..يخشى حريتها ويخشى قيودها..يغمض عينيه عن مشاركتها في كافة المجالات ولكنه يحذرها..الشاعرة هنا تحاول أن تكون نفسها..فإما أن تستمر بالكتابة وتخرج عن المألوف والسائد وتجعل من قصيدتها فضاء وإما أن تنكفىء وتترك حلمها في مهب عوالمها الداخلية دون تصريح أو إعلان موقف."

وأضافت لايقة :"للأسف واقع المرأة الشاعرة ليس مفرحاً بالمجمل ولا يحقق الشروط المناسبة لاحتضان تجربتها والأخذ بيدها إلى حدائقها وفراشاتها وأشجارها وموسيقاها..إلى أحزانها وأحلامها ومملكتها..الواقع يحمّلها المزيد من الأعباء..المزيد من الملاحظات..المزيد من اللاءات..المزيد من التبريرات..وفي الحقيقة الشعر يختنق في هكذا بيئة..

أما كيف تثبت حضورها فهي قد أثبتت حضورها منذ بدء التاريخ..ومشاكلها ليست وليدة اللحظة فعلى مرّ الزمن تحاول جاهدة أن تثبت حضورها بإيمانها بما تعمل..بثقتها أنها ستجد من يمسك بيدها..بإحساسها أن صوتها وقلمها وفكرها ومصداقيتها سيوصلانها إلى ما تهفو له روحها ..إن إثبات حضورها في الزمن يأتي من القصيدة أي من الكلمة من الحرف وتشكيله الأنثوي عبر شفافيتها وحسّها وحواسها..المرأة الشاعرة حتى تتجاوز نفسها عليها أن تؤمن بمشروعها وأن تؤمن بإمكانياتها وجدارتها بالقصيدة وبالحياة..في يوم المرأة العالمي أتمنى أن لا نحتاج لتبرئة الشاعرة من جرأتها وبوحها وتجريدها من حقها في الدفاع عن ذلك..أتمنى لها الحضور الواثق والحضور القادر على جذب القصيدة إليها كما تنجذب النحلة للرحيق..بذلك سيكون واقعها أخف ثقلاً وأقل انكماشاً..وستكون المرأة هي المرأة الشاعرة الكاتبة والفنانة والأم والأخت والزوجة والصديقة والحبيبة..إنها سكّرة يومها العالمي."


آن الصافي

آن الصافي: فتحت أبواباً جديدة وأعلنت تميزها على الرجل

الشاعرة السودانية آن الصافي قالت: الوضع الثقافي للمبدع العربي في هذه المرحلة تشوبه الكثير من المستجدات وبعض الإشكاليات. وهذا شأن الشاعر والشاعرة على حد سواء. فنرى على سبيل المثال:

وجود شبكات التواصل الاجتماعي وتنوع الصفحات الإلكترونية وتوفر عدد كبير من القنوات الإعلامية وكذلك الصحف المنشورة نجد أن كل ذلك مع تيسر التنقل بين الأمكنة أتاح فرصة جيدة للتواصل ومساحة شاسعة للتبادل المعلوماتي والمعرفي. مما يتيح انتشار أسماء جديدة ونصوص تحت مسمى شعر.

من ناحية أخرى هناك تزايد في عدد المسابقات الشعرية على الخارطة العربية للشعر الشعبي والشعر الفصيح، مما شجع على ظهور أسماء جديدة على الساحة الشعرية من المحيط للخليج.

ازدهر سوق دور النشر فتزايد عددها ونشط أداؤها. نلاحظ أنه إن رفضت دار نشر أن تصدر ديوان لشاعر ما هناك دوماً من يوافق عليه، ببساطة طالما أن الشاعر أو من كان يسانده يستطيع التغطية المادية للطباعة والنشر والتوزيع ففي الغالب سيصدر ديوان يحمل اسم الكاتب/ة مسبوق بمسمى : الشاعرة.

القصيدة بالنثر أو القصيدة النثرية أو ما يسمى بالشعر الحر سمح لعدد كبير من الكتاب أن يعتلوا المنصات الشعرية وعرض كم من النصوص على درجة من الجودة وأخرى اتسمت بالرداءة ولا يوجد في الغالب من يصحح ذلك.

دور المؤسسات المنوطة في معظم الدول العربية غائب أو مبتور أمام اكتشاف ودعم المبدع الحقيقي رجل أو إمرأة. إن فعلوا بوضع خطط استراتيجية تشمل التعليم المدرسي، ووضع برامج هادفة لاكتشاف ورعاية المبدعين وخاصة في الشعر لجنوا أطيب الثمر على محيط عملهم والرقي بالمجتمع.

في النسيج الثقافي العربي عموماً والشعري خصوصاً، نجد أن المرأة لم تعد فقط تتناول في منتوجها الأدبي الرثاء والفخر بالقبيلة وقيمها، ولا تتوقف عند وصف الطبيعة والسمو الروحي، في إختيار المواضيع والتعبير، بل هناك أبواب جديدة فتحتها لتتحدث عن المجتمع ومتغيراته وعن ذاتها الإنسانية وهمومها المعاصرة بكل سلاسة ووعي بل تعلن في نصوصها تميزها أمام المجتمع الذكوري رافضة المساومة على حقوقها التي كفلها لها الخالق في حياة كريمة تحتفي بإنسانيتها

كلما ارتقى الشعر بمواضيعه ولغته وحسه الفني كلما ترك أطيب الأثر في المتلقي مما يشجع على التأثير في من حوله بشكل فعال وإيجابي نحو الحياة. يصلنا عن تجارب دول غير عربية يقوم فيها المبدعين، على سبيل المثال الشعراء والشاعرات، بإلقاء القصائد أمام المساجين وتخصيص وقت لتدريبهم على الكتابة الإبداعية مما يثمر في تغير سلوكيات المساجين إلى حين إطلاق صراحهم فيغيروا من نظرتهم لأنفسهم والمجتمع فيقبلوا على لحياة بروح ايجابية بناءة تبعدهم عن الجريمة.

ليندا نصار


ليندا نصار: المرأة الشاعرة طرحت في شعرها قضايا العصر

وقالت الشاعرة اللبنانية ليندا نصار :"لقد استطاعت المرأة أن تعبر عن الواقع فطرحت في شعرها قضايا العصر وتناولت مختلف الأغراض. كما أنها استطاعت أن تمثل دورا مهما يرقى بالبشرية، وقد أثبتت حضورها وتخطت العوائق وكسرت القيود التي كانت تؤدي إلى تجاهلها. كما أننا نلاحظ ازدياد شعر المرأة في عصرنا الحالي، إذ أصبحت أكثر فعالية في المجتمع، ووجودها ساهم في تطوير مسار الشعر في لبنان والعالم."






سارة عابدين: أصبحت أكثر عنفًا وصدامية في خوض معركتها

سارة عابدين
أما الشاعرة المصرية سارة عابدين، فقالت: الوضع في العالم العربي بشكل عام متأزم يشبه كرة تتدحرج على لهب كبير، لا أحد يهتم بالشعر في أجواء الحروب العسكرية والاقتصادية، ليست المرأة فقط، لكن المبدع أو الفنان بشكل عام أصبح يعاني من القمع في هذا الوطن المختل، يخيل للبعض أن المرأة هي الجزء الأضعف، ربما كانت بالفعل كذلك في بعض الأوقات لكن ليس طوال الوقت أظن أن المرأة تحاول أن تتحرر وتصبح أقوى بشكل حقيقي الآن لتكون قادرة على خوض معركتها الشخصية، حتى أن المرأة أصبحت أكثر عنفاً وصدامية.

وأضافت سارة عابدين: بالنسبة للمرأة الشاعرة هي تحارب في معركتين، الأولى كونها امرأة في مجتمع لا ينظر إليها إلا باعتبارها جسداً بدون عقل أغلب الأوقات، والثانية معركتها الخاصة كشاعرة أكثر حساسية من الشخص العادي، شاعرة في مجتمع كبير يعتقل الكلمة ولا يتقبل الفكرة المخالفة وعندما تخرج الكلمة المخالفة من امرأة تصبح الأمور أكثر تعقيداً.

المرأة الشاعرة تكافح لتكتب لتعيش بالطريقة التي تناسبها والتي ربما تختلف مع ما اعتاد عليه المجتمع ولا يتوقف من حولها عن تثبيطها ومحاولات قمعها أو إقناعها بعدم جدوى الكتابة والغريب أن يحدث هذا من سيدات أخريات لا يفضلن أن تعيش أخرى أو تفكر بطريقة مخالفة لما يعتقدن.



رنوة العمصي: بين مطرقة الرجعيّة المحلية وأزمة الحريّات
 رنوة العمصي

أما الشاعرة البحرينية رنوة العمصي فقالت: للشعر أوجاع في عالمنا العربي، كيف بشِعر المرأة.. النصّ نصّ. وأنا وإن كنت لا أحب الجندرية في قراءته، لكن يشفع لنا أننا نحتفي بالمرأة، فهي المدخل قبل النصّ. الشاعرة العربيّة في مأزق، واقعة بين مطرقة الرجعيّة المحلية وأزمة الحريّات، وسندان العالمية المزيفة أحيانًا.

العالم العربي الذي يعيش ما يعيشه من أزمات سياسية واقتصادية وصراعات مسلحة وغير مسلحة، لا يزال يجد متسعًا من الوقت لملاحقة الكلمة! كيف إذا كانت لامرأة!! على الضفّة الأخرى من العالم فإن المتسّع والترحاب الذي تحظى به شاعرة عربية ليس حقيقيًا بالضرورة. الغرب لا يزال يرى هذه المنطقة ونساءها عبر إطار رسمه هو، فإما أن يمر النصّ عبر ذلك الإطار الراسخ في وعي الآخر ويكسب صيتًا باعتباره معززًا لحضور ذلك الإطار، أو أن يبقى محليًا مبقيًا على نفَس الاحتجاج، مغمورًا أو ملاحقًا. وفي كل الأحوال مفعمًا بالترميز والمراوغة والالتفاف على المعنى، مهرِبًا رسائله كما تهرّب كل المحظورات.



كنزة بوعافية: للمرأة المبدعة دور في نقل قيم ثقافية جديدة
 كنزة بوعافية:

فيما كانت مداخلة الاستاذة كنزة بوعافية منسقة شبكة القراءة في المغرب حول واقع المرأة المثقفة في المغرب فقالت :"سجلت المرأة المغربية حضورها الثقافيًّ منذ زمن بعيد بشكل جنيني، و الذي ترسخ مع منتصف التسعينيات من القرن الماضي ولا زالت تؤسس لهذا الحضور بشكل نوعي، انطلاقًا من تواجدها الوازن في المشهد الحياتي اليومي وفي ميادين الفعل و الممارسة المرتبطين بواقع الحال دون أن تتخلى دورها الثلاثي الابعاد المتمثل في كونها زوجة وأم وربة بيت ومدى نجاحها في التوفيق بين كل هذه الأبعاد. مما يجعلها متميزة بانخراطها في قضايا مصيرية كبرى لتأكيد الحضور النسائي القوي في المشهد الثقافي المغربي وهنا لا بد ان نستحضر المفكرة فاطمة المرنيسي التي اختارت أن يكون مشروعها الفكري والنضالي منحازا للمرأة، ومدافعا عن قضاياها، دون أن تجعل من الرجل عدوا أو خصما أو منافسا، ما جعلها تشكل مرجعا أساسيا ونصيرا للحركة النسائية في المغرب وفي كافة أنحاء الوطن العربي. وهناك كذلك سيدات تجاوزن القضايا الانثوية المحضة، ليصبح انخراطهن في المجتمع يتوسع ليشمل كل قضايا المجتمع الثقافية و الفكرية و السياسية و الاجتماعية.

وأضافة بو عافية:"صحيح ان كثيرات كن ضحية للنظرة ذكورية ضيقة لمجتمع لا يشجع المرأة عموما والمثقفة على وجه الخصوص ويرى انفتاحها وثقافتها خروجا عن التقاليد والأعراف ،لكن هناك نساء تحدين هذه النظرة النكوصية وتجاوزن الهيمنة الذكورية و واصلن مسيرتهن بكل إصرار وطموح فكل القوانين الدولية للتنمية وحقوق الإنسان أعطت للمرأة مكانة مشرفة مثلها مثل الرجل ، كميثاق الأمم المتحدة عام 1945 الذي نص بوضوح على تساوي الرجال والنساء في الحقوق تلاه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 بإقرار حرية جميع الأشخاص وتكافئهم في الكرامة والحقوق ، وحظر التمييز ضد النساء ، أضف إلى ذلك الاتفاقية الدولية عام 1979 المتعلقة بإزالة جميع أنواع التمييز ضد المرأة، والتي بدورها ناهضت كل المعاملات التمييزية في حقها .ولكن كل هذا مع الأسف لم يستطع الحقق على أرض الواقع بشكل مضمون و لا زلنا نلاحظ ممارسات تمييزية في حقها خصوصا في الوطن العربي من قبيل تهميش دورها في المجتمع، وحرمانها من التعليم، والتعسف في معاملتها و رضوخها لطاعة الرجل ومسايرة رغباته. و رغم كل الحيف المجتمعي الذي يطالها بفعل استمرار الثقافة الذكورية تظل المرأة هي العنصر الاهم والامثل في تربية الاجيال وتنشئتها ، وتظل بصمتها التربوية مطبوعة على ذاكرة كل الاجيال و المتحكمة في مسلكياتهم تجاه كثير من القناعات والمواقف.

وأضاف بوعافية :وهنا تبرز اهمية دور المرأة المبدعة في نقل قيم ثقافية جديدة ذات علاقة بالطبيعة الخصوصية للمراة، من جهة، و في ارتباط بمنظومة قيمية بديلة تستحضر قيم المساواة بين الجنسين و التسامح والتضامن والانفتاح على الاخر, الشيئ الذي تؤكده الانتاجات الثقافية و الابداعية للمرأة المثقفة و التي ستساعد دون شك على اعطاء مجتمعها بعدا انسانيا حقيقيا.

فكلما انطلقت المرأة أكثر في رحاب العلم و المعرفة، كلما كانت أكثر وعياً وإدراكاً ومقاومة للإيحاءات والتأثيرات السلبية التي قد تعصف بكل المكتسبات و تعطل النمو الحقيقي للمجتمع. فمغرب اليوم في حاجة لثورة ثقافية بقيادات نسائية تدعم مسيرة التقدم الثقافي والابداعي ، الشيء الذي سينعكس لا محالة على مستقبل الوطن و المواطنين"

زياد ميمان - بلال رمضان 
وكالة أنباء الشعر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...