يخرج العمدة غاضبًا يستطلع الأمر ، يقترب من الحمار يهديء من روعه دون جدوى....يصرخ العمدة محتدًا :
_ أهدأ أيها الحمار...أفهمني ماذا يغضبك ؟؟!!
_ لن أهدأ...حتى تفسر لي ما سمعته منذ قليل.
_ و ماذا سمعت ؟؟!!
_ أتفاقك مع الحاج عبد الوهاب لبيعه الأرض الشرقية يا عمدة!!!!
_ تحشم يا حمار يا قليل الرباية..لا تقول لي يا عمدة .
_ وماذا أقول لك يا عمدة؟؟!!
_ أنت عارف سلو بلدنا كويس.. اللي يتجوز أمي أقول له أييه؟؟!!
_ أقول له يا عمي!!
_ غلطان يا حمار!!!..اللي يتجوز أمي أقول له يا أبا !!!!
_ حاضر ياأبا العمدة...أحكي لي عن الأرض الشرقية.
_ أنت عارف الحاج عبد الوهاب أبن أختي ونسيبنا ..ما هوش غريب.
_ عارف يا أبا العمدة ..لكن مال أرض أمي ومال النسب؟؟!!
_ وعارف كمان إن خيره مغرقنا في الأعياد و المواسم ياما بعت لنا من خيرات الله بعد ما ربنا فتح عليه من وسع وأصبح كبير الناحية
وأنت عارف إن الأرض الشرقية من زمان مهجورة وبايرة !!!
_ يا أبا العمدة ده أنا ياما جدي حكالي وحمل من خيرنا لجماعة عبد الوهاب قبل ما ربنا يفتح عليهم من وسع..الدنيا دول!!!
وبعدين ما أنت السبب ياأبا العمدة !!! أنت اللي بتحل و تربط في أملاك أمي وسايبها بايرة وشراقي!!
_ هو أنا كنت ح أراعي الأرض، ولا أرعى مشاكلكم اللي ما بتتحل أبدًا؟؟؟!!!!
_ لكن يا أبا العمدة سلو بلدنا بيقول كمان ( الأرض عرض ) و أنت راح تبيع أرض أمي!!!
_ أمك!!! دي ست مسكينة معاكم الله يسمح لها ...هديتم حيلها مش لاحقة على مصروف أكلكم وشربكم وعلاجكم!!!!الله يعينها عليكم .
_ لكن برضه كان لازم تأخذ رأي أمي قبل ما تبيع الأرض الشرقية للحاج عبد الوهاب !!!
_ وأنت مالك و مال الكلام ده يا حمار؟؟!!! أمك كاتبه لي توكيل عام أتصرف في كل أملاكها من يوم ما اتجوزتها زي ما أحب!!!
يتميز الحمار من الغيظ ساخطا غير مبالي بنداء العمدة يلوي على شيء ، يستشيط العمدة غيظًا من تمرد الحمار ، يستشعر خطورة الأمر ، يخشي من إنتقال ثورة الحمار لباقي حمير البلدة .
يأمر كبير الخفراء بسرعة ضبط وإحضار الحمار في لجامه ، وإيداعه محبس حظيرته حتي إشعار آخر.
حسني الجنكوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق