عصفت رياح ماقبل المغيب الأحمرالمرقش ، يسود في لحظات ، السنونو يحزم أمتعته ، الخراف الصغيرة هناك ترنو لما بعد الأفق ، الفتاة تنفض عن ثوبها تعب ساعات طويلة ، تترقب تعباً،آخر الأم تصفف حفنة من الحجارة ، تقذف إليها بقطع خشب تبكي الرحيل ، يصرخ الراعي المرهق ، يبدأ كلبه الأسود بتجميع القطيع ، الحمار يطأطأ رأسه ،
يعلم بأنه لن يعود فارغاً ، الشمس المتسلطة منذ قليل فقط تمسي خجلة وديعة ،كأنثى يوم زفافها الأثير ، تتمازج الألوان ، وكأنها قررت من توها تشكيل لوحة دافنشية ، يبدأ الرحيل ، الطريق تستقبل الموكب باعتذار ، ليس لديها ماتقدمه من ضيافة مسائية ، النهر الصغير المجاور يرقب بنشوة ، ربما تمنى أن يكون مع السرب المغادر ، يرمي الراعي من فوق ظهر حماره بتحية صوب راع صديق على الضفة الأخرى ، تمر الدقائق ، الركب على المشارف ، الحمار يكتب تاريخ الرحلة ...
_________
وليد.ع.العايش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق