في أدغال فكري
كناطورٍ .. شب ألف عام
وأرد عنكِ صهيل اقترابهم
كوميض برق ليس له نصيب من قطر حبك
يا سيدة الغمام
*****
يسكنني في غيابك ألف هاجس
وأنا الحارس الأمين
لصندوق حضورك الغائب
يا سيدة الغياب
في موسم السحاب
الجميع يبلله القطر والفرح
وحدي أنا المحروم
وحدي أنا الراغب
يا أيتها المسافرة ما بين صرختي الأولى
وخريف أكفاني المغبر
******
يتحدثون عن حضورك البهي
في أزقة الرجال
ويتهكمون فيما بينهم
عن بطولاتك في حكايات مثيرة
مليئة بنبيذ نادر
وألف سرير غريب
وفردوس أحمر أوراقه صفراء كل ما فيه
جحيم .. كل مافيه محال
*****
وأنا لازلت ممسكا بمقبض حرفي
أحرس صورك القديمات
وأسامر طيفك الضاحك لي
عبر البحار
في جمر المحيطات
أستدعي كل ليلة صورة جليلة
لأرسم من وحيها آلاف الحسرات
فأنا الحارس الأمين
لرسمك ..
أدركني الغياب
ولازلت .. ممسكاً بجمر الذكريات
*****
البارحة خرجت من قلبي باكرا
استللت سيف نبضي
واتكأت على جذع قديم
أحرس طيفك الغائب
مرت بي نجمة شابة
استلت غنجها وراحت تغويني
تصوري أنها عيرتني بك
وحاولت أن تحتويني بناعم غنجها ودلالها
لكنني مااهتز لي نبض
في الحقيقة سقطت من على الجذع القديم
فتشبثت بالأرض وبكيت ..
رجوتها أن تذهب بعيدا وأن ترحم سني من هذا العبث
فأنا حارس الطيف الغائب
الحارس المخلص
الحارس الأمين
******
لكنني أتساءل
إلى متى سأظل أحرس صورك
يا صاحبة الظل البعيد
ومتى سينبت في سمائي برقك
يا سيدة الغيم العنيد
******
العمر ينفذ كسيل دافق
ينصبّ في الشمس مرة واحدة
لا يعنيه احتراق القلب في عين القمر العاشق
فأمطري رجاءً
كنسمة مشبعة بالطيوب
كفاتنة تعبدني لثما
فأنا حارسك الكذوب
من ألف عام
أجلّ طيفك
أقدس رسمك
أتعبتني ترهاتك
يا امرأة السراب
يا هيكل العشق الجميل
ارتدته امرأة .. لعوب .
ــــــ
نائل عرنوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق