كان الوقت فجرا – أنت تعرف في الفجر يكون للنخل طعم آخر - حينها لم أميّز ألوان السعف عن وجه مرّ للسراب . كانت السماء تمطر ، المطر هنا في مدينتي فقد عذريته ، ما عاد جذابا ، لقد أضاع بدلته التي اشتريتها له قبل الغروب . أنظر الى يدي انها فارغة ،
لقد وضعوا المطر في سلال قاسية و أخذوه الى هناك ، بعيدا عنا . أنظر الى النخل ، هناك ما عاد بلونه الفتّان ، أظنك تحبّ النخل مثلي ، و تحبّ التمر ، من منّا لا يحبه ، نحن أبناء التمر ، اليوم أصبحنا حفاة ، حينما نتسامر يخبرني صديقي يقول : كانت أمي تحكي لنا عن شيء اسمه التمر ، يقال أنه أكبر من الشمس له عيون عسلية ، كان يجلس في حدائقنا و يبتسم ، ليس الغريب انه يجلس هناك وهو بذلك الحجم العظيم ، الغريب أنّ أمي تقول أنها كانت تحمله بين يديها ، يا لأمّي العظيمة .