هل صحيح أن الخبث هو جزء من طبيعة البشر ؟ ...*ندا ذبيان

⏪⏬

عذرا أحياناً نخرج عن صمتنا أمام تحديات قاسية تجبرنا على الكلام. نعيش اليوم ظروف صعبة مع وجود وباء يهدد الملايين، ولكن من المؤسف أن يتعامل البعض مع هذه المستجدات بخبث ! فالخبيث هو شخص لا يهتم إلا بنزواته ومصالحه ولا تعنيه حقوق الآخرين، أكيد هناك جهل عند الكثيرين والجاهل مُدان أيضاً لأنه لا يسعى لاكتساب المعرفة فتسيطر عليه سذاجة مؤذية له ولمحيطه، ولكن الخبث أفظع وأشد فتكاً فالخبيث شخص أناني نرجسي ماكر... لا يهتم إذا احترق كل من حوله المهم أن يستمر بتحقيق مآربه أو إشباع نزواته فيغير الحقائق حتى تتناسب مع ميوله... ما أكتبه الآن هو نتيجة ما نراه وما نسمعه عن الطيش وعدم الاكتراث، فالمناسبات والتجمعات واللقاءات والتسكع على الطرقات ... كلها أمور لم تتوقف بعد لماذا ؟ لا أعلم كيف يمكن لأشخاص لا يريدون أن يتخلوا عن أنانيتهم ومزاجيتهم أن يتسببوا بنشر وباء أو كيف يمكن لأب لا يستطيع الانقطاع عن عادة السهر أو الزيارات أو التسلية مع الأصحاب أن لا يهتم إذا مرض أو نقل المرض لعائلته، أو الأم التي لا تعرف كيف تُشغل نفسها بأمور مفيدة تبعدها عن الملل وطرق أبواب الجيران، أو كيف يمكن لمسؤول أن لا يكترث كي يوقف هذا الطيش الحاصل ؟ أو كيف يمكن اعتبار المرض حكماً إلهياً بمعنى القصاص، أو أن يُنسب المرض لمجموعة من البشر بقصد الاستغلال السياسي، و الخبث الأشد التجارة بالدواء فالمرض واختراع الدواء هما الوسيلة الأسهل لفرض السيطرة، لا أعلم لماذا يتغير سلوك الناس وفق الأهواء والمصالح ولا يتغير وفق الضرورة. وإذا كان البعض لديهم مصلحة للتقليل من خطر هذا الوباء حتى يستمروا بعاداتهم ليتذكروا أن الأمراض القاتلة كثيرة ولا تقتصر على نوع واحد من الفيروس، فمنذ عقود تم اكتشاف أمراض عديدة تسببت بوفاة الملايين ولا تزال تظهر من حين إلى آخر ، فهل يستحيل أن نلتزم بالوقاية قدر المستطاع ؟ حتى في الطب الكثير من الأخطاء ولهذا تصبح الوقاية أفضل من الدواء. لنتأمل قليلاً ونبتعد عن الصخب ونفكر بما يفيدنا ويشغلنا قد نستفيد من تغيير بعض عاداتنا.

-

*ندا ذبيان