اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

أيام .. الكبير رياض نحاس ( أمير الخشبة )

⏪⏬
عرفته خلال مسيرة حياة تمتد نحو أربعين سنة ، أباً وإنساناً مختلفاً بصمته .. حكمته .. هدوء سريرته .. نظرته الواثقة .. قدرته على استيعاب الجميع ، حساسيته ، احترام الشديد لذاته ، تواضع كبريائه .... وعرفت الكثير عن بهاء روحه ، فكان قوة لدواخلي ومرجعاً
في الكثير من الأمور .. وكان نجماً كبيراً لعدد من أعمالي الدرامية التي كان أيضاً لي الشرف أن وقفت في معظمها ممثلاً إلى جانبه فتعلمته منه الكثير الكثير ... وهو الذي كشف العديد من التمثيليات التي كتبتها تحت أسماء مستعارة وكان بطلها.. وكان بالنسبة لي القدوة في رعاية أسرته مع شريكته الأرقى والأقرب إلى قلبي السيدة القديرة أميمة الطاهر ، وابنهما الحبيب عَمر الذي يعتبره كل منة عرفه أنوذجاً للبر بالوالدين والأخلاق الحميدة ونجماً في مجال عمله السياحي .

لقد عرفته أولاً على خشبة المسرح .. والمسرح كما هو معروف أحد فروع فنون الأداء أو التمثيل الذي يجسد أو يترجم قصص أو نصوص أدبية أمام المشاهدين باستخدام مزيج من الكلام .. الإيماءات .. الموسيقى .. والصوت على خشبة المسرح ذلك البناء الذي له مواصفات خاصة فى التصميم ويستخدم الكثير من الأشخاص كلمة المسرحية أو العرض المسرحي مرادفاً لكلمة المسرح إلا أنه هناك فارق كبير بين الكلمتين من حيث الدلالة، فالأولى تشير إلى القصة أو النص الأدبي الذي يمثل فى المكان المخصص له "المسرح".. فالمسرحية هي القصة أما المسرح فهو المكان الذي تؤدى فيه هذه القصة ببساطة شديدة.. ولأن حديثنا القادم عن نجم قدير عرف واشتهر كرجل مسرح بامتياز من خلال مشاركته للكثير من المسرحيات ، والتي زاد عددها عن الستين عرض مسرحي ، فقد استحق وبجدارة أن نطلق عليه اللقب الذي تداوله الكثيرون من أهل الفن والجمهور ( أمير الخشبة ) الفنان الكبير القدير رياض نحاس الذي أحب وأحترم وأعتبره مرجعاً لغوياً وإنسانياً للكثيرين من أهل الفن ممن عملنا سوية بصحبته...

لكل نوع من الفنون الأدبية شكل وبناء، أو المكونات التي تؤلفه لكي نطلق عليه المصطلح المتعارف عليه كما فى حالة المسرح ، السينما أو أي شكل آخر من أشكال الفنون التي تُقدم .. فهذا البناء يتكون من أشخاص مسئولين عن العمل المسرحي، ومن أشياء جامدة متمثلة فى البناء الهيكلي .. والمشاهدون أو المتفرجون أهم عامل فى إتمام العرض المسرحي ويُطلق عليهم أيضاً "الجمهور" فهو الضلع الناقص الذي يُكمل أي مثلث ناقص .. وقد وصف الكاتب السوري الراحل سعد الله ونوس أهمية الجمهور فى بناء الفنون المسرحية بقوله : "المسرح حدث اجتماعي لا يُكتمل إلا بوجود الجمهور" .. والعروض المسرحية الكثيرة التي كانت تنجز لصالح المسرح القومي كانت ومن وجهة نظر معظم المخرجين المسرحين الرواد ومن لحق بركبهم في مراحل لاحقة ، لا تكتمل إلا بمشاركة القاسم المشترك الفنان القدير رياض نحاس .

يعتبر الكبير والقدير رياض نحاس ، المولود في دمشق عام 1938 أحد أبرز المثقيفين العاملين في المسرح ، بل أحد أكثر المهتمين بالدراسة لنشأة المسرح عند الإغريق والرومان، وأيضاً نشأت المسرح فى العالم العربي أولاً فى الشام ومصر مع بدايات القرن التاسع عشر بقدوم الفرق الفرنسية والإيطالية أثناء حكم محمد على، ومن أمثلة ذلك : المسرح فى سوريا على يد "الشيخ أحمد أبي خليل القباني ، وفى لبنان على يد "مارون النقاش" " أما فى مصر فكان "يعقوب صنوع ، كما انتقل ازدهاره فى دول عربية أخرى .

بدأ حياته الفنية شغوفاً بفن التمثيل منذ أن كان طالباً في المدارس الإعدادية والثانوية ، فأنشأ مع رفاقه في تلك المرحلة رابطة النهضة الثقافية التي عرف عن أعضائها اهتمامهم بالثقافة الإنسانية عامة ، والمسرحية خاصة من خلال إنجازهم لأعمال مسرحية قصيرة تعرض في الأنشطة المدرسية وفي بعض البيوت ..

لم يدخل المدارس الأكاديمية للفنون المسرحية ، بل تخرج عام 1962 من كلية الآداب ( قسم اللغة الإنكليزية ) ، غير أن اهتمامه الأدبي الواسع وخاصة المسرحي ، جعله يدرك تماماً أهمية الممثل ، والذي يعتبر أساس العمل المسرحي، والأداة التي يتعرف بها الجمهور على النص الأدبي المقدم له والذي يقوم بتجسيده على خشبة المسرح بعد توافر العديد من الإمكانيات له.
ومن الجامعة تعرف أكثر على المقومات الهامة التي تخرج الشخصيات فى صورة ممثل مبدع ، والتي تتضمن عوامل عديدة متمثلة بمهاراته الفنية قدرته الطبيعية التي منحها الله سبحانه وتعالى له والمتمثلة بموهبة .. لذلك اعتبر الدراسة تالية على الموهبة الطبيعية والتي صقلها بمطالعته وعمق تفهمه لأداء الشخصيات المختلفة و بمعنى آخر دربته الإبداعية على تجسيد مختلف الشخصيات الدرامية بدراية عميقة ، حاول نقلها للمسرح من خلال مشاركته في المسرح الجامعي بأعمال عديدة وباللغتين الأنكليزية والعربية ومنها : تاجر البندقية ، ومكبث .
بعد تخرج من الجامعة عملاً مدرساً ولعشر سنوات للغة الإنكليزية بالتوازي مع مشاركاته الفنية والمسرحية وخاصة في ندوة الفكر والفن التي ساهم بأنشطتها وزأعمالها إلى جانب الكثيرين ، نذكر منهم الدكتور رفيق الصبان وهاني وأسامة الروماني ويوسف حنا وغيرهم ..
وأكثر ما كان يتحدث عنه مع شركاء دربه في تلك المرحلة حول ما ناله فن المسرح من اهتمام كبير من الوزارات المختصة فى معظم الدول العربية وعلى رأسها سورية التي احتضنت الرواد والمواهب الشابة ممن أسسوا لنهضة مسرحية اشتهرت في العالم العربي كان هو أحد أبرز وجوهها المسرحية منذ أن التحق بالمسرح القومي التابع لوزارة الثقافة عام 1969.

أول مشاركة مسرحية له في المسرح القومي اعتبر أحد أهم الفنانين الذين يجسدون الشخصيات التي يكتمل معها بناء العرض المسرحي ، وقد جاءت أهمية الجمهور بالنسبة للمسرح القومي في سبعينيات وثمانينيات القرن الفائت لوجود ممثلين كبار أمثال : عبد اللطيف فتحي ، هاني الروماني سليم كلاس اسامة الروماني يعقوب أبو غزالة ، عدنان بركات ، يوسف حنا ، منى واصف ، محمود جركس ، ثناء وثراء دبسي ، اسكندر عزيز ، سليم حانا ، الزيناتي قدسية ، نبيل خزام ، نجاح سفكوني ، وأميمة الطاهر زوجة أمير الخشبة رياض نحاس .. ولأنه يعتبر الجمهور الذي كان يذهب لمشاهدة العروض المسرحية هو المعيار لمعرفة نجاح العرض المسرحي من عدمه ، كان هاجسه الأكبر هو الجمهور الذي يكن له كل تقدير فما أن عرف الناس بمشاركته إلى جانب الكبار السابق ذكرهم حتى توافدوا دون تردد إلى المسرح ، والذي شهد إقبالاً كبيراً في السنوات التي عمل بها كأحد أبرز أبطال عروض المسرح القومي .
التجربة وكثرة الممارسة في العمل المسرحي قدمت الفنان القدير رياض نحاس كممثل واعٍ أمام جمهوره ، وقد آمن بأن الممارسة هي وسيلة الإتقان والتفوق بعمل يحتاج دائماً للصدق والإخلاص ليحقق نجاحه بأهمية وجودة عالية في خروجه إلى المتلقي ..
ومن الأعمال المسرحية الكثيرة والتي أتقن أدوارها ويصعب حصرها : الملك لير - الملك العاري - موت بائع جوال - الحارس - الزواج - حرم سعادة الوزير - أوديب ملكاً - الفيل يا ملك الزمان - أبو خليل القباني – البخيل .. وغيرها ..
تنوعت مشاركاته بين المسرح والإذاعة ، والسنما والتلفزيون ، وعرف عنه القدرة على التركيز كأحد أهم مقوماته كممثل مبدع ، والتركيز هنا معناه التركيز فى الشخصية التي يقوم بأدائها مع الانفصال عن العالم الخارجي الذي تكون شخصيته الأساسية بعيداً عن التمثيل جزءاً من هذا العالم الخارجي .. وبمعنى آخر فإن تركيزه الشديد في التعامل مع الدوار المسندة إليه يأتي كحالة من التماهي الحقيقي مع الشخصية التي يجسدها في تنامي ما يسلكه من انفعالات شعورية ونهج يعتمده بمهارة قل مثيلها في تصعيد الانفعالات الداخلية لفنان يحلق برهافة الحس وبراعة الأداء.
برع بتجسد مختلف الشخصيات في الأعمال الاجتماعية والكوميدية والتاريخية ، غير أن العديد منها اتسم بالشر والتي تمثلت بالحاسد والغيور والحاقد والطامع بالمال .. إلخ ، وهي شخصيات لم تأتي بمحض الصدفة أو بناء على طلب المخرجين ممن يستسهلون توفر الممثل الجاهز الذي يجسد مثل تلك الشخصيات .. بل كان في كل شخصية يؤديها يتفرد بإمكانات ومفردات جديدة يصعب مقارنتها مع غيرها على الصعيدين الفزيولوجي والسايكلوجي ، فهو من الممثلين القلائل الذين يشتغلون كثيراً على الشكل الخارجي والحركة الخاصة بكل شخصية وبأداء حسي غير مكرر في طريقة اللعب على نبرة الصوت والجملة الحوارية ..
ومن أعماله التلفزيونية التي تزيد عن المئة نذكر منها : صح النوم ، هجرة القلوب الى القلوب ، حارة نسيها الزمن، أبو الخيل ، أيام الخوف ، الظاهر بيبرس ، طعم السفرجل ، قمر بني هاشم ، أصوات خافتة ، مغامرات طارق ، لورنس العرب ، شمائل عربية ، عصر الجنون ، حمام القيشاني في أجزائه الخمسة ، أبناء القهر ، الأيام المتمردة ، المحكوم ، الخطوات الصعبة ، مرايا، اﻷميمي.. وغيرها الكثير الكثير ..

الحصة الأكبر في عمل الفنان القدير رياض نحاس هي الإذاعة والتي سجل لها بصوته آلاف الحلقات ، فما من مخرج قديم أو جديد في الإذاعة السورية إلا ويضع اسمه في رأس قائمة أعماله إن كان في التمثيليات القصيرة أو المسلسلات أو البرامج الدرامية الدورية ..
ويعود ذلك لقدرته الكبيرة على تجسيد الشخصيات بتوع الأصوات التي يمتلكها ، وأيضاً لسلامة لغته واعتماده مرجعاً للغة العربية لكثير من الممثلين والمخرجين ، إضافة لالتزامه ودقة عمله بأخلاق عالية تعتبر مدرسة لكل فنان وقف إلى جانبه أمام المايكرفون ، ومن أعماله في الإذاعة : تمثيلية لم تتم ، حكم العدالة ، شخصيات روائية ، الحب والعبقرية ، كلمتين وبس ، حكايا الأطفال ، آفاق مسرحية ، ظواهر مدهشة ، سهرة الأسبوع وغيرها الكثير الكثير..
لم تكن حصته أمير كبيرة في السينما كغيره من الفنانين الحالمين بالسينما ، وذلك لندرة الإنتاج السينمائي في القطاعين العام والخاص ، إلا أن ظهوره الأول في السينما السورية مهد له الطريق لمشاركة أخرى عربية .. وقد اتسمت معظم أدواره في السينما بالكاركترات الكوميدية والتي نذكر منها ، فيلم المغامرة المأخوذ عن مسرحية رأس المملوك جابر لسعد الله ونوس ومن إخراج محمد شاهين ، وفيلم غراميات خاصة ، وفاتنة الصحراء ، وعروس من دمشق ، والمزيفون للمخرج محمد سلمان.

الكبير الحبيب رياض نحاس ( أمير الخشبة) تحية وفاء
إلى ....
المنضبط بكبرياء المتواضع المعطاء في كل ما أنجز في مسيرته الحياتية والفنية ..
المكافح بصمت جعله أنوذج يقادي به الأجيال من الفنانين ..
الرجل الصادق والصدوق والذي لا يتأخر عن تلبية حاجة يستطيع تقديمها للآخر .
عاشق الخشبة التي عشقت حضوره ، والصديق الحميم لمايكرفون الإذاعة ، والنجم الذي لا تغريه الكاميرا التي لا يقف أمامها إلا بالجديد المبتكر ..
المستحق تكريمه في كثير من المحافل الفنية والمسرحية والإعلامية منها وزارة الثقافة ، ووزارة اللإعلام ، ونقابة الفنانين ومؤسسة السينمت وغيرها ..
الفنان المبدع والكبير والقدير أمير الخشبة أستاذنا رياض نحاس تحية وفاء لمسيرة عطائك الفني والإنساني الاستثنائي بامتياز.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...