⏪⏬
هَل تُحَدِّثُنَا عَنْ زَمَنِ الْخَدِيعَة ؟ ! أَو الْوَقِيعَة بَعْدَ مُرُورِ الْأَزْمَان ؟ !
قَالَ الْمُحَقِّقُ " قِسْمٌ " هَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَهُوَ يَنْظُرُ إلَيَّ "هر" ، يَتَرَصَّد ثَلَاثَةٌ مِنْ صِغَارِ الْعَصَافِيرِ أَسْفَل شَجَرَة ، طَوَّحَت بِهِم الرِّيَاح مِن
اعشاشهم وَقَد انتوي الْغَدْر بِهِم .
قَالَ الطَّبِيبُ مُبْتَسِما يَتْبَع الْمَوْقِف :
الْغَرِيب أَن الْعُصْفُور الْكَبِير ، كَان يُرَافِق الْقِطّ دَائِمًا .
تَفَكَّر الْمُحَقِّق قَائِلًا :
لَيْسَ هُنَاكَ دَافِعٌ لخيانة الْأَحِبَّة ، حَتَّي يَقُولُونَ إنّ احبابهن كَانُوا يَسِيرُونَ فِى الطَّرِيقِ الْخَاطِئ .
لَوْح الطَّبِيب مُتَذَكِّرًا الْقَضِيَّة :
قَالَت الثَّلَاث نِسَاء الْحَقِيقَة ، وشهدت كلا منهن أَنَّ الصُّوَرَ الخادشة للحياء ، كَانَت لِثَلَاث رِجَالٌ خَاصَّتَهُم .
أَضْحَى الْمُحَقِّق مُتَحَيِّر :
لَيْسَ هُنَاكَ دَافِعٌ لِلْفَضِيحَة ، وَخُصَّتَا وَإِنْ كَانُوا أَحَبَّه .
قَالَ الطَّبِيبُ بِإِصْرَار :
الدَّافِعَ هُوَ الْمَالُ أَوْ الانْتِقامِ بِالطَّبْع .
لَحْظَة قَاتَلَه حِينَ دَخَلَ الطَّبِيبُ الشرعى يَتَهَدَّج مِنْ هَوْلِ الْمُفَاجَأَة لاهِثا :
صَدْمَة مُرْوِعَةٌ ، قَتَلْت الثَّلَاث نِسَاء اللَّوَاتِي ادانت احبابهن نَحْو الصُّوَر الخادشة للحياء .
اِضْطَرَم الْمُحَقِّق قاضبا بَيْن حجباة ملوحا :
مِنْ الْجَانِي ؟ ! وَمَا حَلَّ الأُحْبُولَة ؟ .
نَظَرِ الطَّبِيبِ الشَّرْعِيّ فِى وَجْهِ الْأَرْضِ ، قَائِلًا بِمَلَامَة :
الْقَاتِل مَجْهُولٌ حَتَّي الْآن .
جَلَسَت صَاحِبِه الْعَقَار فِى هُدُوء قابِع مَنْ وَطِء التَّوَقُّع تسرد فِى مَشْهَد دِرامِي بَحْتٌ :
مُنْذُ ثَلَاثَةِ مِنْ الشُّهُورِ ، طَلَبَت الثَّلَاث نِسَاء مَسْكَن وَاحِد ، وَكَانَتْ الْعَيْنُ لراحلين ادانهن .
صَار الْوَضْع طَبِيعِيٌّ مُنْذُ ثَلَاثٍ مِنْ الشُّهُورِ ، حَتَّى آنذاك الْخِطَابِ الَّذِي أُتِيَ إلَيْهِنّ .
لَاحَظَت الِاخْتِلَاف وَالِاضْطِرَاب عَلَى سلوكهن ، حَتَّي أَن أَتَت إحْدَاهُنّ لزيارتي ، تتساءل عَنْ حَالِ صديقتها وَالْأَقْوَال الَّتِي تَحَدّثَت بِهَا .
بُدِئ الشَّكّ يَلْتَمِع بِقَلْبِي وَأَدْرَكْت أَنَّ هُنَاكَ وَاقِعَةٌ عَلِيًّا بِهَا الِانْتِظَار .
حَتَّي أَخْتَفِي الثَّلَاث نِسَاء أُسْبُوعًا كَامِلًا ، ثُمَّ أَرْشَدَ الْجِيرَان عَنْ رَائِحَةٍ بَشِعَة بِالدَّوْر الْعُلْوِيّ ، تَبَيَّن عَن مقتلهم بِطَرِيقِه لَا تُفْضِي لِضَمِير .
تَابِعٌ الْمُحَقِّق باهْتِمام :
مَا الَّذِي مَنَعَك للاطمئنان عَلَيْهِنّ ، طِيلَة الأسْبُوعَ الْمَاضِي بَعْدَ اختفائهن .
قَالَتْ الْمَرْأَةُ الْعَجُوز :
أَنَا امْرَأَةٌ عَجُوزٌ تقطن بالطابق الْأَوَّل ، وَهُنّ نِسَاء يافعات يقطنن بالطابق الْعُلْوِيّ وَهُو الْأَخِير ، واقدامي لَا يَسَعُهَا الْأَمْرِ ذَلِكَ .
اِسْتَعْلَم الْمُحَقِّق بِحُكْمِه :
عَنْ مَاذَا كَانَ يتحدثن إلَيْك ؟ !
أَجَابَت صَاحِبِه الْعَقَار :
كَانَت تاتيهن رَسَائِل مِنْ الْعَالِمِ الافتراضي لِكِلَا مِنْهُنَّ عَلَى حَدًّا ، قَالَت إحْدَاهُنّ مَرَّة :
أَنَّ شَخْصًا مَجْهُولٌ الْهُوِيَّة يَبْعَث لَهَا حَدٌّ الشَّكّ والوجس بصديقتها الاخري .
أَوْقَف الْمُحَقِّق صَاحِبِه الْعَقَار بِإِشَارَة وَتَسَاءَل :
بمعني ؟ !
اسْتَكْمَلَت صَاحِبِه الْعَقَار :
كَانَ شَخْصًا مَا يَقُولُ لِكِلَا مِنْهُنّ ، أَن الأخري تُؤَدّ ألاستلا عَلِيّ حبيبها الْأَخِير .
قَالَ الْمُحَقِّقُ كَأَنَّه يُدْرِك الْأَمْر :
حَدَثَت الْفِتْنَة الشِّرِّيرَة بَيْنَ النِّسَاءِ ، حَتَّي قَامَت كُلًّا مِنْهُمن بِالْكَيْد للاخري ، ثُمّ قَامَا الثَّلَاثة بِقَتْل كُلًّا مِنْهُنّ لتتخلص مِن الأخري .
جَلَس الطَّبِيب الشَّرْعِيّ يُوَجَّه الاتِّهَام لِعَامِل غَامِضٌ ، حَتَّي قَال :
قَضِيَّة مُدَبَّرَة وحكيمة مِنْ رَأْسِ قَوِيمٌ بِالْعِلْم وَالْمَعْرِفَة .
لَاحِقٌ الْمُحَقِّق الْأَمْرِ وَهُوَ يُشْهِر سِيجَارَة الْغَلِيظ :
وَالْأَدِلَّة ؟ ؟
قَالَ الطَّبِيبُ :
بَل لِمَاذَا شَهِدَت النِّسَاء الثَّلَاثِ عَلَى احبائهن بِالسُّوء ، وقالن أَنَّ الصُّوَرَ الخادشة للحياء لَهُم .
تَابِعٌ الطَّبِيب :
هُنَاكَ مَنْ أَدْخَلَ بعقولهن أَنَّ كُلًّا مِنْ الأخري تُؤَدّ ألاستلا عَلَى حبيبها ، وَهَذَا بِالْإِثْبَاتِ مِنْ الصُّوَرِ الخادشة للحياء بَيْن كُلًّا مِنْهُنَّ مَعَ خِلَافِ الَّذِى تُحِبُّه .
دَبَّت الْغَيْرَة وَالْحِقْد بِقُلُوب النِّسَاء وَقَام الْمَجْهُول بمراسلتهن بِبَعْض الصُّوَر المفبركة لِرِجَال ، مِمَّا دفعهن الاشهار بِالرِّجَال والتجني عَلَيْهِمْ أَنَّهُمْ يمارسون السُّوء .
تَمْلِك الْمَجْهُول مِنْهُنّ وَتَمَخّضَت الْفِتْنَة بَيْنَهُنّ ، حَتَّي بُدِئ الشَّكّ بَيْنَهُنّ بِلَا فَوَاصَل ، وَبَات الِانْتِقَام يَئِنّ بصدورهن يُشْهِر السِّلَاح إمَامِ الْوَقْتِ ، حَتَّي دَفْعِهِم الْمَجْهُول إلَيّ قُتِل كُلًّا مِنْهُنّ للاخري .
قَالَ الْمُحَقِّقُ مُتَعَجِّبًا :
قَال فَاعِل الْخَيْر ، أَنَّ الْجَانِيَ هُم الْأَحِبَّة بَعْدَمَا خَرَجَ كُلًّا مِنْهُمْ مَنْ الْمُحْبَس .
قَالَ الطَّبِيبُ :
هَذَا هُوَ فَكّ شَفْرَة اللُّغْز ، يُؤَدّ الْمَجْهُول أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْ الرِّجَالِ لَكِنْ لَمْ تَثْبُتْ التُّهْمَة عَلَيْهِم .
فَقَرَّر الِانْتِقَامِ مِنْ الْمَحْبُوبَاتِ وَإِن يُشْهِر الاتِّهَام بِالرِّجَال الأبرياء .
تَيَقَّن الْمُحَقِّق بِسُؤَال :
تُرِي مِنْ الْفَاعِلِ لِكُلِّ ذَلِكَ ؟ !
قَالَ الطَّبِيبُ :
فَتَّشَ عَنْ الْمَرْأَةِ .
الْمُحَقِّق :
وَيْلاَت مِنْ الِانْتِقَامِ أَن غَضِبْت الْمَرْأَة .
قَالَ الطَّبِيبُ :
جذبني نَمَط الصُّوَر وَالتَّدْقِيق فِى التَّرْكِيب ، وَلَم أُرِي إلَّا نِسَاءٌ مَعْدُودَات يُقِمْن بِذَلِك .
أَخَذَنِي الْفُضُول وتساءلت بِالْأَحِبَّة الأبرياء مِنْ الرِّجَالِ ، تَبَيَّنَ مِنْ الْأَمْرِ أَنَّ امْرَأَةً وَاحِدَةٍ ، كَانَت حَبِيبَة لِكِلَا مِنْهُمْ وَلَكِنْ عَلَى عِدَّةِ سَنَوَاتٍ .
اسْتَكْمَل الْمُحَقِّق كَأَنَّه يُتَابِع حِكَايَةٌ لَطِيفَةٌ :
قَرَّرْت الْمَرْأَة الْغَامِضَة الِانْتِقَامِ مِنْ الرِّجَالِ وزجهم بالمحبس ، وَهِيَ تُعْلَمُ أَنَّهُم سيبرؤن مِنَ التُّهْمَةِ ، وَعِنْد خُرُوجِهِم ، كَانَتْ النِّسَاءُ الثَّلَاثَة الأبرياء عَلَى شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ ، حَدَثَت الْفِتْنَة أَيْضًا بِالصُّوَر المفبركة ، الَّتِي تَجْمَعُ الْحَبِيب مَع حَبِيبَة غَيْر حبيبتة ، حَتَّي قَرَّر الثَّلَاث قُتِل كُلًّا منهمن .
قَالَ الطَّبِيبُ الشَّرْعِيّ بَلَغَه مَاسَوَيْه :
نَعَم تَمّ الْقَتْل بدس السُّمّ فِى أَنَّ وَاحِد وَلَحْظَةٌ وَاحِدَة وَيَوْم وَاحِد .
نَظَرِ الطَّبِيبِ نَظَرِه متوحشة يَتَساءل :
إلَيْك بِهَا آلِيا هَذَا الْمَخْلُوق الشَّيْطَانِيّ ، لابُدَّ لَهُ الْفَنَاءِ مِنْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ .
تَأَسُّف الطَّبِيب :
لَلْأَسَف نَفَذ الْأَمْرِ مِنْ قَبَضْنَا ، حَتَّي أُتِي بَلاغٌ مِن احدي الْمَارَّة ، أَنَّ هُنَاكَ قُتَيْلَة أَسْفَل بَيْت المتهمة ، وَالرَّاحِلَة هِيَ الَّتِي دَبَّرْت كُلُّ هَذِهِ المكائد .
قَالَ الطَّبِيبُ نَاظِرًا نَحْوَ السَّمَاءِ ، وَلَم يَهْدِي رَوْعِه :
إذَا أَنْتَهِي دُورِنَا إلَيَّ هَذَا الْحَدِّ .
أَبَدِي الطَّبِيب بِإِشَارَة مِنْ الْخُشُوعِ وَالصَّمْت المدوي بِالسَّكِينَة ، يَصْدُر إشَارَةٍ لَيْسَ بِهَا أَيْ تَعْقِيب .
*عَبِير صَفْوَت
هَل تُحَدِّثُنَا عَنْ زَمَنِ الْخَدِيعَة ؟ ! أَو الْوَقِيعَة بَعْدَ مُرُورِ الْأَزْمَان ؟ !
قَالَ الْمُحَقِّقُ " قِسْمٌ " هَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَهُوَ يَنْظُرُ إلَيَّ "هر" ، يَتَرَصَّد ثَلَاثَةٌ مِنْ صِغَارِ الْعَصَافِيرِ أَسْفَل شَجَرَة ، طَوَّحَت بِهِم الرِّيَاح مِن
اعشاشهم وَقَد انتوي الْغَدْر بِهِم .
قَالَ الطَّبِيبُ مُبْتَسِما يَتْبَع الْمَوْقِف :
الْغَرِيب أَن الْعُصْفُور الْكَبِير ، كَان يُرَافِق الْقِطّ دَائِمًا .
تَفَكَّر الْمُحَقِّق قَائِلًا :
لَيْسَ هُنَاكَ دَافِعٌ لخيانة الْأَحِبَّة ، حَتَّي يَقُولُونَ إنّ احبابهن كَانُوا يَسِيرُونَ فِى الطَّرِيقِ الْخَاطِئ .
لَوْح الطَّبِيب مُتَذَكِّرًا الْقَضِيَّة :
قَالَت الثَّلَاث نِسَاء الْحَقِيقَة ، وشهدت كلا منهن أَنَّ الصُّوَرَ الخادشة للحياء ، كَانَت لِثَلَاث رِجَالٌ خَاصَّتَهُم .
أَضْحَى الْمُحَقِّق مُتَحَيِّر :
لَيْسَ هُنَاكَ دَافِعٌ لِلْفَضِيحَة ، وَخُصَّتَا وَإِنْ كَانُوا أَحَبَّه .
قَالَ الطَّبِيبُ بِإِصْرَار :
الدَّافِعَ هُوَ الْمَالُ أَوْ الانْتِقامِ بِالطَّبْع .
لَحْظَة قَاتَلَه حِينَ دَخَلَ الطَّبِيبُ الشرعى يَتَهَدَّج مِنْ هَوْلِ الْمُفَاجَأَة لاهِثا :
صَدْمَة مُرْوِعَةٌ ، قَتَلْت الثَّلَاث نِسَاء اللَّوَاتِي ادانت احبابهن نَحْو الصُّوَر الخادشة للحياء .
اِضْطَرَم الْمُحَقِّق قاضبا بَيْن حجباة ملوحا :
مِنْ الْجَانِي ؟ ! وَمَا حَلَّ الأُحْبُولَة ؟ .
نَظَرِ الطَّبِيبِ الشَّرْعِيّ فِى وَجْهِ الْأَرْضِ ، قَائِلًا بِمَلَامَة :
الْقَاتِل مَجْهُولٌ حَتَّي الْآن .
جَلَسَت صَاحِبِه الْعَقَار فِى هُدُوء قابِع مَنْ وَطِء التَّوَقُّع تسرد فِى مَشْهَد دِرامِي بَحْتٌ :
مُنْذُ ثَلَاثَةِ مِنْ الشُّهُورِ ، طَلَبَت الثَّلَاث نِسَاء مَسْكَن وَاحِد ، وَكَانَتْ الْعَيْنُ لراحلين ادانهن .
صَار الْوَضْع طَبِيعِيٌّ مُنْذُ ثَلَاثٍ مِنْ الشُّهُورِ ، حَتَّى آنذاك الْخِطَابِ الَّذِي أُتِيَ إلَيْهِنّ .
لَاحَظَت الِاخْتِلَاف وَالِاضْطِرَاب عَلَى سلوكهن ، حَتَّي أَن أَتَت إحْدَاهُنّ لزيارتي ، تتساءل عَنْ حَالِ صديقتها وَالْأَقْوَال الَّتِي تَحَدّثَت بِهَا .
بُدِئ الشَّكّ يَلْتَمِع بِقَلْبِي وَأَدْرَكْت أَنَّ هُنَاكَ وَاقِعَةٌ عَلِيًّا بِهَا الِانْتِظَار .
حَتَّي أَخْتَفِي الثَّلَاث نِسَاء أُسْبُوعًا كَامِلًا ، ثُمَّ أَرْشَدَ الْجِيرَان عَنْ رَائِحَةٍ بَشِعَة بِالدَّوْر الْعُلْوِيّ ، تَبَيَّن عَن مقتلهم بِطَرِيقِه لَا تُفْضِي لِضَمِير .
تَابِعٌ الْمُحَقِّق باهْتِمام :
مَا الَّذِي مَنَعَك للاطمئنان عَلَيْهِنّ ، طِيلَة الأسْبُوعَ الْمَاضِي بَعْدَ اختفائهن .
قَالَتْ الْمَرْأَةُ الْعَجُوز :
أَنَا امْرَأَةٌ عَجُوزٌ تقطن بالطابق الْأَوَّل ، وَهُنّ نِسَاء يافعات يقطنن بالطابق الْعُلْوِيّ وَهُو الْأَخِير ، واقدامي لَا يَسَعُهَا الْأَمْرِ ذَلِكَ .
اِسْتَعْلَم الْمُحَقِّق بِحُكْمِه :
عَنْ مَاذَا كَانَ يتحدثن إلَيْك ؟ !
أَجَابَت صَاحِبِه الْعَقَار :
كَانَت تاتيهن رَسَائِل مِنْ الْعَالِمِ الافتراضي لِكِلَا مِنْهُنَّ عَلَى حَدًّا ، قَالَت إحْدَاهُنّ مَرَّة :
أَنَّ شَخْصًا مَجْهُولٌ الْهُوِيَّة يَبْعَث لَهَا حَدٌّ الشَّكّ والوجس بصديقتها الاخري .
أَوْقَف الْمُحَقِّق صَاحِبِه الْعَقَار بِإِشَارَة وَتَسَاءَل :
بمعني ؟ !
اسْتَكْمَلَت صَاحِبِه الْعَقَار :
كَانَ شَخْصًا مَا يَقُولُ لِكِلَا مِنْهُنّ ، أَن الأخري تُؤَدّ ألاستلا عَلِيّ حبيبها الْأَخِير .
قَالَ الْمُحَقِّقُ كَأَنَّه يُدْرِك الْأَمْر :
حَدَثَت الْفِتْنَة الشِّرِّيرَة بَيْنَ النِّسَاءِ ، حَتَّي قَامَت كُلًّا مِنْهُمن بِالْكَيْد للاخري ، ثُمّ قَامَا الثَّلَاثة بِقَتْل كُلًّا مِنْهُنّ لتتخلص مِن الأخري .
جَلَس الطَّبِيب الشَّرْعِيّ يُوَجَّه الاتِّهَام لِعَامِل غَامِضٌ ، حَتَّي قَال :
قَضِيَّة مُدَبَّرَة وحكيمة مِنْ رَأْسِ قَوِيمٌ بِالْعِلْم وَالْمَعْرِفَة .
لَاحِقٌ الْمُحَقِّق الْأَمْرِ وَهُوَ يُشْهِر سِيجَارَة الْغَلِيظ :
وَالْأَدِلَّة ؟ ؟
قَالَ الطَّبِيبُ :
بَل لِمَاذَا شَهِدَت النِّسَاء الثَّلَاثِ عَلَى احبائهن بِالسُّوء ، وقالن أَنَّ الصُّوَرَ الخادشة للحياء لَهُم .
تَابِعٌ الطَّبِيب :
هُنَاكَ مَنْ أَدْخَلَ بعقولهن أَنَّ كُلًّا مِنْ الأخري تُؤَدّ ألاستلا عَلَى حبيبها ، وَهَذَا بِالْإِثْبَاتِ مِنْ الصُّوَرِ الخادشة للحياء بَيْن كُلًّا مِنْهُنَّ مَعَ خِلَافِ الَّذِى تُحِبُّه .
دَبَّت الْغَيْرَة وَالْحِقْد بِقُلُوب النِّسَاء وَقَام الْمَجْهُول بمراسلتهن بِبَعْض الصُّوَر المفبركة لِرِجَال ، مِمَّا دفعهن الاشهار بِالرِّجَال والتجني عَلَيْهِمْ أَنَّهُمْ يمارسون السُّوء .
تَمْلِك الْمَجْهُول مِنْهُنّ وَتَمَخّضَت الْفِتْنَة بَيْنَهُنّ ، حَتَّي بُدِئ الشَّكّ بَيْنَهُنّ بِلَا فَوَاصَل ، وَبَات الِانْتِقَام يَئِنّ بصدورهن يُشْهِر السِّلَاح إمَامِ الْوَقْتِ ، حَتَّي دَفْعِهِم الْمَجْهُول إلَيّ قُتِل كُلًّا مِنْهُنّ للاخري .
قَالَ الْمُحَقِّقُ مُتَعَجِّبًا :
قَال فَاعِل الْخَيْر ، أَنَّ الْجَانِيَ هُم الْأَحِبَّة بَعْدَمَا خَرَجَ كُلًّا مِنْهُمْ مَنْ الْمُحْبَس .
قَالَ الطَّبِيبُ :
هَذَا هُوَ فَكّ شَفْرَة اللُّغْز ، يُؤَدّ الْمَجْهُول أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْ الرِّجَالِ لَكِنْ لَمْ تَثْبُتْ التُّهْمَة عَلَيْهِم .
فَقَرَّر الِانْتِقَامِ مِنْ الْمَحْبُوبَاتِ وَإِن يُشْهِر الاتِّهَام بِالرِّجَال الأبرياء .
تَيَقَّن الْمُحَقِّق بِسُؤَال :
تُرِي مِنْ الْفَاعِلِ لِكُلِّ ذَلِكَ ؟ !
قَالَ الطَّبِيبُ :
فَتَّشَ عَنْ الْمَرْأَةِ .
الْمُحَقِّق :
وَيْلاَت مِنْ الِانْتِقَامِ أَن غَضِبْت الْمَرْأَة .
قَالَ الطَّبِيبُ :
جذبني نَمَط الصُّوَر وَالتَّدْقِيق فِى التَّرْكِيب ، وَلَم أُرِي إلَّا نِسَاءٌ مَعْدُودَات يُقِمْن بِذَلِك .
أَخَذَنِي الْفُضُول وتساءلت بِالْأَحِبَّة الأبرياء مِنْ الرِّجَالِ ، تَبَيَّنَ مِنْ الْأَمْرِ أَنَّ امْرَأَةً وَاحِدَةٍ ، كَانَت حَبِيبَة لِكِلَا مِنْهُمْ وَلَكِنْ عَلَى عِدَّةِ سَنَوَاتٍ .
اسْتَكْمَل الْمُحَقِّق كَأَنَّه يُتَابِع حِكَايَةٌ لَطِيفَةٌ :
قَرَّرْت الْمَرْأَة الْغَامِضَة الِانْتِقَامِ مِنْ الرِّجَالِ وزجهم بالمحبس ، وَهِيَ تُعْلَمُ أَنَّهُم سيبرؤن مِنَ التُّهْمَةِ ، وَعِنْد خُرُوجِهِم ، كَانَتْ النِّسَاءُ الثَّلَاثَة الأبرياء عَلَى شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ ، حَدَثَت الْفِتْنَة أَيْضًا بِالصُّوَر المفبركة ، الَّتِي تَجْمَعُ الْحَبِيب مَع حَبِيبَة غَيْر حبيبتة ، حَتَّي قَرَّر الثَّلَاث قُتِل كُلًّا منهمن .
قَالَ الطَّبِيبُ الشَّرْعِيّ بَلَغَه مَاسَوَيْه :
نَعَم تَمّ الْقَتْل بدس السُّمّ فِى أَنَّ وَاحِد وَلَحْظَةٌ وَاحِدَة وَيَوْم وَاحِد .
نَظَرِ الطَّبِيبِ نَظَرِه متوحشة يَتَساءل :
إلَيْك بِهَا آلِيا هَذَا الْمَخْلُوق الشَّيْطَانِيّ ، لابُدَّ لَهُ الْفَنَاءِ مِنْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ .
تَأَسُّف الطَّبِيب :
لَلْأَسَف نَفَذ الْأَمْرِ مِنْ قَبَضْنَا ، حَتَّي أُتِي بَلاغٌ مِن احدي الْمَارَّة ، أَنَّ هُنَاكَ قُتَيْلَة أَسْفَل بَيْت المتهمة ، وَالرَّاحِلَة هِيَ الَّتِي دَبَّرْت كُلُّ هَذِهِ المكائد .
قَالَ الطَّبِيبُ نَاظِرًا نَحْوَ السَّمَاءِ ، وَلَم يَهْدِي رَوْعِه :
إذَا أَنْتَهِي دُورِنَا إلَيَّ هَذَا الْحَدِّ .
أَبَدِي الطَّبِيب بِإِشَارَة مِنْ الْخُشُوعِ وَالصَّمْت المدوي بِالسَّكِينَة ، يَصْدُر إشَارَةٍ لَيْسَ بِهَا أَيْ تَعْقِيب .
*عَبِير صَفْوَت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق