⏪ بقلم سيد محمد الياسري
تذكر لنا الروايات ان سبب ضبط اللغة بالنقاط والحركات هو لحنها ، واللحن لايغير صوت اللغة وخطاء في تركيب المفردة بل يلحق
التغير في المعنى ، ومن الروايات التي تثبت ان اول انتباه لذلك كان من قبل أبي اسود الدؤلي في الرواية ( وقال المبرد حدثنا المازني قال: السبب الذي وضعت له أبواب النحو أن بنت أبي الأسود قالت له: ما أجْمَلُ السمَاءِ؟ فقال: نجُومُهَا، قالت: أنا لا أستفهِمُ يا أبتاه بل أتعجب، فقال: إذا أردتِ أن تتعجبي فافتحي فاكِ وقولي ما أجمَلَ السَمَاءَ! فأخبر بذلك عليّا (عليه السلام ) فأعطاه أصولا بنى منها، وعمل بعده عليها. ) ولعل الجملة من حيث البناء ليس فيها خطأ بقدر من حيث ان البناء غير وجه المعنى من التعجب الى الاستفهام ، ولهذا أجاب : نجومها فكانت الحركة ( الكسرة ) دليلا على انه سؤالا وليس تعجبا .
اليوم ليس للغة العربية غير تفاهم صوري بين الناس ، فماتت الحركة ، ثم الدلالة ، ثم الكلمة التي هي الان غريبة جدا عن اللغة العربية في الخطاب مابين الناس، ولم يبق منها غير الحروف التي تركب بها الأصوات العربية ، ولولا القرآن الكريم ، ليس هناك لغة عربية لانه الوحيد الذي حفظها من الضياع ، وليس هذا نكرانا للشعر والادب والدراسات ، لكن الإسلام هو من حافظ على اللغة وجوهره وكتابه القرآن الكريم ، وستبقى مادام القرآن موجودا مع انه قد تنحدر انحدارا قويا في تبنيها بعض الكلمات التي ربما تصبح أساسا لتفاهم المجتمع العربي ، كمفردات الإنكليزية مثلا ، لكن تبقى محورا أساسيا مادام القرآن موجودا.
ليس العراق الوحيد الذي باتت اللغة العربية فيه تنحدر ، بل ان هناك دول عربية بالكاد تفهمها مثل دول المغرب العربي ، وهناك سياسات دول عربية تتبنى بمسابقاتها ومهرجاناتها وخططها التربوية ومداراسها النموذجية العالية التقنية بدعم اللغة العربية الا ان واقعها عكس ذلك وتنحدر فيها اللغة العربية اكثر من دول المغرب العربي على الرغم من ان ابناءها يتحدثون العربية كأصل الان ان الفرع بات يتغلب عليها والمكتسب بات اقوى وامتن كدولة الامارات العربية المتحدة فهي كمدرسة ومهرجانات تدفع برفع اللغة العربية وتبذل كثير من الأموال في ذلك لكن كواقع تقوم بتغير اللغة العربية نهائيا من حيث سوقها وناسها ولغة التفاهم تكاد ان تكون اللغة الإنكليزية من كثرة الجاليات الأجنبية التي تتخذ اللغة الإنكليزية لغة تخاطب بين الناس والاحرى منها ان تقوم بدعم اللغة اجتماعيا وتجعلها لغة تخاطب فما دام المال هو الداعم فهو السبيل أيضا .
تحتاج لغتنا العربية الى اعتناء بها لانها الوحيدة المتبقية لهذه الامة في الاشتراك ، ولعل المدارس العراقية منذ القدم لم تحظ أهمية باللغة العربية ، ولاسيما الدراسات الأولى ( الابتدائية ) لكون جميع المدارس الابتدائية – ولا ابالغ فيها – يوجد في اكثر صفوفها عدم اختصاص ، أي نجد في كل مدرسة عراقية على الاطلاق هناك معلمين تربية رياضية اوتربية فنية ، او علوم او اجتماعيات او رياضيات ، او إنكليزية ، يدرسون اللغة العربية ، هذا ما انتج الضعف فيها وعدم فهم مع انها الأساس ، لان جميع الدروس حوارها هواللغة العربية ، فاذا نقصت نقصت كل الدروس حتما .
بهذه المناسبة ادعو اخوتنا من نهج نهج التربية والتعليم ، ان يبذلوا جهدهم بالاختصاص أولا وان لايثنوا جهدا بالتدريس والدورات ، كما بهذه المناسبة ، ادعو المتظاهرين ان يتعاونوا ويفتحوا المدارس التي أغلقت في محافظات الوسط والجنوب ولاسيما ذي قار ، فنحن بحاجة للعلم ولملمته من الضياع ، لاضياع ذلك التراث الذي تكالبت عليه الايادي الآثمة منذ مئات السنين.
وبهذه المناسبة ادعو جميع المعلمين الى فتح مدارسهم والعودة الى رسالتهم النبيلة فقد طال الانتظار وضاع الوقت وعليكم استدراكه ، لغتكم تدعوكم لانها اصلكم الذي بها تسميتم وبكم توسمت ، فلا تضيعوها ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق