اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

تكسي خصوصي ...*مريم حوامدة

⏪⏬ 
"إنني اشعر بالخجل ولا اريدك أن تأتي لتأخذني للبيت "

- ها قد عاد الشتاء ثانية وهذا العام أشد برودة، ما يقلقني هو ان هذا البيت يبعد كثيراً عن المدرسة، إني قلقٌ جداً لحال الصغيرات. (قالها لزوجته وهو يسحب يده على لحيته الناعمة..)

- لا تقلق، اذا لم يحضر احد أولادنا الكبار بسيارته سوف نتدبر الأمر ونستعين بأمر ما.
المنزل الصغير الثاني المستأجر من رفيق لهم يقبع في ناحية بعيدة عن المدينة، حيث أن الحديقة الأفقية الواسعة و السقيفة الكبيرة المصفحة التي تأوي المواشي كانت السبب المغري الذي جعل الأب يستاجر هذا المكان لمدة سنة واحدة، ريثما يتم بناء منزله الخاص.
إنه يناير من العام 1974، عام ثلوج الخير التي داهمت البلاد لأكثر من مرة خلال اربعينية الشتاء ومنتصف الربيع،
انعزال البيت عن المدينة كان من جماليات الحياة، منطقة زراعية واسعة تكتسيها الزروع والسنابل في الربيع،
سقوف المنزل المصفحة بالحديد والواح التنك يغطى جزء منها بقطع كبيرة من الشوادر البلاستيكية المثبتة بالصخور والقلاع الكبيرة، كانت لها سيئات عدة برغم احتفاظها بالدفء نوعاً ما الا أنها أحدثت مصيبة يوماً ما عندما صعدت القطط المتشاكسة الى السطح ودفعت بأحدى الصخور لتقع على قدم ولد لهم كان جالساً على الارض أمام البيت،
بعض الأسقف الغير مشدرة كان وقع حبات البرد وزخات المطر الشديد وخاصة في الليل يطربهم بترانيم سيمفونية رائعة تعزفها الطبيعة للفقراء للشعور بدفء هذه الغرف الصغيرة.
قبل نهاية الحصة الأخيرة من الدرس بدأ هبوط الزائر الأبيض، مما أقلق المعلمات وخلق توترا وخوفا عند بعض التلميذات ممن تبعد بيوتهن كثيراً ولا يمتلك ذويهم وسيلة نقل تعيدهم للبيت.
بدأت المديرة بعمل الاتصالات اللازمة لتأمين جميع الطالبات ولكن حيرتها كانت مع مجموعة صغيرة لا سبيل بالاتصال او تأمين وسيلة نقل لهن، فجلست معهن في غرفتها المزودة بالتدفئة تنتظر قدوم الأهل بعد أن اشارت للخادمة بصنع الشاي للصغيرات.
رذاذ الثلج بدا بحجب الرؤية من النوافذ وأشجار الحديقة الشامخة التي صارت بيضاء.
تقدمت الطفلة ومسحت بخار النافذة بيديها الصغيرتين وسرعان ما أعادتهما، تنفخ في كفيها لعل الدفء يعود، بدأت عيناها تغرقان دمعا، الجميع غادر المدرسة و لم يتبقَ سوى المديرة. عاودت الكرة مرة ومرتين، تحملق من خلال زجاج النافذة، فجأة لاحت كتلة سوداء تتحرك في الحديقة،
إنه هو، اجل هو، والدها المقنع بكوفيته وعباءته السوداء السميكة المبطنة بالفراء، لقد حضر لاصطحابها ، خرجت مسرعة من الغرفة باتجاهه والدموع تبلل وجهها،
احتضنها وحقيبتها، ولفها تحت العباءة وخرجا من باب المدرسة،
انزلها من احضانه قرب شجرة بجانب السور حيث ربط الحمار،
قفز اولاً وانتشلها في المقدمة بين يدية وغمرها في فروته واكمل المسير،
مسحت دموعها وتنهدت قائلة:
أبي، اشعر بالخجل من رفيقاتي لا اريد ان تأتي وتأخذني في هذا التكسي الخصوصي.
وكنت لا أتقن لفظ الحروف فقلت " لا اريد تكثي خثوثي "

*مريم حوامدة

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...