اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

رحلة آخر الليل ... *وليد.ع.العايش

⏫⏬
تذكر منقذ بأن الطبيب أخبره في آخر زيارة بألا يتناول الملح ، لكنه ماذا سيفعل بعد أن أصبح في جوفه العميق ، لم يشأ أن يخبر
زوجته أو أي من أفراد أسرته بذلك ، نظر إلى الساعة المعلقة على الجدار الذي جاوز السبعين عاما من العمر : ( لم لم تصب أنت أيضا بالمرض أيها الجدار ) ... هل كان ينتظر جوابا ما !!! ...
عقارب الساعة تبطئ في تحركها إلى منتصف الليل ، في مثل هذا الوقت يمر القطار من جوار بيته ، اعتاد على صفيره اليومي ، النوم لا يأتي إلا بعد أن يحضر القطار ثم يغادر المكان .
انتصبت الزوجة الأولى لمنقذ فجأة : ( سأذهب إلى النوم ... ألن تذهب أنت أيضا ) ، كلماتها حملت الكثير من المعاني المختبئة خلف شفتيها ، رقص قلبه للحظة لكنه ما لبث أن أومأ لها برأسه نحو الأعلى ، أولاده الثلاثة مازالوا حوله في الصالة الكبيرة ، كان التلفاز حاضرا أمام الجميع .
تنامى لمسامعه صراخ بومة تقطن على الشجرة القريبة من النافذة : ( يالك من بومة ، سوف أتخلص منك ذات يوم ) .
اقتربت العقارب من بعضها وكأنها تحن لسهرة من نوع آخر ، صفير القطار يعلو شيئا فشيئا ، كسر سكون الظلمة ، القمر أصبح بدرا هذه الليلة ، أم وحيد لاتزال تحتفظ بعينيها المفتوحتين ك أسطوانة مشروخة ، خرج منقذ إلى مدخل البيت ، كان يراقب القطار وهو يجرجر عرباته بعناء ، أكمل سيجارته الثخينة التي تشبه جارته في الحي ، أطلق تنهيدة طويلة سمعها ابنه الأصغر فلحق به : ( مابك يا أبي ) ... ربما لم يعجبه تصرف الصبي فعاود الدخول إلى البيت دون أن يتلفظ بكلمة .
( هيا يا أولاد ... إلى النوم ) ...
عندما داست قدماه أرض الغرفة ، أغمضت الزوجة عينيها ، رمقها بنظرة سريعة : ( يالدهاء النساء ... رأيتك مستيقظة ) طبعا كان يحدث نفسه ، ابتسم ودس جسده في السرير بشيء من الهدوء .
حاولت أم وحيد التحرش به عبر حركة تعمدت أن تكون ( عفوية ) لكنه أدار ظهره للتو وأغمض عينيه : ( غدا سوف أذهب إلى طبيب آخر ، أنا لست بخير ) ...
تمتم ببعض الكلمات التي اعتاد عليها قبل أن يستسلم للنوم ، نكز ساق زوجته لكنها غرقت في نومها هذه المرة.
استيقظ فجأة مذعورا ، هب واقفا ، كان يلهث ، صدره يرتفع وينخفض بقسوة ، حتى أن ضربات قلبه تسمع من مسافة قريبة : ( يا إلهي ما هذا ... هل هو ملك الموت ) ... الفجر ينسج خيوطه الأولى ، الصمت مازال صغيرا ، صياح الديكة تهشم أضلع الفجر : ( إنا لله وإنا إليه راجعون .... ) ، وصل صوت مؤذن الجامع مع رياح الصباح ، ازدادت ضربات قلبه ، وكز زوجته بقوة : ( استيقظي يا امرأة لقد توفي ابن جارنا أبو أمجد ... هيا ) ...
قفزت المرأة وكأن بها مس من جنون : ( أمجد !!! ... أمجد شاب في أول عمره ، كيف مات ... ) .
لم يسمعها منقذ ، فقد خرج مهرولا نحو بيت جاره : ( مات أمجد الشاب ، وأنا المريض مازلت على قيد الحياة ، إنها سخرية القدر ) آه نسيت أن أخبركم بأنه جاوز العقد الخامس من عمره ، لكنه كان وسيما جميلا ، ذو ابتسامة ساحرة ...
قبل أن تميل الشمس إلى محراب نومها في مساء ذلك اليوم انطلق مع ابنه الأصغر ( لقد كان مدللا جدا ولا يفارقه أينما ذهب ) ... أفكار كثيرة تلهو برأسه ، تشبه طبول الحرب الباردة ، وأخيرا وصل إلى عيادة الطبيب .
العديد من المرضى في غرفة الانتظار ، درسهم واحدا واحدا ، لم ينج أيا منهم من نظراته ، امتعض كثيرا من منظر صبية جميلة صبغت وجهها بمكياج فاقع : ( هل أنت في عرس أيتها الفتاة ) ، تحركت شفتاه دون أن يدري ، قبل أن ينقل نظراته إلى مكان آخر صرخت عليه الممرضة الحسناء : ( تفضل يا سيدي ... تفضل ) فتحت له باب العيادة بينما كان يرمق قوامها الجميل .
شاهد الطبيب المنظر : ( يبدو بأنها أعجبتك ، هل تتزوجها ) ... ضحك الجميع ، ( لدي اثنتين يا دكتور ... ألا يكفي ) ...
دقائق مرت عصيبة عليه ، لم يدر مايقول ، وجه الطبيب يبدو اعتياديا ، الصبي يمسك بيد أبيه ، طلب الطبيب من الممرضة أن تدخل !!! .
( من أخبرك بأنك مريض يا أبو وحيد ، أنت لا تشكو من شيء ، كل ما لديك طبيعي ، بل أنت بحال ممتازة ) ... وقف منقذ ، طلب من الطبيب أن يعيد كلامه : ( نعم نعم أنت سليم مئة بالمئة يا صديقي ، لا تحتاج إلى دواء ، بإمكانك أن تأكل ما تشاء ) ...
إذن لماذا منعه الطبيب السابق من تناول الملح ، ولماذا وصف له دواء ، وكيف مرت كل هذه الأيام عليه وهو يراقب حركات جسده ...
مضت الليلة تلك دون أي طارئ ، كان سعيدا جدا ، هذه المرة سبق زوجته إلى غرفة النوم ، لم ينتظر صفير القطار ، ولا صراخ البومة ... لدى حضور الفجر لم يسمع منقذ ماذا قال مؤذن الجامع ...

*وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...