كان فوحُ الهال..يطوف في الفضاءاتِ زكيَّ العبق !!
أمّا فناجينُ قهوتِها فتباري بجمالِها الآسرِ روعةَ المكان.
بدأتُ أرتشفُ القهوةَ يأسرُني المذاقُ والنكهة
حين شدّني منظرُ الأخاديدِ المنقوشةِ على وجهها.. مضيفتي الذوّاقة،أخاديدُ خطّها الزمانُ بمهارة.
تأمّلتُها..كانت ترشف القهوةَ وفقَ طقوسٍ مقدّسة.
كأنّها صلاةٌ..أو تأمّلاتٌ..يشوبُها شيءٌ من الحنين لأزمانٍ ولّتْ خلف أفق العمر.
سمعتُ همسَها..تناجي الذكريات؛فيومضُ في عينيها بريقٌ أخّاذ..ويسري بين كلماتِها الدفءُ؛فتصبحُ أشبهَ بالشعر أو بالغناء.
وحين أنهتْ رشفاتِها الأخيرة..قدّمَتْ لي نصيحتَها الثمينة،وقالت:"في الحياة محطّاتٌ أشبه بالكنوزِ ..احرصي ألّا تضيّعيها،ولاتدَعي وهجَها يفوتُكِ..إن غادرَتْ فإنّها لاتعود!!".
وقفتُ..فشكرتُها على ضيافتِها ثم خرجتُ.
*مريم زامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق