⏬ متابعة – زاهية عوض / دمياط – مصر
ضمن جهود مصر لافتتاح متحفها الكبير خلال العام المقبل 2020، وبإشراف اللواءعاطف مفتاح - المشرف العام علي المتحف الكبير والمنطقة المحيطة به، فى محافظة الجيرزة المصرية، قام فريق العمل بالمتحف المصري الكبير بإقامة وتثبيت عمود الملك
مرنبتاح بمكانه النهائي بالبهو العظيم. حيث قام فريق العمل بإجراء أعمال التنظيف الميكانيكي والتنظيف الرطب وتثبيت وتقوية القشور الضعيفة المتواجدة بالعمود.
وعن طريقة تثبيت العمود: حرص فريق العمل على اتباع الطرق العلمية الحديثة في إقامة وتثبيت عمود الملك مرنبتاح بالقاعدة الخاصة به وبالطرق الآمنة دون حدوث أي أضرار بالعمود أثناء العمل.
العمود مصنوع من الجرانيت الأحمر، ويبلغ ارتفاعه ٥.٦٠م، ويزن ١٠ طن.
ومن المعروف أنه تم اكتشاف العمود فى مارس 1970، بواسطة أحد البعثات أثناء التنقيب عن معابد مدينة "أون" الآثرية الموجودة بمنطقة عرب الحصن بالمطرية، وجرى نقل العمود من موقعه بمنطقة عرب الحصن إلى منطقة القلعة فى عام ٢٠٠٦، وخضع لأعمال الترميم وظل مودع بالقلعة حتي عام ٢٠١٨ إلي أن قامت إدارة الترميم الآولي ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير بنقل العمود إلى مكان عرضه الدائم بالبهو العظيم بالمتحف الكبيرفي 10/3/2018.
يذكر أن عمود الملك مرنبتاح الذي جرى تنصيبه بالبهو الأعظم في المتحف المصري الكبير، قد اثار جدلا فى اوساط الاثريين، حيث ربط بعض علماء المصريات والمؤرخين بين العمود وبين مايثار حول خروج اليهود من مصر.
متابعة – زاهية عوض |
لكن اثريين رأوا بأنه أنه علاقة له بخروج بنى إسرائيل من مصر، مضيفًا أنه "أمر عار تمامًا من الصحة" وأن أن هناك خلطا شديدا بين عمود المطرية ولوحة انتصارات الملك مرنبتاح الشهيرة والمعروفة باسم لوحة إسرائيل".
و أن العمود عبارة عن عمود من الجرانيت الوردى يبلغ طوله 5,50 متر وعثر عليه الأثري المصري الشهير منير بسطه في منطقة عرب الحصن بالمطرية بالقرب من المسلة أثناء حفائر مصلحة الآثار المصرية أعوام 1967 – 1970، وهو الموقع الذى ظل قابعًا فيه لسنوات قبل أن ينتقل إلى قلعة صلاح الدين لترميمه.
و لعمود مرن بتاح اهمية تاريخية كبيرة، حيث يوجد عليه نص من 4 أسطر يتحدث عن الانتصار التاريخي العظيم الذى حققه الملك الباسل مرنبتاح على الليبيين فى العام الخامس من عهده فى حدود الدلتا الغربية (حوالى عام 1208 ق.م)، وهي إحدى المعارك الحربية الشهيرة والخالدة خلال عصر الرعامسة وخلال عصر الدولة الحديثة والتي سجلت من خلال العديد من آثار الملك مرنبتاح، وذلك فى نقش الكرنك الكبير وكذلك فى لوحة انتصاراته الشهيرة المعروفة بـ"لوحة إسرائيل".
وأوضح أن آثار الملك مرنبتاح تحظى باهتمام بالغ من قبل علماء المصريات والمؤرخين والباحثين على مستوى العالم نظرا لأهمية الحقبة التاريخية التي قاد مصر فيها للانتصار في معارك حربية ضارية ضد الليبيين وشعوب البحر.
وأضاف أنه "نظرًا لما أشيع حول علاقته الوثيقة بقضية خروج الإسرائيليين من مصر جعل الكثير من المؤرخين يتهمونه بأنه "فرعون الخروج"، ومرجع ذلك أن كلمة إسرائيل قد وردت فى المرة الأولى والأخيرة فى النصوص المصرية من خلال لوحة بالمتحف المصرى رقم CGC 34025, JE. 31408، وهى اللوحة المسماة بـ"لوحة انتصارات الملك مرنبتاح"، والتي شاعت تسميتها خطأ في أوساط علم المصريات منذ اكتشافها بلوحة إسرائيل.
وأشار إلى أن هذه القضية التاريخية بالغة التعقيد والغموض، لأن النص الموجود في السطر 27 من اللوحة والذي جاء فيه "لا يرفع أحد رأسه من بين الأقواس التسعة، الخراب للحنو، وبلاد خيتا قد أسكتت، ونهبت كنعان وأصابها كل شر، واستسلمت عسقلون وأخذت جازر، وينوعام أصبحت كأنها لم تكن، وخربت إسرائيل ولم يعد لها بذور، وأصبحت خارو أرملة لمصر".
وأضاف أن بعض العلماء يروا وفقا لدراساتهم الحديثة أن الترجمة القديمة لكلمة إسرائيل خاطئة وأنها يجب أن تترجم بـ"يسيريارو" والمقصود بها سكان أو قبائل سهل يزريل أو جزريل، وهو مرج "بن عامر" من الناحية الشرقية الشمالية من جبل الكرمل والذي يمتد من حيفا غربًا إلى وادى الأردن.
وأضاف أن هذا يعنى أن أي وجود للشعب الإسرائيلي على أرض كنعان (فلسطين) خلال تلك الحقبة هو أمر مستبعد تمامًا بعكس ما أشيع منذ العثور على هذه اللوحة من قبل عالم الآثار الإنجليزى الشهير بترى عام 1896 في البر الغربي بالأقصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق