اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

رحْــمـــة ...* نجيب طــلال


ذات العمر العشريني ؛ تعلوها سحْـنة البداوة ؛ والبشرة الداكنة ؛ فارهة الطول ؛ وترتدي أسمالا مرتقة . لم تطق وضع الاستعباد والسخرة ؛ في مَـدشر زوجها . زوجها توفي في ظروف غامضة ؟ فهاجرت ليلا بطفليها لإحـدى المدن؛ لتتقاتل مع الفضاء وهول أيام
أزماتها ، فلم تستطع الصمود؟ فرحلتْ إلى إحْـدى المدن الصغرى؛ لتبتاع بعض الخضر التي تستجلبها من شقاء يومها من إحـدى الضيعات ...سنوات على هاته الحالة؛ وطفليها كبرا ؛ ولم يلجا المدرسة ؛ كأقرانهم ! ليس لديهم وثائق تبوث اللقب والنسب والازدياد ! فتشردا في الأزقة. هذا يبيع السجائر بالتقسيط تارة ! وذاك يحاول غسل السيارات التي يتوقف أصحابها للاستراحة ؛ لتناول لحْم مشوي أو محمَّر أو مفروم أو مدَخن أومُفـوَّر ! وتارة يحْمل صناديق المشروبات أو الخضروات لأصحابها. والآخر يمارس النشل والسرقة في لحظة كـَساد سلعـته، حتى اعتقل متلبسا .
لم تطق - رحمة - تصرفات ابنها ؛ وإن كانت تزوره في سجنه . وتـُسلـَّم له ما استطاعت شراءه من حاجيات يحتاجها . حتى انقضت مدة عقوبته ؛ فهاجرت لإحدى المدن العتيقة . مكثرية بين الجيران، غرفة متوسطة المساحة في إحدى الأحياء الشعبية وسعت لطبخ الخبز البلدي وبيعه في بوابة السوق المركزي. وابنها الأكبر حاول أن يجد عملا في إحدى مصانع الخمور، والآخر تعاطى لبيع المتلاشيات في الجوطيات.
وهكذا ظل وضع – رحمة - هادئا ؛ لكنـه انقلب بشكل مفاجئ؛ حتى فكرت في الانتحار؟ بعدما تم اعتقال ابنها الأكبر؛ الذي عنف صاحب مصنع الخمور تعنيفا؛ لحظة طرده من عمله بدون تعويضات؛ ولحقه أخوه في سجْـنه ؛ بعْـدما اتهم ببيع المسروقات.
انقضت مُـدة عقوبة الأكبر؛ وبقي أخوه الأصغر في سجنه الأغبر. و- رحمة - تبحث عن الرَّحمَة والسكينة فما وجدتها؛ حينما طردها قائد المقاطعة من بوابة السوق المركزي.
ففكر ابنها ببيع الخمور للمتعطشين ولأصحاب الليل والمتشردين في الأزقة والحواري باتفاق وترويج بعض أموال والدته – رحمة- فكان له ذلك: حينما نسَّق مع أحد اصدقائه من المصنع الذي كان يعمل فيه ؛ فانتعَـشت حياتهم ؛ وأمست - رحمة - تلبس جلابيب جديدة وتأكل مأكلا نظيفا وتسافر إلى الحامات القريبة من المدينة العتيقة . لتسخين عظيماتها من البرد الذي سكنها ... لكن ابنها لم يفهم قانون اللعبة ؛ فترصدت له شرطة منطقته؛ فاعتقلوه وتمت مصادرة ما تبقى من خمور تلك الليلة . فناب عنه أخوه في بيع الخمور؛ فتم اعتقاله ؛ والمصادفة جاور أخاه في مَعْقله ؛ لكن تجارة الخمور السرية باشرتها – رحمة – حتى لا تضيع الخيرات والنعم التي أمست تعيش فيها؛ وحتى يظل الزقاق مزارا للسكارى والمعربدين.
أفـْرجَ على ابنيها في يوم واحـد . فَـسلمت المهام التجارية لصاحِـبها . بعدما استفاد وتعلـَّم في سجنه طريقة وأسلوب كيفية الهيمنة واكتساح المنطقة كلها . تحقق له ذلك؛ ونمت تجارتهم؛ فظلت- رحمة- تشتري العقارات في إحدى المناطق الهامشية ؛ التي أصبحت ( الآن) حضارية .
لكن للقدر مَـنطقه . فـقدت – رَحمة - صوابها؛ وأرسِلتْ بأمر قضائي للمارستان؛ كي تعالج ! حـينما تمرغت في دماء ابنها الأكبر المطعون بطعنة سكين من أحد منافسيه في بيع الخمور بالتقـسيط .

فواصل الابن في البيع ، حتى لا تتوقف تجارتهم ؛ لكنها توقفت لحظة اعتقله بوشاية بيع الخمور المغشوشة. فتضايق به الحال هاته المرة من السجن وطول عقوبته ؛ وأمسى يوميا يصرخ ويردد:
- ثـبا لزمان ولادتي... ما ذنبنـا أن نعيش بين الخوف والفقر والسجون ؟ قتلوه.. كلاب ... سفلة... الكلاب ... السفلة... جُـنَّـت والدتي... رحْمة بدون رَحمةٍ...قـدر أهبل... أهبل... أهبل...
تضايق منه السجناء والسجانون من صراخه اليومي ؛ المقلق؛ المزعج ؛ وترديد نفس النغمة ، التي لم يستحْـملها أحَـدهُـم. فصوب له ضربة طائشة لرأسه . افقدته الوعي ليعيش عوالم الإنعاش شهورا وشهورا. وفي ليلة ممطرة ؛ نهض متسللا وهو لا يدري ما اسمه ولا أين هو ؟ فخرج من المستشفى؛ ليسيـح في الأرض هائما يستول ويعاقر الكحول السامة ؛ ولا يتذكر سوى:
- رحْمة بلا رحْمـةٍ..... رحْمة ٌ بلا رحْمـةٍ.....

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...