اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

مأتم ــ قصة قصيرة ... **فتحية دبش

قصتي ليست جميلة، هذه المرة! هي فعلا قبيحة ككل السابقات، القصص الجميلة أحاول صياغتها فلا تأتيني، ربما كنت محسودة، هكذا قال لي صديق ذات مرة، و ربما كنت غير موهوبة هكذا قلت لنفسي مرارا، و ربما تستعصي علي اللغة ،هكذا قالت لي كل القصص التي لم أكتب...
غير أنني مصرّة ، هذا المساء ستقرؤون لي و ستصفقون لي أو تبصقون علي، لكم الخيار و لي طبعا حق رد الثناء أو البصقة...

لكنني طبعا سأجبركم واحدا واحدا، واحدة واحدة ، أن تقفوا و لو لنصف عشر دقيقة، أو أكثر قليلا أو أقل قليلا....



قصتي هذا المساء هي في الواقع رسالة، أكتبها لزوجي الذي عدت للتو من مراسم دفنه، في العادة لا يذهب النساء الى المقبرة و لكنني، بما أنني تمردت على النواميس ، فقد قررت أن أذهب و أن أصلي بدون وضوء،
وقفت مع الواقفين ، دسست جسمي في جلباب سميك و تحت الجلباب بنطلون من الجينز الأزرق، على راسي وضعت خمارا أسود، هكذا أمرتني عجوز القرية حالما وصل نبأ حتفه، رشقتني النساء بنظرات اختلط فيها الإعجاب بالإدانة،
استنكر الرجال وقفتي في آخر الطابور، طلبوا مني العودة إلى بيتي و البكاء في صمت اكراما لروح زوجي، لم أذعن إلى أوامرهم، و لا حتى في الوقوف في الصف الأخير بعد آخر رجل معتوه جاء يستلم نقود الصدقة و آخر تفوح من ثيابه رائحة قيء بعد جلسة خمر ينظمونها كثيرا في عمق واحة النخيل غير البعيدة،

لماذا تفتحون أفواهكم هكذا و تحدقون في؟
أليس زوجي و أنا أحق منهم جميعا بمصاحبته إلى مثواه الأخير،

قضى في حادثة سيارة، كان يحب الضغط على الزناد و عندما يكون وراء المقود لا ينثني عن مداعبة جنون الموت، يراوغه و يبتسم في كل مرة لأنه انتصر و عاد سالما، هذه المرة داعبته جنية العجلات و الفرامل، تمردت عليه و هزئت من غيّه و غروره ، لم تمهله حتى لحظة فيها يودعني،

لم يلتفت رجل إليّ مصافحا و لا معزيا، فقط نظراتهم كانت ترميني بالجنون، يستغفرون له من ذنبي، يتأسفون عليه و يسخطون علي، يتهامسون في حقد، يتمتمون أنه الشقي حُرِم من وقوف الملائكة عند رأسه بسببي،
قال بعضهم إنه لفي خسران فقد كان يسمح لي بالخروج سافرة، يقرأ الشعر علي في أعياد الحب و يقبلني كلما التقينا حتى بعد فراق لحظة،

رفعت رأسي بينهم، باغتهم صوتي واثقا متمكنا و صنعت صنيعا غريبا، لم أقرأ على روحه الفاتحة و لكنني قرأت مرثية طويلة ،

كنت صبية في مقتبل الشباب عندما التقينا صدفة على الطريق المحفوف بالصفصاف، لم أخفض بصري و لا طرحت خماري على جيبي و لم يغض البصر و لا استغفر لرؤيتي، تقدم مني بخطى واثقة و قال :
-"أريدك حبيبة، زوجة و أما لأولادنا، هل تقبلين؟"
لم أتكلم...
كان قميصه ذو الخطوط المستقيمة قد استرعى انتباهي، لونه واحد مع اختلاف طفيف بين الخط و الآخر، مكوي و خط واحد وحيد من أعلى الكتف و حتى المعصم، و بعناية فائقة كان بنطلونه مرتبا عليه كأنه عارض أزياء من شمع....
كان يناديني ب"قطتي الصغيرة" و كنت أحب التمسح به كما تفعل صغار القطط، يهدهد وجعي إن تألمت و يهتف باسمي كلما نجحت و يبتسم راضيا في جل حالاته،

مازلت ألقي مرثيتي عندما نظروا إلى بعضهم بعضا، بسرعة و كما يوارون خروفا واروه التراب و هرولوا بعيدا عني ...

عند رأسه جلست، أزحت عني الغطاء الحزين، فردت شعري و ألقيت بالجلباب جانبا،
لم يطاوعني دمع و لا آهة، فقط عاتبته لرحيله المفاجئ و سألته كيف لي أن أستمر بدونه...
أعرف، أنكم جميعكم تشمئزون من سفوري في المقبرة...
لا، لا!
الموتى لا يتحرشون بي و لا يخشون الفتنة.

*فتحية دبش

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...