اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

ذاكرة القهوة بنكهة رمضان(5) ... سماح خليفة

"جيبي الخوصة من العكد يا سيتي"
ما زال الوقت الذي ابتلع لساني ورماه في قعر الزمن منتصبا أمامي، يرمقني بعين الدهشة حتى اليوم، فرغم هالة الفرح العظيمة التي تغشتني وأخواتي عندما أبلغتنا أمي بأننا سنذهب برفقتها لزيارة جدتي؛ إلا أن تلك الفرحة شابتها شائبة.
أذكر جيدا كيف تسمرنا واحدة تلو الأخرى في المطبخ على مقربة من الحمام، تحمل كل واحدة منا ثوبها الجميل المخصص لزيارة الأقارب، تنتظر دورها لتستحم وتخرج نظيفة أنيقة بأبهى طلة. وكان فعلا أن استعد الجميع وانتظر والدتي حتى ارتدت جلبابها وربطت طرفي المنديل على شكل عقدة تحت الذقن ملاصقة للرقبة. التفتت أمي إلينا وأشارت علينا بنزول الدرج بهدوء والخروج من الباب السفلي ريثما تتفقد البيت وتتأكد من إغلاق النوافذ وجرة الغاز.
امتثلنا لطلبها وفعلا خرجت أخواتي من الباب، وأما أنا فوقفت على باب البئر الحديدي المستقر في باطن أرضية بيت الدرج.
بدأت أقفز على بابه مترنمة على صوته متسائلة: ماذا لو سقطت في قاع البئر وابتلعتني المياه ومت غريقة...لحظات حتى أنفض عني كل الأفكار المجنونة، فلا مجال في هذا اليوم الجميل إلا التفكير بجدتي التي أتوق للقائها.
"سماح يلا شو بعدك بتعملي هس منروح ومندشرك، وبعدين روحي خبري أبوك إنا رايحين عند ستك".
لم تكمل أمي كلماتها إلا وكنت قد قفزت مسرعة خارج البيت. هرولت بسرعة أكبر إلى والدي الذي يجلس كعادته على كرسيه أمام الاستوديو، يمد ساقيه إلى الأمام واضعا إحداها فوق الأخرى، ذراعه اليسرى بشكل مستقيم على بطنه وكفه اليمنى على خده، وعيناه تحدق في نقطة أمامه مجهولة، أما نظراته تسافر في فضائه الخاص، شارد الذهن، وقفت أتأمله: بماذا تفكر يا والدي العزيز؟!! ناديته صوتين: أبي..أبي، التفت إلي بعد برهة قائلا: "بتنادي يابا؟ "أمي بتحكيلك بدنا نروح عند ستي" "روحو بس مطولوش". في تلك اللحظة شعرت بقوة جارفة تشدني نحو والدي رحمه الله تأمرني باحتضانه وتقبيله، ولكني لم أفعل، تبا لي، كيف أضعت تلك اللحظة التي تحفر في ذاكرتي بمعول الشوق حتى اليوم؟!!
أكملت طريقي مع عائلتي بخطا واثقة؛ فأنا اليوم أذهب إلى جدتي برفقة والدتي وهذا يعني أنه لن يجرؤ أطفال الحي الذي تقطنه جدتي على مضايقتي، فهم مختلفون كليا عن أطفال حينا، حيث أنهم كانوا شرسين مشاغبين.
ما إن وصلنا بيت جدتي حتى وجدناها جالسة على عتبة باب البيت(العكد )المطل على الحوش. عندما رأتنا ابتسمت، وقالت: هلا بالحبايب. سلمنا عليها وقبلنا يدها، كانت تمسك في يدها (ظمة علch)، فقالت لي مباشرة: "جيبي لي الخوصة من العكد يا سيتي"، نظرت إليها مطولا دون أن أفهم ما تريد، حملت كلي ودخلت (العكد:البيت )، كنت أعرف أن العكد هو البيت، ولكني أبدا لم أكن أعرف ما هي (الخوصة )، صلت وجلت في داخل العكد علي أجد شيئا غريبا غير معتادة عليه فيكون هو الخوصة، ولكن عبثا، عندها عدت إلى جدتي أجر أذيال الخيبة وقلت لها: "دورت كثير يا سيتي وما في خوصة أبدا في العكد".
ردت جدتي متفاجئة: "ول يا سيتي يم ما في ولا خوصة في العكد!!!! روحي انت يا سيتي يا حبيبتي، أختك صغيرة مش عارفة"، وأشارت إلى أختي الكبرى.
أخذت أختي تنظر إلى جدتي تارة وإلى العكد تارة أخرى في حيرة من أمرها حتى يئست، ثم التفتت إلى جدتي وسألتها: "هي شي الخوصة يا سيتي؟!!!!!" عندها سيطرت على جدتي نوبة من الضحك وقالت: الخوصة يعني السكينة يا سيتي، مش عارفتيها!!!
اشتعلت وجنتي أختي وطأطأت رأسها خجلا، وأما أنا أخذت أنسحب رويدا رويدا إلى الخلف حتى تواريت بثوب أمي ثم همست لأختي الكبرى مستفزة إياها: "ول مش عارفة الخوصة!!!، فنظرت إلي بحنقة غضب وعيناها تضيق شيئا فشيئا ثم قالت: "اسكتي أحسن ما أجيب الخوصة وأخليك تعرفيها مزبوط" عندها زردت ريقي وبلعت لساني والتزمت الصمت وهمست في سري: التووو ووبة.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...