الغد اجمل || رشيدة خزيوة

-عندما كلمتني و بحت بحب كتمت عطره طيلة سنين مضت،أيقظت ذاك المارد بداخلي ،كان فقط ينتظر إشارة انطلاقة.
لم يكن ذاك الشعور وليد اللحظة، بل كانت عقيقته مع ميلاد حبك الذي طويته طي الكتمان،
كانا توأمين ،حكما عليهما بالإعدام .
هل كان عدلا؟
إنصافا؟

لاشيء يهم الآن،مادامت سحب الشك و الحيرة انفرجت،مادام ذاك الحب اللعين أعلن العصيان و صرخ،مادامت قلوبنا تآلفت و أعلنت الانصهار و زغردت زغرودة فرح.
لا شيء يهم ،و لا أحد يهمنا .
وحده صار القاضي و الحكم،لقدره البائد استسلمنا ذات خريف محزن،و ها نحن الآن نعانقه عرسا بباقة ورد و قرنفل.
اضحك،افرح عزيزي ،ما أجمل ان نعيشة بقية العمر.
– كم يلزمني من عمر لأمحو خطيئتي الأولى،كم يلزمني من دموع استغفار و من ليال طوال لألتمس عذرا و رحمة من قلبين وئدت فرحتهما قبل أن تولد!
كم كنت ساذجا يوم سمحت لنفسي بكتمان مشاعري ،يوم سمحت للخجل ان يستوطن كياني !
كم يلزمني من وقت لأعيد لحظات سعادة دست عليها باقدام غبية، فكنت أنا، أول ضحية !
يااااه! كم الوقت يمر بسرعة و نبضنا لم يتغير ،نفس العذوبة، نفس الإحساس، و كأننا لم نفترق ،و كأن القدر فقط كان يختبر عواطفنا ،حبنا.
آسف على كل لحظة حب بعثرتها مجانا.
آسف على قرار لم يكن في موعده الصحيح.
آسف على عمر ضاع منا كما تضيع الأحلام الجميلة عندما يطل الصباح.
لك كل الأيام المقبلة صباحات جميلة،و لنا الفرح
الحب وحده يليق بقلوب العاشقين.

المغرب