على مدارِ الوقت، بدأتُ أشعر أنّه يأذنُ لعتمتهِ بالدخول الى الثّقوب التي تتكدّس في رأسي.
وعلى غفلةٍ، احتشدت في أذني، كالدمامل المتراكمة فوق وجه الضمائر و الإنسانية.
و شيئًا فشيئًا، ضغطتْ بكامل قواها على عينيّ فحجبت الرؤية و لم يعد لي معينًا سوى أن أستمدّ القوة من أوكسجين الهواء الذي يقتسم حيلة العاجز في رئتي.
مددتُ يدي، عادت إليَّ بمزيدٍ من العتمة مختلطة برائحة الخوف و الضياع.
نسيتُ نفسي في دوّامة الخوف، أستحضرُ صورًا من أفلام الرعب و الفامبيرو و خرافات الشعوذة و نظرات النساء المنتحرة....
أحاطني كابوسٌ شديد، الصومعة أشبه بقطعةٍ حجريةٍ باردة، تلتفُّ حول عنقي، أمدُّ يدي كي أنتزعها، تعود يدي فارغة.
كأنَّ يدي خُلعتْ منّي.
كأنّ جسدي خُلِع منّي.
كأنّي معتقلٌ في جلسة تحقيقٍ و تعذيب، لا يعرفُ فيما هو متّهم، وفيما هو يُعذّب.
كأنّي في كهفٍ مظلمٍ، لا يربطني ببوصلة الروح، و لا بالحبل السريّ.
في لحظةٍ ما، نهشتْ الهواجسُ عقلي، أتلفّتُ يمنة و يُسرة كالذباب اللازج، يتراءى لي مشهد احتضاري، و غياب كلّ حواسي، أتجمدُّ على فراقي، و أُدفنُ في مقبرتي.
بعشوائيّة الخوف و تخبّط النفس، استدركتُ المعاناة...
الحزن، الخوف، الإنكسار، الضياع، العجز، الوجيعة، دفن الأحبة، ...
أهكذا يموت المرء !؟..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تغريد بو مرعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق