اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الشاعر رضوان السح في المجموعة الشعرية " شاهدة قبر " حالة الشعورية استنبطها من الحياة والموت

كتبت رزان القرواني :ــ
المجموعة الشعرية الثالثة للشاعر رضوان السح التي خصّ بها وجود الإنسان وأثره في الحياة هذه المجموعة التي لطالما أثارت اهتمامي لما وجدت في القصائد من عمق في المضمون.
فلكل إنسان شاهدة ، هذه الشاهدة لم تصل إلى القبور إلا بعد صراع صاحبها الحياة بكل تفاصيلها وخوضه تجاربها بأشكالها كافة.‏
الشاعر رضوان أحبّ أن يختصر العالم بشاهدة ،هذه الحالة الشعورية استنبطها من الحياة والموت من الحالة الوجدانية، قلّبها شاعرنا من مخزون ماضيه، كلوحة تعبيرية فنية رسم خطوطها بقلم رصاص
وزيّنها بألوان الربيع منطلقاً من الذات ومحاكاتها ،فبدأ بطفولته التي هي مصدر وعنوان للتعريف بنفسه ،والطفولة ماهي إلا عالم جميل بفطرته وبراءته ،فكثيراً ما يميل الطفل إلى فهم ذاته من خلال المصطلحات الخاصة بميوله مثل حبه للأصوات والورود وغيرها من الأشياء التي ترتبط برغباته وميوله. يقول في قصيدته(أنا):‏
من أنا ؟‏
ولد طالع‏
ضالع بالشقاوة مثل الوعول‏
ومتهم بالمحال‏
أحب البنات اللواتي يكبرنني بقليل‏
ويأسرني في الربيع نبات لطيف‏
يسمى قرون الغزال.‏
يتابع ليصف لنا أيام المدرسة في أول يومها ،بحضور نفسية الطفل من حيث استعداده الأولي لدخوله المدرسة وكيفية إقباله عليها ، فعبر بمفرداته من خلال القلم والدفتر والحقيبة الجديدة ،كما أكثر من الأفعال الماضية في قصيدته (على سور المدينة): (وضعت -نسيت-أومأت-صرت- نجحت-خشيت-عدت-وصلت) وهنا تكمن واقعية الطفل ،فالطفل يعيش بواقعية خاصة من نوعها تختلف عن واقعية الكبار، وهذه الواقعية تتمركز حول الذات وتبتعد عن الموضوعية... عن النظر إلى العالم الخارجي‏
وذلك لعدم قدرة الطفل على التمييز بين الموضوعي والذاتي ويميل الطفل في هذه المرحلة إلى مزج الأحلام بالواقع وإسقاط مشاعره وأحاسيسه على كل ما يراه حوله، كما أنه يعتمد في تفكيره على الإلهام وليس المنطق. ويدرك العالم من منظوره الخاص ولا يستطيع إدراك الزمن ويعتمد على حواسه.‏
وأجمل ما ذكره أيام نعومة أظفاره تلك الليونة والسهولة، بل ذلك التيسير في قصيدته(مقرئ الأموات)، فقراءته إن لم تكن من الكتاب فمن ذاكرته. يقول:‏
...وكنت في طفولتي‏
أقرأ في القرآن للأموات‏
أقبض ربع ليرة‏
وربما أكثر‏
إن لم أجد قرآننا في البيت‏
أخذت أي دفتر...‏
أقرأ من ذاكرتي‏
أقرأ ما تيسّر.‏
كما ذكر من مخزون طفولته نبوءة العرافة وهي تبشره بتأويلها ، ولا غرابة فالطفل هو عالم من المجاهيل المعقدة كعالم البحار الواسع الذي كلما خاضه الباحثون، وجدوا فيه كنوزاً اًو حقائق علمية جديدة. يقول في قصيدته(العرافة):‏
عرافة‏
كان اسمها عيده‏
تخضب الحناء شعرها‏
تقرأ سرب النمل مثلما الجريده‏
* * *‏
ومرة رمت حصاها لي‏
ورمت حصية نأت عن الجميع‏
أذكر من تأويلها: أكون راعياً‏
والنجم لي قطيع.‏
عاد شاعرنا إلى التاريخ إلى زمن الفلاسفة القدماء والأنبياء، فرضوان أعاد صياغة المقولة الشهيرة للفيلسوف (هيراقليطس) (لاتستطيع أن تضع رجلك في النهر مرتين)بأسلوبه فلسفة هيراقليطس تقوم على نظرية التدفق أو الجريانof Flux theory فكل ما في الوجود في تغير دائم وتدفق مستمر، فجوهر الوجود هو الحركة والتغير المتواصلان، وهذا التغير والجريان صراع بين الأضداد وهو أساس الوجود والصيرورة، فكل شيء يحمل في داخله ضده، ويشبّه الأشياء بالنهر الجاري الذي تتغير مياهه باستمرار، فأنت لا تسبح في مياه النهر مرتين، ويتولد من هذا الصراع العالم بأسره،‏
فيكون الصراع هو القانون الحتمي الذي يحكم كل وجود، وهو لا يأتي من خارج بل ينبثق من الوجود نفسه، فالانسجام والصراع هما ماهية وحدة الأضداد. تقول القصيدة:‏
لا أنت أنت‏
ولا أنا أنا‏
لأننا في كل لحظة‏
نكون غيرنا.‏
وهناك بعض القصائد تكلم شاعرنا بها مستخدماً الضمير(أنا)، هذه الكلمة ينطقها كل إنسان بالفطرة فهي تمثل التمركز حول الذات، فمنهم من يلفظها تعبيراً عن غروره ومنهم من يلفظها دون الإيحاء أو القصد بالتضخيم.‏
ولكن الأنا هنا عند شاعرنا جاءت بالمعنى الفلسفي لتدل على جوهر الذات ، فنجد أن فلسفة الوعي تحدد الأنا بالوعي مثلما يقول ديكارت:(النفس التي أنا بها ما أنا)أي أن إنيته تكمن في النفس أو في الأنا المفكر، وتحيل الأنا أيضاً إلى حامل التمثلات باعتبار أن هذه التمثلات والإدراكات والأفكار تنتمي إلى الأنا المفكر مثلما ذهب إلى ذلك كانط هذا الأنا الذي يمثل شرط الوحدة والتأليف بين الحدوس والإدراكات في الوعي.‏
يقول كانط: إن الأنا المفكر يرافق بالضرورة كل تمثلاتي وهذا ما ينطبق على قصيدة شاعرنا(أنا). يقول:‏
صحوت من الصحو‏
هذا السواء جنون:‏
أنا من أكون!‏
أنا...‏
ضجة في الوجود بحجم الوجود‏
وزوبعة في الفراغ‏
وبعض عظام ولحم ودم‏
وما للأنا من صلات بهذا الحطام‏
سوى لذة أو ألم.‏
جاءت الأنا في ثلاث قصائد(موسى)،(محمد)،(إبراهيم) تمثل لنا صورة شعرية جميلة استطاع شاعرنا تصويرها كأقصوصة لتذكرنا بآيات القرآن الكريم وقصصه يقول في قصيدته محمد:‏
أيّل في رمال الحجاز‏
ووعل‏
حين جئت الذي كان كان‏
وما عاد قبل‏
عمتي نخلة ...والهلال صديقي‏
جاءني في المنام ...أكون سراج الزمان‏
تكون السماء طريقي‏
فأيقظت قلبي‏
وصوبته نحو بيت عتيق.‏
أما في قصيدة(موسى) فقد شبه البحر الذي يحتضن البواخر وكل ما يلقى فيه بالأم التي تحتضن طفلها، فأشار إلى اللون معبراً عن حزن الأم عندما ألقت بطفلها موسى تقول القصيدة:‏
-أخاف أن يموت‏
-ضعيه في تابوت!‏
-أخاف أن يموت‏
-ضعيه في زورق!‏
أخاف أن يغرق‏
-ألقيه في اليم‏
اليم كالأم‏
وحزنه أزرق!.‏
نعم ،إنها (شاهدة قبر)، فماهي إلا بصمة إنسان تركها وراءه لتكون شاهدة عصره ،إنها مجموعة شعرية متنوعة مختلفة بنصوصها احتضنت الماضي والحاضر والمستقبل اختصرها رضوان بشاهدة ،فأحب من خلالها أن يستعرض القصائد محطات.. يحلم ويقول ،يخاطب ويتذكر، ينادي ويعبر.....‏

رزان القرواني

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...