اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

رحلة تحت المطر ــ قصة قصيرة || فؤاد حسن محمد

 غزارة المطر الشتوي كتمت نفسي ، ركبت دراجتي الهوائية ، وحلمت بحمام سماوي يغسل جسدي ، أحسست بلسعات حبات المطر المستفزة على وجهي ، دائما كان السير تحت المطر حلما من أحلامي ، وكأن ماء السماء يطهر النفس من قذارة الأرض ،عصفت ريح قوية فتطايرت أوراق الشجر وحطت على الأرض ، وكانت الطريق خالية من البشر ومليئة بالوحل ،منظر هذه الأشياء يجعلني أشعر أني خيال ، شبح، إن لم أكن قادر على تلقى المطر دفعة واحدة ، فيجب أن لا أفقد الصلة معه .
بدوت وكأني أغرق في عالم آخر،والبعض ينظر إلي بدهشة ، هل صحيح أن المرأة ذات الشعر
الأسود ، قالت وهي تتابعني من وراء النافذة :
-اه .. لو كنت معه... إنه منظر وكأنه في بلد آخر
أنصت إليها تهامسني بلهجة ريفية محلية :
- أتأخذني معك
ودون أن أفهم ولو جزء يسير مما حدث ،جلست على المقعد ربما هي نفس المرأة ،وأرتفع صوت من ورائي :
_ أنا أعرفك ...ولدي صورة معك منذ كنت طفلة
تقدمت إلى الأمام بسرعة أكبر ، والتفت حولي محاولا تفسير الأمر ، فلم أجد أحدا ، وجهت لها كلاما عبر ضجة قطرات المطر ،تبدد في الهواء :
- عرفيني عن نفسك
حادثة مهيبة تحرك عالمي الصغير ،لقد وجدت نفسي آذان صاغية ،شيء ليس تافها أن تكون امرأة مع رجل ،تابعت بانتباه متى ستبدأ بالكلام ،امتدت يداها الناحلتان وأحاطتا بخصري ، وأرخت رأسها على كتفي ،فبدأت أشعر بضغط صدرها على ظهري ، في نهاية أحد الممرات ،بحثت عنها ورائي فلم أجد أحدا ،كانت قد اختفت .
دخلت في صراع مع حيرتي ، ففي كثير من الأحيان تمر بخيالي تهيئات أسميهم بالضحايا ، أرسلهم برمشة عين إلى الخفاء ، بل أكثر من ذلك أحطمهم قبل أن يصيروا حقيقة .
كانت أمطار تشرين قد همت منذ ساعة ،فكرت في لحظة هل نشأت تلك المرأة من شعور خفي بالذنب ، أوقفت الدراجة على طرف الجسر ، فاستطعت أن أرى حبات المطر ترسم دوائر صغيرة على صفحة النهر ،عصفت ريح قوية وعادت السماء تنثر الماء بغزارة ، لم تكن العين تقع إلا على الماء ، أنا أسمع كيف يبدأ الجنون قرب الماء ،لحظة يختلط صوت المطر برائحة التراب ، ويتدفق هذا كله في أزيز جهنمي في دهليز أذني ،عندئذ لا شيء إلا الرهاب ،وارتعاش في الرؤيا .
ثمة رأي يقول أن الحلم عقد حلفا مع الشيطان ،وأنه يوسوس للإنسان زخرف القول ،فيظهر لهم بشكل امرأة جميلة .
المطر يعصف وجهي بقوة ، دسست يدي في جيبي سروالي ،وحيدين أنا والمطر ،لا أحد هنا يستطيع أن يحرمني هذا الاغتسال ،ومغادرة حلمي هذا الجسد ليسكن في الأماكن الطاهرة ،ربما أن الله خلق المطر ليتيح للعاشق أن يكمل ما نقص من حلمه ،جمعت بكل صعوبة كل تفاصيل امرأتي وبدأت أجسدها في روح المطر .
تسمرت فوق الجسر أرتسم شخصها الرقيق على صفحة النهر ،هل سألتقي بها ،وأقترب من عاتكة ،أهكذا سنلتقي أنا أتأمل النهر وأنت تخرجين من الماء الصارخ ، آه يا عاتكة إن المطر يشبهك ،هل تذكرين كيف كنت لا أختار اللحظة المناسبة ، غشيم ،وقفت بين يديك أخرقا مشوشا ، ،يتملك نظري تورد الخجل في وجنتيك ،فكان ينسل حبي بالتدريج إلى عالمك ، الهواء مازال يلفح وجهينا بحبات المطر ،وحاولت أن أبصق بكل ما أوتيت من قوة خجلي ، وأتمتع بمعانقة الزمن ،وتلألأ النجوم في سحنتك الحنطية وأنت تصغين إلى ارتباكتي :
- أحبك
متى قلتها يجب أن يصبح الاثنين واحدا ،يكفي أن تسقط قطرة مطر واحدة كي تتداعى ذكريات هذا الحب ،وملامح وجهك وأنت ترمقيني أنفث دخان سيجارتي في وجهك ، وبدلا من ذلك ارتعدت ،وألحت علي رغبة أن أحطم المظلة التي تحمينا من المطر ،لأني لم أستطع أن أبوح بمدى حبي لك ، وها أنت ينكمش وجهك بالخيبة ،وقعت عيناي فجأة على وجهك الذي يشبه كثيرا أيقونة ملائكية ،قلت لي :
- الحب يصبح سافلا إذا لم تلتقطه قبل أن يقع

سرت ، خطوتين ...ثلاثة كنت أصغي إلى صوت الريح ،شعرت بشيء يتحرك ورائي ، نظرت ، فرأيت ذبذبة خيال أنثى يتماوج مع حبال المطر الملتوية ،أحيانا تظهر وأحيانا تختفي فجأة وتذوب في حبات المطر ، مع ذلك صوتها المغناج لا يترك رأسي :
- تعال إلمس طرف قميصي
ينسل صوتها كجرثومة في مسامات القلب ،رنوت إلى وجهها المجلل باللهيب ،الذي غمر كل شيء ، واظبت على التحديق كمن أصابه مس من البلاهة ،هتفت لي بصوت خفيض :
- أحمد
تدحرجت بين حبات المطر مستأنفا النظر إلى قميصها المبلل الملتصق بشده على ثدييها ،وتخيلت يديَّ تحل الأزرار ببط ء لتكشف عن الكنز الخبيئ قرب لعنة الشهوة ، قالت كمن تقرأ أفكاري :
- أنا خرجت من المطر لأطفئ عطشك
نظرت إلى تفاصيل جسدها ، أصبت بالخيبة من جمالها، وأدركت أني حالم ولدي تصورات أجمل عن عاتكة ، وأن حلمي أكثر أهمية من تحقيقه ،قلت لها :
- العاشقون يعيشون أحلامهم ويفتخرون أنها لا تتحقق ؟؟؟!!
ثم أدرت دراجتي الهوائية ، وغادرت .

فؤاد حسن محمد
 جبلة- سوريا

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...