لا أستطيع أن أراك،لا أستطيع أن أنظر في عينيك دون أن أتخيل قطع جسدك ممزقة بين أسناني،خيبت أملي...أدهشتني أمام نفسي...
نظرت إليه وهو نائم بجانبها على الفراش،تلمست بطنها،رفعت الثوب،أغمضت عينيها،تحسست جسدها بأصابعها،الأطفال تتحرك في أحشائها،تتضارب متدافعة،تحاول تمزيق ذلك الجدار السميك الخانق الذي يمنعها من رؤية النور،مئات من الرؤوس الصغيرة تحاول الخروج.
عاودت النظر إليه،استرجعت أول ليلة لهما،عندما أغلق الباب خلفهما،وقفت أمامه،لم تكن خائفة،ارتعاش الرغبة يسري في أوصالها غريباً محبباً،يفيض عنها،يحرقها،خجلة،أرادت أن تمنحه شيئاً لم تفكر بمنحه لأي أحد،أرادت أن تعطيه إياه بكامل إرادتها وهي فرحة،الرغبة المشتعلة في داخلها تثور في عينيه وأنفاسه
وجسده،يقترب منها،يلتصق صدره بصدرها،يرسم أنوثتها بأصابعه،كفاه تتلمس وجهها البركاني وتدفع بجسدها ليعلن ثورته وهو ينتفض بين ذراعيه،تغدو إحساساً وشعوراً ملتهباً،تنسى الدنيا،تنصهر معه في جسد واحد يتلاشى فيه كل شيء لصنع ثمرة حب شريف.
ضربت بطنها بشدة،تذكرت ذلك اليوم،كيف تحرك طفلها الأول داخل أحشائها،غريب في داخلها أحبته كثيراً،مات عقب الولادة،قلبه متعب لم يتحمل قساوة حياة مريضة ساقها إليه مرض وراثي خلقته زواجات متداخلة في عائلتها وزرعتها مع زوجها في جسده العليل،طفلها الثاني كان عاجزاً عن إدراك أي شيء باستثناء الألم.
ضغطت على شفتيها بأسنانها،إنه ما صنعته بداخلها،طفلها،جزء منها يتعذب...
كم تمنت موته،كم بكت،كم شعرت بالجنون حين تخيلت أجزاءه متناثرة في الماضي الراحل.
المسكين كان يداعبها والخوف يسكنه،كان يشعر بلبوة جريحة تنتفض حقداً وكرهاً يطالبان بالانتقام من جسدها وجسده،من آلتين مخربتين صنعتا عفريت المرض في خلايا أطفالهما الموتى،إنها تعذبه بصمتها،لوهلة قرر أن يخبرها بزواجه،بخيانته لها،كان يريد أن يرتاح،جرأته لم تدم طويلاً،بدأ يبرر لنفسه:
- إنها لا تعلم شيئاً،هو شعوري الداخلي بارتكاب الخطيئة،لا..لم تكن خطيئة،الأطباء أخبرونا باستحالة حصولنا على طفل معافى،بمرض عائلتينا الذي أصبح وراثياً بسبب القرابة العميقة بيننا،ثم إنه من حقي أن يكون لي طفل ،من حقي أن أكون أباً،من حقها أن تتكلم،ترفض،تتحرك..يبتعد عنها،يرتجف بشدة،إنه يعاشر جثة!...
هي كانت تصر على أن ينال أكبر قدر من الألم والضياع في جريمة الأطفال الموتى عندما يأتي كل ليلة ويقتل الصغار في داخلها،كانت تصر على أن تبقى الضحية الوحيدة المستسلمة لأنياب وحش كاسر بلا مشاعر،تعلم أنه متزوج،تعلم أنه ينتظر منها كلمة واحدة،هاهو بالقرب منها،كرجل آلي يقوم بمهمته الروتينية،بدأت تشتم رائحة كريهة تفوح من فمه،أول مرة تدرك أنه لم ينظف أسنانه قبل الآن ، أول مرة يشتم رائحة أسنانه الكريهة في ملامح وجهها المرعبة ويتأوه في أعماقه:
- متى ستنتهي هذه الليلة!..لكن غداً يوم آخر..ربما تقتلني..ربما يتوقف قلبي قبل أن أرى ثمن معاناتي..
حاول أن ينظر إليها دون أن يتمكن من تركيز عينيه على عينيها،لمح بريقاً ماكراً يتخفى وراء ذهول شارد يغرق جثتها الحسناء.
ذهولها حملها بعيداً،رماها فوق جسر نهر أعماقها،الدماء قانية تسير في النهر،تحمل معها مئات من الأطفال،أطفال وجوههم مقلوبة إلى الأسفل،نزلت الجسر بسرعة،حاولت أن تلتقط طفلاً،كان ميتاً،طفل معافى..واحد فقط.. إنها بحاجة لطفل واحد فقط،رفعت صوتها بحدة ،أدارت الثاني والثالث،وجدت أصابعها تشد على أعناق أطفالها الموتى،حرام أن أكون أماً..عاودت الصراخ،رمت بنفسها إلى النهر المسرع،الأطفال يلتفتون باتجاهها،بعيون ناقمة رافضة ينظرون إليها،لا تتمكن من إدراك أي واحد منهم،بل كلما لامست أصابعها وجوههم أو حتى أطرافهم انقلبت إلى آلات حادة،غريبة مميتة،وقتلتهم في أعماق نهر دمائها،قتلتهم وهم يثقبون أذنيها،يفجرون عقلها بصراخهم:
- مجرمة..قاتلة..
قتلتهم وهي تبكي وتنادي:
- أبنائي..أبنائي..طفل معافى..واحد فقط...
وتشق بطنها بأظافرها المتحولة،تخرج رحمها،ترميه بعيداً وتخرج من دماء أعماقها متعبة وحزينة كامرأة عجوز لا تدري إن كانت ذكراً أم أنثى...
فوق الجسر يقف زوجها مع امرأته الأخرى،يضمها ويقبلها بحرارة الليلة الأولى،أطفال معافون يتراكضون حولهما،تقرر،يجب أن يموتوا،تنهش لحم زوجها وامرأته بشراهة مقززة،تتخاطف الأطفال،تحاول ابتلاعهم وإغراقهم في أعماقها المظلمة،ترتجف برداً وهي تسقط على الأرض بلا أية قوة.
ذهولها وإصرار زوجها في محاولته لإقناع نفسه بعدم معرفتها لأي شيء تركاهما جسدين مسافرين فوق سرير واحد،كل منهما أدار ظهره للآخر،بينما تنهش الأفكار عالمهما...
نظرت إليه وهو نائم بجانبها على الفراش،تلمست بطنها،رفعت الثوب،أغمضت عينيها،تحسست جسدها بأصابعها،الأطفال تتحرك في أحشائها،تتضارب متدافعة،تحاول تمزيق ذلك الجدار السميك الخانق الذي يمنعها من رؤية النور،مئات من الرؤوس الصغيرة تحاول الخروج.
عاودت النظر إليه،استرجعت أول ليلة لهما،عندما أغلق الباب خلفهما،وقفت أمامه،لم تكن خائفة،ارتعاش الرغبة يسري في أوصالها غريباً محبباً،يفيض عنها،يحرقها،خجلة،أرادت أن تمنحه شيئاً لم تفكر بمنحه لأي أحد،أرادت أن تعطيه إياه بكامل إرادتها وهي فرحة،الرغبة المشتعلة في داخلها تثور في عينيه وأنفاسه
وجسده،يقترب منها،يلتصق صدره بصدرها،يرسم أنوثتها بأصابعه،كفاه تتلمس وجهها البركاني وتدفع بجسدها ليعلن ثورته وهو ينتفض بين ذراعيه،تغدو إحساساً وشعوراً ملتهباً،تنسى الدنيا،تنصهر معه في جسد واحد يتلاشى فيه كل شيء لصنع ثمرة حب شريف.
ضربت بطنها بشدة،تذكرت ذلك اليوم،كيف تحرك طفلها الأول داخل أحشائها،غريب في داخلها أحبته كثيراً،مات عقب الولادة،قلبه متعب لم يتحمل قساوة حياة مريضة ساقها إليه مرض وراثي خلقته زواجات متداخلة في عائلتها وزرعتها مع زوجها في جسده العليل،طفلها الثاني كان عاجزاً عن إدراك أي شيء باستثناء الألم.
ضغطت على شفتيها بأسنانها،إنه ما صنعته بداخلها،طفلها،جزء منها يتعذب...
كم تمنت موته،كم بكت،كم شعرت بالجنون حين تخيلت أجزاءه متناثرة في الماضي الراحل.
المسكين كان يداعبها والخوف يسكنه،كان يشعر بلبوة جريحة تنتفض حقداً وكرهاً يطالبان بالانتقام من جسدها وجسده،من آلتين مخربتين صنعتا عفريت المرض في خلايا أطفالهما الموتى،إنها تعذبه بصمتها،لوهلة قرر أن يخبرها بزواجه،بخيانته لها،كان يريد أن يرتاح،جرأته لم تدم طويلاً،بدأ يبرر لنفسه:
- إنها لا تعلم شيئاً،هو شعوري الداخلي بارتكاب الخطيئة،لا..لم تكن خطيئة،الأطباء أخبرونا باستحالة حصولنا على طفل معافى،بمرض عائلتينا الذي أصبح وراثياً بسبب القرابة العميقة بيننا،ثم إنه من حقي أن يكون لي طفل ،من حقي أن أكون أباً،من حقها أن تتكلم،ترفض،تتحرك..يبتعد عنها،يرتجف بشدة،إنه يعاشر جثة!...
هي كانت تصر على أن ينال أكبر قدر من الألم والضياع في جريمة الأطفال الموتى عندما يأتي كل ليلة ويقتل الصغار في داخلها،كانت تصر على أن تبقى الضحية الوحيدة المستسلمة لأنياب وحش كاسر بلا مشاعر،تعلم أنه متزوج،تعلم أنه ينتظر منها كلمة واحدة،هاهو بالقرب منها،كرجل آلي يقوم بمهمته الروتينية،بدأت تشتم رائحة كريهة تفوح من فمه،أول مرة تدرك أنه لم ينظف أسنانه قبل الآن ، أول مرة يشتم رائحة أسنانه الكريهة في ملامح وجهها المرعبة ويتأوه في أعماقه:
- متى ستنتهي هذه الليلة!..لكن غداً يوم آخر..ربما تقتلني..ربما يتوقف قلبي قبل أن أرى ثمن معاناتي..
حاول أن ينظر إليها دون أن يتمكن من تركيز عينيه على عينيها،لمح بريقاً ماكراً يتخفى وراء ذهول شارد يغرق جثتها الحسناء.
ذهولها حملها بعيداً،رماها فوق جسر نهر أعماقها،الدماء قانية تسير في النهر،تحمل معها مئات من الأطفال،أطفال وجوههم مقلوبة إلى الأسفل،نزلت الجسر بسرعة،حاولت أن تلتقط طفلاً،كان ميتاً،طفل معافى..واحد فقط.. إنها بحاجة لطفل واحد فقط،رفعت صوتها بحدة ،أدارت الثاني والثالث،وجدت أصابعها تشد على أعناق أطفالها الموتى،حرام أن أكون أماً..عاودت الصراخ،رمت بنفسها إلى النهر المسرع،الأطفال يلتفتون باتجاهها،بعيون ناقمة رافضة ينظرون إليها،لا تتمكن من إدراك أي واحد منهم،بل كلما لامست أصابعها وجوههم أو حتى أطرافهم انقلبت إلى آلات حادة،غريبة مميتة،وقتلتهم في أعماق نهر دمائها،قتلتهم وهم يثقبون أذنيها،يفجرون عقلها بصراخهم:
- مجرمة..قاتلة..
قتلتهم وهي تبكي وتنادي:
- أبنائي..أبنائي..طفل معافى..واحد فقط...
وتشق بطنها بأظافرها المتحولة،تخرج رحمها،ترميه بعيداً وتخرج من دماء أعماقها متعبة وحزينة كامرأة عجوز لا تدري إن كانت ذكراً أم أنثى...
فوق الجسر يقف زوجها مع امرأته الأخرى،يضمها ويقبلها بحرارة الليلة الأولى،أطفال معافون يتراكضون حولهما،تقرر،يجب أن يموتوا،تنهش لحم زوجها وامرأته بشراهة مقززة،تتخاطف الأطفال،تحاول ابتلاعهم وإغراقهم في أعماقها المظلمة،ترتجف برداً وهي تسقط على الأرض بلا أية قوة.
ذهولها وإصرار زوجها في محاولته لإقناع نفسه بعدم معرفتها لأي شيء تركاهما جسدين مسافرين فوق سرير واحد،كل منهما أدار ظهره للآخر،بينما تنهش الأفكار عالمهما...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق