أنهت سنتها الدراسية الثانوية بتفوق ، وجدت أباها عند تنفيد الوعد ، اشترى لها هاتفا ذكيا كانت يدهما من اختارته ، اعجبت به غاية الإعجاب ، إنه النسر الذي ستركبه ويحلق بها عاليا في العالم الافتراضي...لم تجد صعوبة في تعلم سرعة النقر على شاشة البصمات ، الآن ستحقق أول أمنية لها ، فتح حساب في الفيس بوك الذي كان فأل خير على ( سعيدة النگافة ) ، هكذا كان يسميها الناس سابقا أما الآن فإنها أميرة عند أحد أمراء الخليج..لقد جلب لها الهاتف الذكي السعد وهي ستقتدي بها
وتقلدها في كل شيء ...من أجل تحقيق هذا الغرض اختارت أجمل صورها ووضعتها على صفحتها ..صور جسدت الحقيقة كاملة أمام فارس الأحلام المنتظر ، زينت كل الصور ابتسامات وردية تقرأ عليها ملامح الجمال والأناقة وعنفوان الشباب..استعملت رجاحة عقلها ورحابة صدرها وتفتحها وانفتاحها لتكسب أكبر رقم من الاصدقاء والجيمات والتعليقات ، لم يخب طموحها تقاطرت عليها طلبات الصداقة من كل بقاع الارض ، تحقق الحلم وأصبح حقيقة ...
كان بين هؤلاء رجل متوسط العمر ، اسم صفحته ( سارق القلوب ) أشقر البشرة يكتب رسائله لها بلغة أجنبية صعبت عليها التواصل معه...كان عند كل ظهور له يهديها ورودا من أبهى الورود السحرية..استأنست وتعودت انتظار ساعة الأزهار المتساقطة عليها إعجابا من المحب المتيم .. وحين كان يتأخر أو لا يظهر تشعر بعصبية كبيرة وتبقى كالمجنونة تبحث عن شبيه لوردها على جداريات الصفحات ، ولما لاتجد تسجل شعورها الحزين وتشاركه الأصدقاء والعامة..يصلها تعليق المتعاطفين بالجملة ، ترد عليهم بلباقة ، توضح لهم أن سبب حزنها هروب قطها الجميل من المنزل..تتقاطر عليها مختلف صور القطط إرضاء لها..تنام متأخرة وذاكرتها تعد وتحصي أشكال وأنواع الورود التي في حوزتها منه...تستيقظ صباحا أول ما تلمس يدها شاشة الهاتف ، فتجده يعتذر مرسلا باقة من الورد..قررت أن تتعلم بعض الكلمات من لغته حتى يمكنها التواصل معه ، تأتى ذلك بسرعة ..لم يدم التواصل إلا أياما فاجأها ، الشاب ( سارق القلوب ) بطلب يدها للزواج ، كان يلح عليها ولم يترك لها فرصة للتفكير..
قبلت طلبه دون تمنع ، كما فعلت ( خديجة النگافة ) تماما ، تزوجت أميرا في السبعين ، وأنقدت نفسها من وحدة القرار. المهم هزمت البطالة والفقر والعنوسة ، فارس أحلام لا يمكن رده .. ذلك كان هدفها ، وإليه كانت تسعى . أحست بنشوة الفرح تداعب أصابع قدميها وقسمات وجهها ..تحمر الوجنتان من السعادة و الخجل . سألته وهي تتواصل معه على الشاط ..قلبها فيض شلال من العواطف ( ما اسمك ، لا تقل لي ( اسمك سارق القلوب )) ، رد عليها دون تكلف مؤكدا ( نعم سارق القلوب وقبك أصبح ملكي ...! ) ..كادت تطير من الفرح حبها أصبح قوس قزح يعانق ضباب الخلجان . شجعته مبتسمة ( سامنحك قلبي دون عناء السرقة ! ) . سألها بدوره عن اسمها ، أجابته بالسرعة اللازمة، ( اسمي ، (عربية ) وهو اسم صفحتي الشخصية الفيسبوكية ) ، كرر الاسم ناطقا حرف العين ألفا ، تهللت أسارير وجهها ، أحست بالغبطة والنشوة .. كررت طلب التعرف على اسمه ، كان جوابه ( بوش ) ، ضحكت وهي تمنحه قبلة هوائية معروفة في عالم الشاط ، ( بوش الأب أم بوش الابن !؟ ) ، بقي متمسكا بابتسامه وهو يمنحها برهة من الغزل الذي تفصله مسافات ضوئية بين العشيقين ، طلبت منه تحديد وقت الخطوبة ، أكد لها استعجاله ، قالت ( خير البر عاجله ) . لم يمنحها فرصة إشاعة الخبر بين الأهل والأحباب ، وتجهيز نفسها لليوم الموعود حتى هاتفها من المطار يدعوها للقائه ، أخبرت الأسرة التي أصبحت في حالة استنفار استعدادا لاستقبال ضيف جاد به الهاتف الذكي عالمه الافتراضي ..
تعرفت عليه في المطار بسرعة لأنه يشهر لوحة مكتوب عليها ( سارق القلوب ) . حيته بوداعة ، رد عليها التحية ، أرادت أن تساعده في حمل الحقيبة التي تصحبه ، تود أن تفعل مثل المرأة العربية الخدومة للرجل ، رفض وعلل بأنها خفيفة الوزن . قبل أن يصلا باب المنزل شاع الخبر ببن الجيران ، يؤكد مجيء دكتور جراح متخصص في زاعة القلوب لخطبة ( عربية ) . الكل كان متلهفا لمعرفة هذا الحظ والسعد الذي جادت به صفحة الفيسبوك .. ارتفعت زغاريد النسوة ، واستقبل ( الدكتور بوش ) بالثمر والحليب جريا على العادة . على أنغام فرقة گناوية قدم لها خاتم عربون المحبة . كان عارفا بشروط الزواج ، لم يترك لها فرصة تدعوه فيها للدخول للإسلام ، بل بادرها بالقبول بالشهادتين . حضر حفل الغداء إمام المسجد والكثير من سكان الحي ، أسلم على أيديهم وسموه ( قابيل ).
قبيل الغروب خرجت مع خطيبها لزيارة المدينة، وبعد أن أصابهما العياء اقترح عليها التعرف على النزل الذي سيقيم فيه ، لم تمانع مادامت الزيارة لن يطول وقتها لأن الأهل ينتظرونهم على العشاء ..أخذ بيدها ودخلت معه الغرفة المحجوزة باسمه ، من واجب الضيافة أن يقدم لها مشروبا ، شربته فوجدته في غاية اللذة ..انتظرت الأسرة (عربية) لكنها لم تعد إلى المنزل ، وفي الصباح نشرت الجرائد الخبر التالي :
( وجود فتاة ميتة ، بعد سرقة القلب من الجسم ) .
عبدالرحمن الصوفي
وتقلدها في كل شيء ...من أجل تحقيق هذا الغرض اختارت أجمل صورها ووضعتها على صفحتها ..صور جسدت الحقيقة كاملة أمام فارس الأحلام المنتظر ، زينت كل الصور ابتسامات وردية تقرأ عليها ملامح الجمال والأناقة وعنفوان الشباب..استعملت رجاحة عقلها ورحابة صدرها وتفتحها وانفتاحها لتكسب أكبر رقم من الاصدقاء والجيمات والتعليقات ، لم يخب طموحها تقاطرت عليها طلبات الصداقة من كل بقاع الارض ، تحقق الحلم وأصبح حقيقة ...
كان بين هؤلاء رجل متوسط العمر ، اسم صفحته ( سارق القلوب ) أشقر البشرة يكتب رسائله لها بلغة أجنبية صعبت عليها التواصل معه...كان عند كل ظهور له يهديها ورودا من أبهى الورود السحرية..استأنست وتعودت انتظار ساعة الأزهار المتساقطة عليها إعجابا من المحب المتيم .. وحين كان يتأخر أو لا يظهر تشعر بعصبية كبيرة وتبقى كالمجنونة تبحث عن شبيه لوردها على جداريات الصفحات ، ولما لاتجد تسجل شعورها الحزين وتشاركه الأصدقاء والعامة..يصلها تعليق المتعاطفين بالجملة ، ترد عليهم بلباقة ، توضح لهم أن سبب حزنها هروب قطها الجميل من المنزل..تتقاطر عليها مختلف صور القطط إرضاء لها..تنام متأخرة وذاكرتها تعد وتحصي أشكال وأنواع الورود التي في حوزتها منه...تستيقظ صباحا أول ما تلمس يدها شاشة الهاتف ، فتجده يعتذر مرسلا باقة من الورد..قررت أن تتعلم بعض الكلمات من لغته حتى يمكنها التواصل معه ، تأتى ذلك بسرعة ..لم يدم التواصل إلا أياما فاجأها ، الشاب ( سارق القلوب ) بطلب يدها للزواج ، كان يلح عليها ولم يترك لها فرصة للتفكير..
قبلت طلبه دون تمنع ، كما فعلت ( خديجة النگافة ) تماما ، تزوجت أميرا في السبعين ، وأنقدت نفسها من وحدة القرار. المهم هزمت البطالة والفقر والعنوسة ، فارس أحلام لا يمكن رده .. ذلك كان هدفها ، وإليه كانت تسعى . أحست بنشوة الفرح تداعب أصابع قدميها وقسمات وجهها ..تحمر الوجنتان من السعادة و الخجل . سألته وهي تتواصل معه على الشاط ..قلبها فيض شلال من العواطف ( ما اسمك ، لا تقل لي ( اسمك سارق القلوب )) ، رد عليها دون تكلف مؤكدا ( نعم سارق القلوب وقبك أصبح ملكي ...! ) ..كادت تطير من الفرح حبها أصبح قوس قزح يعانق ضباب الخلجان . شجعته مبتسمة ( سامنحك قلبي دون عناء السرقة ! ) . سألها بدوره عن اسمها ، أجابته بالسرعة اللازمة، ( اسمي ، (عربية ) وهو اسم صفحتي الشخصية الفيسبوكية ) ، كرر الاسم ناطقا حرف العين ألفا ، تهللت أسارير وجهها ، أحست بالغبطة والنشوة .. كررت طلب التعرف على اسمه ، كان جوابه ( بوش ) ، ضحكت وهي تمنحه قبلة هوائية معروفة في عالم الشاط ، ( بوش الأب أم بوش الابن !؟ ) ، بقي متمسكا بابتسامه وهو يمنحها برهة من الغزل الذي تفصله مسافات ضوئية بين العشيقين ، طلبت منه تحديد وقت الخطوبة ، أكد لها استعجاله ، قالت ( خير البر عاجله ) . لم يمنحها فرصة إشاعة الخبر بين الأهل والأحباب ، وتجهيز نفسها لليوم الموعود حتى هاتفها من المطار يدعوها للقائه ، أخبرت الأسرة التي أصبحت في حالة استنفار استعدادا لاستقبال ضيف جاد به الهاتف الذكي عالمه الافتراضي ..
تعرفت عليه في المطار بسرعة لأنه يشهر لوحة مكتوب عليها ( سارق القلوب ) . حيته بوداعة ، رد عليها التحية ، أرادت أن تساعده في حمل الحقيبة التي تصحبه ، تود أن تفعل مثل المرأة العربية الخدومة للرجل ، رفض وعلل بأنها خفيفة الوزن . قبل أن يصلا باب المنزل شاع الخبر ببن الجيران ، يؤكد مجيء دكتور جراح متخصص في زاعة القلوب لخطبة ( عربية ) . الكل كان متلهفا لمعرفة هذا الحظ والسعد الذي جادت به صفحة الفيسبوك .. ارتفعت زغاريد النسوة ، واستقبل ( الدكتور بوش ) بالثمر والحليب جريا على العادة . على أنغام فرقة گناوية قدم لها خاتم عربون المحبة . كان عارفا بشروط الزواج ، لم يترك لها فرصة تدعوه فيها للدخول للإسلام ، بل بادرها بالقبول بالشهادتين . حضر حفل الغداء إمام المسجد والكثير من سكان الحي ، أسلم على أيديهم وسموه ( قابيل ).
قبيل الغروب خرجت مع خطيبها لزيارة المدينة، وبعد أن أصابهما العياء اقترح عليها التعرف على النزل الذي سيقيم فيه ، لم تمانع مادامت الزيارة لن يطول وقتها لأن الأهل ينتظرونهم على العشاء ..أخذ بيدها ودخلت معه الغرفة المحجوزة باسمه ، من واجب الضيافة أن يقدم لها مشروبا ، شربته فوجدته في غاية اللذة ..انتظرت الأسرة (عربية) لكنها لم تعد إلى المنزل ، وفي الصباح نشرت الجرائد الخبر التالي :
( وجود فتاة ميتة ، بعد سرقة القلب من الجسم ) .
عبدالرحمن الصوفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق