كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحا تقريبا عندما استيقظ المدير مذعورا. لمس زر الإنارة و أشعل الضوء. عندما تفحص ساعته الجيبية، انتبه إلى أنه لا زال الوقت باكرا جدا كي يستيقظ. أطفأ الضوء و حاول أن ينام مجددا. كان بإمكانه أن ينام نومةً هنيئة حتى الثالثة و النصف. كانت زوجته تبدو مستسلمة لنوم عميق. لم ينتبه المدير إلى أنها أحست به و أنها كانت هي الأخرى مستيقظة في تلك اللحظة. غير أنهما معا استمرا في صمت، جنبا إلى جنب، وسط العتمة التامة داخل غرفة النوم.
لكن بعد مرور بضع دقائق، لم يعد النوم للمدير ولا إلى زوجته التي لم تتبين السبب و هي تتبع بسمعها الحركات التي كان يقوم بها زوجها في السرير و حتى إيقاع تنفسه و رمْش عينيه. لقد تزوجا منذ سنتين. كانت بُنية ذات ثلاثة أشهر تنام في مهدها بالغرفة المجاورة تحت رعاية إحدى المرضعات. تزوج المدير من إيفا ليس عن حب و إنما من أجل منفعة إذ كانت هذه الأخيرة ذات قرابة بعيدة مع ضون خوليو، صاحب المزرعة. لقد قام المدير، بالفعل، بصفقة جيدة: بمجرد زواجهما رقاه المشغل من مجرد كبير الخدم بالحقل مقابل أجر قوامه 60 صُولًا و حصة بسيطة من اللحم و الأرز، إلى مدير عام للمزرعة، مقابل 150 صولًا شهريا و ثلاث وجبات يومية. من جانب آخر، و لأن القرابة المعنية لم تكن تعني الشيء الكثير في عيني المشغل – قاس، متبجح و بخيل – فإن هذا الأخير، بعد الزواج، قد غير نسبيا التعامل الذي كان يخص به كبيرَ خدمه السابق في الحقل. كان يبتسم في وجهه، على الأقل، مرة في الأسبوع. كان كذلك قد اعتاد على أن يسبغ تعليماته أحيانا، أمام العمال و باقي المستخدمين الآخرين، بنبرات مفاجئة تنم عن الاحترام. كما سمح للمدير رفقة زوجته، مرة في الشهر، بالذهاب في زيارة إلى منزل المزرعة و تناول الطعام على مائدة أقارب المشغل الفقراء. أخيرا، في 28 يوليوز من كل سنة، يوم العيد الوطني، كان أمين الصندوق يتلقى أمرا يقضي بأن يعطي للمدير أجرة مجانية. لكن الأُعطية الكبرى ما زالت لم تُستلم بعد، رغم كونها موعودة.
في يوم ميلاد ابنة المدير، قالت زوجة رب العمل لزوجها، بينما كانا يتناولان العَشاء:
– هل تعرف أمرا؟
و إذا برب العمل الذي لم يستثن جبروته و قساوته حتى زوجته، يحرك رأسه نافيا.
لقد ولدت إيفا، هذا الصباح – أضافت ربة العمل – و المولود طفلة صغيرة.
– غبية! تذرع رب العمل بنبرة مستهزئة -. لا تعرف كيف تلد طفلا. لماذا لا تلد صبيا ذكرا؟
كان رب العمل يتكلم ناطقا الكلمات كصيني يجهل الإسبانية. لماذا هذه العادة الفريدة جدا؟ هل كان يفعل ذلك ربما لأنه في الواقع لم يكن قادرا على نطق الإسبانية جيدا؟ لا. لقد كان يفعل ذلك بدافع التكبر و الغطرسة اللذين تعود عليهما. عندما كانت المزرعة لا زالت بين يدي أبيه – مهاجر إيطالي اغتنى في البيرو ببيع منتوجات وافدة من وراء البحر بالتقسيط – كانت أغلبية عمال الحقول فيها من الصينيين. عندها كان يعامل هؤلاء العمال الآسيويين كعبيد. كان بإمكان أب رب العمل الحالي و أي واحد من رؤساء عمله و مستخدميه السامين أن يضرب بالصوت أو العصا أو يقتل بطلقة نارية من المسدس أحد هؤلاء العمال لأتفه الأسباب. و هكذا إذن، فإن رب العمل الحالي قد نشأ مخدوما من طرف الصينين و مستسلما لظاهرة غريبة تمثلت في العلاقة الجامعة بين اللغة المستعملة آنذاك في التعامل مع هؤلاء العمال و وضع العبيد الذي تعود ضون خوليو أن يراه في العمال، و بصفة عامة، فيمن هم أقل منه رزقا. لقد كانت عادة أن يسمع المرءُ ربَّ العمل يُكلم بإسبانية متخللة بالصينية كل سكان مزرعته. قلما كان يهم ألا يتعلق الأمر بهؤلاء العمال الآسيويين و إنما بسكان أصليين متحدرين من جبال البيرو. لهذا كانت لغته تبدو مثيرة للسخرية غير خالية من هالة فيودالية و دموية.
كان ضون خوليو، ليلة ولادة ابنة المدير تلك، قد نادى على هذا الأخير إلى مكتبه بعد أن تناول العشاء و قال له بحزم:
– أنت أصبحت أبا لطفلة. لماذا لا تنجب ولدا؟ أنت غبي!
كان المدير، و هو يقف متخذا وضعية تنم عن التواضع، قد احمر وجهه من شدة التأثر عندما شعر بأنه تشرف بأن يهتم ربُّ العمل هكذا بأحوال أقاربه. هزه خليط من الفخر و الحياء أمام الكلمات الراعية لرب العمل و لم يعرف كيف يجيبه. تكلف ابتسامة و أحنى جبينه. عندها، أضاف رب العمل بأبوية:
– تشجع و أنجب صبيا ذكرا، ولدا فحلا. إن أنت أنجبت صبيا ذكرا فإنني سأهديك عشرة آلاف صُولٍ.
بعدها خطا ضون خوليو بضع خطوات عريضة بساقي العملاق الطويلتين و خرج من المكتب، دون أن يترك للمدير وقتا كي يشكره على هذا الوعد الوازن.
منذ ذلك الحين و المدير يعيش بشغل شاغل باستمرار يتمثل في إنجاب ولد ذكر. بمجرد ما عبر رب العمل عن هذا الوعد، سارع المدير فورا إلى إبلاغ ذلك إلى زوجته، و التي هي في لا وعيها قليلة حياء بشكل كبير، فاستقبلت الخبر بالقفز فرحا و حماسا. بدأ كلا الزوجين يحلمان ليلَ نهارَ في إنجاب ذاك الولد الذكر الذي سيجلب إليهما تلك العشرة آلاف صُولٍ الموعودة…ليلَ نهارَ. كان هذا الأفق يتجلى لهما، بصفة رئيسة، كلما حلت بهما ضائقة مالية، و في بعض الأحيان كانا يتحدثان عن مشاريع السعادة المستقبلية. كانا يحتاجان إلى أن يلبسا أحسن من آل كيسادا. كانا في حاجة إلى اقتناء أثاث جديد لمنزل مدينة تشيكلايو. زيادة على ذلك، سيكون من الملائم القيام بجولة صغيرة في مدينة ليما. لماذا يملك آل هيريرا و آل أُوليركادو وحدهما فقط الحق في الذهاب كل سنة للتجول في ليما؟
– اُنظر، أرتورو – كانت تقول إيفا لزوجها في هذيان وهمي -، إن تمكنا من إنجاب الابن خلال هذه السنة فإنه سيكون بإمكاننا أن نقضي فترة الصيف في ميرافلوريس. أُواه، يا له من أمر رائع ذاك! كيف ستموت كل صديقاتي من شدة الحسد!
في غمرة من الحماس، كانت إيفا تضع ذراعيها في عنق المدير و هي تعلق بنبرة فيها مسحة جدية:
– أعتقد أن ضون خوليو يفعل ذلك كي تشتغل أنت أفضل و تقوم بكل واجبات منصبك كما يجب. هل تعتقد أنت أنه راضٍ عن عملك؟
– أعتقد ذلك كثيرا. إنه فرح جدا. لو كان العكس ما كان ليعدني بالهدية. في ذلك اليوم، جعلته من جديد يربح من المزرعة مالا وافرا.
– كيف، حبيبي أرتوريتو؟ كيف فعلت ذلك؟
– خلال الأسبوع المنصرم، اشتغل فريق من العمال المياومين المتعاقدين مع منشأة بوجا لمدة ستة أيام بالمقطوعية من أجل أن يُقطعوا القصب. و أنا كنت أعرف ذلك تمام المعرفة. و كان رئيس العمال قد سجل هو الآخر في جدول الرواتب تلك الأعمال. لكن يوم السبت مساءً، كمن لا يعرف عن الأمر شيئا، مررت على الصندوق ساعة أداء الرواتب الأسبوعية. رأيت بالصدفة جداول الرواتب الأسبوعية على المائدة و عندما وجدت ذاك الجدول الخاص بالعمال المياومين، تصرفت كما لو أن رؤيته فاجأتني. ناديت على رئيس العمال و سألته عن السبب الذي كان سيجعله يؤدي لأناس عن عمل كنت أجهله و، بصفة خاصة، لم أصدر أمرا بإنجازه. تم الإدلاء بالبيانات الضرورية في القضية و خلصت إلى القول إنه لن تؤدى تلك الرواتب ما دام الأمر كان يتعلق بعمل لم آمر به أنا. و هكذا قُضي الأمر. المجموع: بضع مئات من الصُّولِ تم ادخارها لمصلحة المزرعة.
بقيت إيفا مستغرقة في التفكير ثم سألت مترددة:
– و لكن، لم يتقاضَ العمال أجرهم؟
– بالطبع لا. إن كنت تقصدين، على وجه التحديد، هذا الأمر.
– لكن…المساكين! و لا حتى المتعاقد معهم قد أدى لهم؟
– يؤدي لهم المتعاقد معهم، تقولين؟ – هتف المدير ساخرا – حسنا، سيكون المتعاقد غبيا إن هو صرف مالا لم يجنه…
آنئذ اتفقت إيفا مع زوجها حول كون الهدية الموعودة من طرف رب العمل لا علاقة لها بأعمال المدير و إنما كان ذلك فعلا كريما بعيدا عن أي مصلحة ضيقة.
***
في هذه الليلة، حيث لم يغتمض للمدير جفن، كانت قد خطرت بباله فجأة فكرة الهدية الموعودة من طرف ضون خوليو. لو نجح المدير في إنجاب طفل ذكر فإن ذلك سيكون أمرا رائعا. لكن، ما السبيل إلى ذلك؟ لقد طرح هو و زوجته هذا السؤال على نفسيهما أكثر من مرة. ما السبيل إلى إنجاب ابن ذكر؟ لقد كانا يفكران معا في أن القضية رهينة بالأكل جيدا. في أحايين أخرى، كانا يعتقدان أن ذلك مسألة تقنية، و في ساعات الشك كانا يفكران، و هما يواصلان التجريب، في أن المسألة مرتبطة بتدابير القدر و أن ما باليد حيلة لتُفعل. كانت الزيجة تقضي لياليها و هي تتحرق من شدة الجهد و الشوق. في بعض المناسبات، كانت إيفا، بعد انكماش بطولي و محسوب مثل مبرهنة الجذر المكعب، تستغرق في صمت تجريدي لتهتف بعد ذلك فجأة و هي تقبل زوجها و تتصبب عرقا:
– لقد حُلت المسألة! أعتقد أنها حلت! أحس أنها حلت الآن! أحس بها. أحس بها بكل وضوح!
– لا – كان يجيب أرتورو و هو منهك و خائر الهمة -. أنا أحسست بأن الأمر ليس كذلك. هذا مجرد مزاح.
في أحايين أخرى، كان المدير هو من اعتاد الهتاف في غمرة نشوته:
– قُضي الأمر!… قضي الأمر!…قضي الأمر!…قضي الأمر!…
في المقابل، كانت إيفا تبدو مشككة لكنها لم تكن تجرؤ على إحباط زوجها بل كانت تجيبه بصوت لاهث و ضعيف:
– نعم…ربما…ربما…
عندما تذكر المدير، في ليلة الأرق هذه، كل هذه المشاهد و النضالات من أجل العشرة آلاف صُولٍ الموعودة من طرف ضون خوليو، تعكر مزاجُه. استدار بجسده في الفراش فجأة و أطلق نفخة غضب. هل سبق أن عرف الناس قضية غبية كهذه! عدم القدرة على إنجاب ابن ذكر. لقد كان ذاك قمة سوء الحظ!
سمعت إيفا نفخة زوجها الحانقة و فهمت فورا ما كان يفكر فيه أرتورو. تروَّت قليلا و تظاهرت بأنها كانت تستيقظ لتوها مُقربة بطريقة عشوائية جسدها العاري و الساخن من جسد زوجها. بعد ذلك مدت ذراعها فوق كتفه و استمرت في التحرك و الاحتكاك به. من جانبه، فكر أرتورو في ضرورة أن يكون ملحاحا لقاء هدفه و ألا يهجر بأي سبب كان مشروع العشرة آلاف صُولٍ. دقائق بعد ذلك، مسك بدوره زوجته من خصرها و قبَّل بعضُهما البعض دون أن ينبسا ببنت شفة. لكن، فشل المشروع كليا هذه المرة؛ إذ سبعة أشهر بعد ذلك كانت إيفا تستعد لإنجاب مولودة أنثى.
*القصة في الأصل الإسباني:
Viaje alrededor del porvenir
A eso de las dos de la mañana despertó el administrador en un sobresalto. Tocó el botón de la luz y alumbró. Al consultar su reloj de bolsillo, se dio cuenta de que era todavía muy temprano para levantarse. Apagó y trató de dormirse de nuevo. Hasta las tres y media podía dar un buen sueño. Su mujer parecía estar sumida en un sueño profundo. El administrador ignoraba que ella le había sentido y que, en ese momento, estaba también despierta. Sin embargo, los dos permanecían en silencio, el uno junto al otro, en medio de la completa oscuridad del dormitorio.
Pero pasados unos minutos, no le volvía el sueño al administrador, y su mujer, sin saber por qué, tampoco podía ya dormir, siguiendo con el oído los movimientos que, de cuando en cuando, hacía su marido en la cama y hasta el ritmo de su respiración y el parpadeo de sus ojos. Hacía dos años que eran casados. Una hijita de tres meses dormía en su cuna, en la habitación contigua, a cargo de una nodriza. El administrador casó con Eva, no porque la quisiera, sino por conveniencia, pues esta tenía un lejano parentesco con don Julio, patrón de la hacienda. El administrador hizo, en efecto, un buen negocio: apenas se casaron, el patrón lo había ascendido de simple mayordomo de campo, con 60 soles de sueldo y una simple ración de carne y arroz, a administrador general de la hacienda, con 150 soles mensuales y tres raciones diarias. De otro lado, aun cuando el parentesco en cuestión no contaba mucho a los ojos del patrón -hombre duro, vanidoso y avaro- con el matrimonio cambió en parte el tratamiento que le daba a su ex-mayordomo de campo. Tenía para él una sonrisa, por lo menos, a la semana. Solía también a veces dar a sus instrucciones, delante de los obreros y los otros empleados, repentinas entonaciones de deferencia. Una vez al mes, les estaba acordado al administrador y a su mujer, ir de visita a la casa-hacienda y comer en la mesa de los parientes pobres del patrón. Por último, el 28 de julio de cada año, día de la fiesta nacional, recibía el cajero orden de dar al administrador un sueldo gratis. Mas la dádiva mayor no había sido todavía recibida, aunque ya estaba prometida.
El día en que nació la hija del administrador, la mujer del patrón le dijo a su marido, a la hora de cenar:
–¿Sabes una cosa?
El patrón, cuyo despotismo y frialdad no exceptuaba ni a su mujer, movió negativamente la cabeza.
–Eva ha dado a luz esta mañana -añadió la patrona- y la criatura es mujercita.
–¡Zonza! -argumentó el patrón en tono de burla-. No sabe hacé hico. ¿Po qué no hacé uno muchacho hombre?
El patrón hablaba pronunciando las palabras como chino que ignorase el español. ¿Por qué tan singular costumbre? ¿Lo hacía acaso porque, en realidad, no pudiese articular bien el español? No. Lo hacía por hábito de soberbia y de dominio. Cuando la hacienda estuvo aún en manos de su padre -un inmigrante italiano, que se hizo rico en el Perú, vendiendo ultramarinos al por menor- la mayor parte de los obreros del campo eran chinos. Estos culíes eran tratados entonces como esclavos. El padre del actual patrón y cualquiera de sus capataces o empleados superiores podían azotar, dar de palos o matar de un tiro de revólver a un culí, por quítame allí esas pajas. Así, pues, el actual patrón creció servido por chinos y obedeciendo a un raro fenómeno de persistente relación entre el lenguaje usado por aquel entonces en el trato con los culíes y la condición de esclavos en que don Julio se había acostumbrado a ver a los obreros y, de modo general, a cuantos le eran económicamente inferiores, se hizo hábito oír al patrón hablar en un español chinesco a todos los habitantes de su hacienda. Nada importaba que ahora no se tratase ya de culíes sino de indígenas de la sierra del Perú. Su lenguaje resultaba, por eso, de un ridículo no exento de una aureola feudal y sanguinaria.
Don Julio, aquella noche del nacimiento de la hija del administrador, había llamado a este a su escritorio después de cenar, y le dijo severamente:
–Tú tene ahora una hica. Por qué tú no hacé uno muchacho. ¡Tú ée zonzo!
El administrador de pie y en actitud humilde, se puso colorado de emoción, al sentirse honrado, con el hecho de que el patrón se interesase así por la vida de los suyos. Una mezcla de orgullo y de pudor le estremeció ante las palabras protectoras del patrón y no supo qué contestar. Sonrió penosamente y bajó la frente. El patrón añadió, entonces, paternalmente:
–Anda tú hacé uno hico muchacho, uno hico macho. Si tú hacé un chico home, yo date legalo di mil soles.
Después dio don Julio unos largos pasos con sus enormes piernas de gigante y salió del escritorio, sin dejarle tiempo al administrador para darle las gracias por tamaña promesa.
Desde entonces, el administrador vivía con la constante preocupación de engendrar un hijo hombre. Formulada la promesa por el patrón, se apresuró a comunicarla inmediatamente a su mujer, la cual, en su gran inconciencia, vecina de un impudor casi cínico, recibió la noticia con saltos de alegría y entusiasmo. Ambos cónyuges empezaron a soñar día y noche en aquel alumbramiento de un hijo hombre, que les traería los diez mil soles prometidos… día y noche. Esta perspectiva surgía ante ellos principalmente cada vez que se veían en apuros de dinero y en cuantas ocasiones hablaban de proyectos de futuro bienestar. Necesitaban vestirse mejor que los Quesada. Necesitaban comprar muebles nuevos para la casa de Chiclayo. Además, convendría hacer un paseíto a Lima. ¿Por qué solamente los Herrera y los Ulercado tenían derecho a ir a pasear a Lima todos los años?
–Mira, Arturo -decía Eva, en un delirio de ilusión a su marido-, si llegamos a tener el chico este año, podríamos pasar la temporada de verano en Miraflores. ¡Oh, qué maravilla sería eso! ¡Cómo se morirían de envidia todas mis amigas!
En un transporte de entusiasmo, Eva echaba los brazos al cuello del administrador y acotaba, poniéndose seria:
–Pero creo que don Julio lo hace tal vez para que trabajes mejor y cumplas debidamente con los deberes de tu puesto. ¿Crees tú que está contento con tu trabajo?
–Ya lo creo que sí. Está contentísimo. De otra manera, no me habría prometido el regalo. El otro día, le hice ganar de nuevo a la hacienda un montón de dinero.
–¿Cómo, Arturito mío? ¿Cómo lo hiciste?
–La semana pasada, un equipo de braceros de la Contrata Puga trabajó seis días en un destajo de corte de caña. Yo lo sabía perfectamente. El caporal había también registrado en la planilla esas tareas. Pero el sábado por la tarde, pasé, como quien no hace la cosa, por la caja a la hora del pago de las planillas semanales. Miré al azar las planillas sobre la mesa y al encontrarme con la de los cañeros, hice como que me sorprendía de verla. Llamé al caporal y le pregunté por qué se iba a pagar a esa gente un trabajo que yo ignoraba y que, sobre todo, yo no había ordenado que se hiciese. Se hicieron los esclarecimientos del caso y acabé diciendo que no se pagasen esos salarios, puesto que se trataba de un trabajo que yo no había ordenado. Y así se hizo. Total: unos cientos de soles ahorrados para la hacienda.
Eva se quedó pensativa y preguntó vacilante:
–Pero ¿y los obreros no cobraron su trabajo?
–Naturalmente que no. Si, precisamente, de eso es de lo que se trataba.
–Pero… ¡Pobrecitos! ¿Y el contratista tampoco les pagaría?
–¿Pagarles el contratista, dices? -exclamó el administrador con sarcasmo-. Bueno será Puga para desembolsar un dinero que él no ha recibido…
Eva quedó entonces con su marido en que el regalo prometido por el patrón no tenía nada que ver con los servicios del administrador, sino que era una cosa completamente desinteresada y generosa.
***
Y esta noche, en que el administrador ya no podía conciliar el sueño, vino a su mente de súbito la idea del regalo prometido por don Julio. Si el administrador lograba engendrar un hijo macho, sería una cosa formidable. Pero ¿cómo lograrlo? Más de una vez se habían hecho él y su mujer esta interrogación. ¿Cómo engendrar un hijo hombre? Los dos pensaban que la cosa consistía en alimentarse bien. Otras veces creían que era cuestión de técnica y, en las horas de escepticismo, pensaban, siguiendo su experiencia, que eran estos designios de la suerte y que no había nada que hacer. La pareja pasaba noches ardidas de esfuerzo y ansiedad. Había ocasiones en que Eva, después de un espasmo heroico y calculado, como un teorema de raíz cúbica, se sumía en un silencio abstracto para luego exclamar de pronto, besando sudorosa a su marido:
–¡Ya! ¡Yo creo que ya! ¡Siento que ahora sí, que ya! Lo siento. ¡Lo siento claramente!
–No -respondía Arturo, exhausto y desalentado-. Yo he sentido que no. Esto es una broma.
Otras veces era el administrador quien solía exclamar en el instante preciso de su goce:
–¡Ya!… ¡Ya!… ¡Ya!… ¡Ya!…
Eva, por el contrario, se mostraba escéptica, aunque no se atreviese a desalentar a su marido y, más bien, le respondía con jadeante y débil voz:
–Sí… Probablemente… Probablemente…
El administrador, al recordar esta noche de insomnio, todas estas escenas y luchas por los diez mil soles prometidos por don Julio, se puso de mal humor. Se dio una vuelta brusca en la cama y lanzó un bufido de cólera. ¡Habrase visto cosa más imbécil! No poder engendrar un hijo macho. ¡Era el colmo de la mala suerte!
Eva oyó el bufido rabioso de su marido y de golpe comprendió en qué estaba pensando Arturo. Meditó un momento y fingió despertar solamente en ese instante, acercando a ciegas sus carnes desnudas y cálidas al cuerpo de su marido. Después le echó el brazo sobre el hombro y siguió agitándose y rozándose con él. Por su parte, Arturo se dio a reflexionar en la necesidad de ser tenaz en su propósito y de no abandonar por ningún motivo la empresa de los diez mil soles. Unos minutos después, tomó, a su turno, por la cintura a su mujer y se besaron sin pronunciar palabras. Pero, esta vez, la empresa abortó completamente, pues siete meses más tarde, Eva daba a luz una mujercita.
*شاعر و كاتب و صحافي و مترجم بيروفي مشهور جدا. وُلد في بلدة دي تشوكو في جبال الأنديث (البيرو) عام 1892، ثم توفي في العاصمة الفرنسية باريس عام .1938 ويعتبر باييخو واحداً من أعظم شعراء اللغة الإسبانية في كل العصور، وأكثرهم صعوبة وتعقيداً على الإطلاق. ولكنه يبقى على الرغم من ذلك أحد أوسع الشعراء شعبية. في بداية عام 1918 سافر إلى العاصمة ليما، ونشر بعض قصائده في مجلاتها. وفي نهاية العام نفسه ظهر كتابه الشعري الأول “النذراء السود”. وبالرغم من أن الكتاب يحمل بصمات تيار الحداثة الأمريكي اللاتيني، إلا أن باييخو يظهر فيه كشاعر مختلف. وقد جلب له هذا الكتاب شهرة كبيرة وبدأت سمعته الأدبية بالتعاظم إثر ذلك. و في وقت سابق، كنا قد أقدمنا على ترجمة قصيدته “النذراء السود” إلى اللغة العربية و هي نفسها التي أخذ منها الشاعر عنوان الديوان السابق الذكر كذلك. و هي قصيدة مليئة بالوجع و الإحباط و الألم و الشك و القلق الوجودي الذي تستشعره الذات الشاعرة و من خلالها الكائن الإنساني في دوامة الحياة التي يبدو على أنها ليست في عقيدة الشاعر خير العوالم الممكنة بل هي جهنم و خراب بحكم الظروف السياسية و الاقتصادية و التاريخية و الاجتماعية التي عاش فيها الشاعر و التي نظم فيها هذا الديوان ككل، و التي كانت تجتازها البشرية جمعاء غداة نهاية العقد الثاني من القرن العشرين.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.
لكن بعد مرور بضع دقائق، لم يعد النوم للمدير ولا إلى زوجته التي لم تتبين السبب و هي تتبع بسمعها الحركات التي كان يقوم بها زوجها في السرير و حتى إيقاع تنفسه و رمْش عينيه. لقد تزوجا منذ سنتين. كانت بُنية ذات ثلاثة أشهر تنام في مهدها بالغرفة المجاورة تحت رعاية إحدى المرضعات. تزوج المدير من إيفا ليس عن حب و إنما من أجل منفعة إذ كانت هذه الأخيرة ذات قرابة بعيدة مع ضون خوليو، صاحب المزرعة. لقد قام المدير، بالفعل، بصفقة جيدة: بمجرد زواجهما رقاه المشغل من مجرد كبير الخدم بالحقل مقابل أجر قوامه 60 صُولًا و حصة بسيطة من اللحم و الأرز، إلى مدير عام للمزرعة، مقابل 150 صولًا شهريا و ثلاث وجبات يومية. من جانب آخر، و لأن القرابة المعنية لم تكن تعني الشيء الكثير في عيني المشغل – قاس، متبجح و بخيل – فإن هذا الأخير، بعد الزواج، قد غير نسبيا التعامل الذي كان يخص به كبيرَ خدمه السابق في الحقل. كان يبتسم في وجهه، على الأقل، مرة في الأسبوع. كان كذلك قد اعتاد على أن يسبغ تعليماته أحيانا، أمام العمال و باقي المستخدمين الآخرين، بنبرات مفاجئة تنم عن الاحترام. كما سمح للمدير رفقة زوجته، مرة في الشهر، بالذهاب في زيارة إلى منزل المزرعة و تناول الطعام على مائدة أقارب المشغل الفقراء. أخيرا، في 28 يوليوز من كل سنة، يوم العيد الوطني، كان أمين الصندوق يتلقى أمرا يقضي بأن يعطي للمدير أجرة مجانية. لكن الأُعطية الكبرى ما زالت لم تُستلم بعد، رغم كونها موعودة.
في يوم ميلاد ابنة المدير، قالت زوجة رب العمل لزوجها، بينما كانا يتناولان العَشاء:
– هل تعرف أمرا؟
و إذا برب العمل الذي لم يستثن جبروته و قساوته حتى زوجته، يحرك رأسه نافيا.
لقد ولدت إيفا، هذا الصباح – أضافت ربة العمل – و المولود طفلة صغيرة.
– غبية! تذرع رب العمل بنبرة مستهزئة -. لا تعرف كيف تلد طفلا. لماذا لا تلد صبيا ذكرا؟
كان رب العمل يتكلم ناطقا الكلمات كصيني يجهل الإسبانية. لماذا هذه العادة الفريدة جدا؟ هل كان يفعل ذلك ربما لأنه في الواقع لم يكن قادرا على نطق الإسبانية جيدا؟ لا. لقد كان يفعل ذلك بدافع التكبر و الغطرسة اللذين تعود عليهما. عندما كانت المزرعة لا زالت بين يدي أبيه – مهاجر إيطالي اغتنى في البيرو ببيع منتوجات وافدة من وراء البحر بالتقسيط – كانت أغلبية عمال الحقول فيها من الصينيين. عندها كان يعامل هؤلاء العمال الآسيويين كعبيد. كان بإمكان أب رب العمل الحالي و أي واحد من رؤساء عمله و مستخدميه السامين أن يضرب بالصوت أو العصا أو يقتل بطلقة نارية من المسدس أحد هؤلاء العمال لأتفه الأسباب. و هكذا إذن، فإن رب العمل الحالي قد نشأ مخدوما من طرف الصينين و مستسلما لظاهرة غريبة تمثلت في العلاقة الجامعة بين اللغة المستعملة آنذاك في التعامل مع هؤلاء العمال و وضع العبيد الذي تعود ضون خوليو أن يراه في العمال، و بصفة عامة، فيمن هم أقل منه رزقا. لقد كانت عادة أن يسمع المرءُ ربَّ العمل يُكلم بإسبانية متخللة بالصينية كل سكان مزرعته. قلما كان يهم ألا يتعلق الأمر بهؤلاء العمال الآسيويين و إنما بسكان أصليين متحدرين من جبال البيرو. لهذا كانت لغته تبدو مثيرة للسخرية غير خالية من هالة فيودالية و دموية.
كان ضون خوليو، ليلة ولادة ابنة المدير تلك، قد نادى على هذا الأخير إلى مكتبه بعد أن تناول العشاء و قال له بحزم:
– أنت أصبحت أبا لطفلة. لماذا لا تنجب ولدا؟ أنت غبي!
كان المدير، و هو يقف متخذا وضعية تنم عن التواضع، قد احمر وجهه من شدة التأثر عندما شعر بأنه تشرف بأن يهتم ربُّ العمل هكذا بأحوال أقاربه. هزه خليط من الفخر و الحياء أمام الكلمات الراعية لرب العمل و لم يعرف كيف يجيبه. تكلف ابتسامة و أحنى جبينه. عندها، أضاف رب العمل بأبوية:
– تشجع و أنجب صبيا ذكرا، ولدا فحلا. إن أنت أنجبت صبيا ذكرا فإنني سأهديك عشرة آلاف صُولٍ.
بعدها خطا ضون خوليو بضع خطوات عريضة بساقي العملاق الطويلتين و خرج من المكتب، دون أن يترك للمدير وقتا كي يشكره على هذا الوعد الوازن.
منذ ذلك الحين و المدير يعيش بشغل شاغل باستمرار يتمثل في إنجاب ولد ذكر. بمجرد ما عبر رب العمل عن هذا الوعد، سارع المدير فورا إلى إبلاغ ذلك إلى زوجته، و التي هي في لا وعيها قليلة حياء بشكل كبير، فاستقبلت الخبر بالقفز فرحا و حماسا. بدأ كلا الزوجين يحلمان ليلَ نهارَ في إنجاب ذاك الولد الذكر الذي سيجلب إليهما تلك العشرة آلاف صُولٍ الموعودة…ليلَ نهارَ. كان هذا الأفق يتجلى لهما، بصفة رئيسة، كلما حلت بهما ضائقة مالية، و في بعض الأحيان كانا يتحدثان عن مشاريع السعادة المستقبلية. كانا يحتاجان إلى أن يلبسا أحسن من آل كيسادا. كانا في حاجة إلى اقتناء أثاث جديد لمنزل مدينة تشيكلايو. زيادة على ذلك، سيكون من الملائم القيام بجولة صغيرة في مدينة ليما. لماذا يملك آل هيريرا و آل أُوليركادو وحدهما فقط الحق في الذهاب كل سنة للتجول في ليما؟
– اُنظر، أرتورو – كانت تقول إيفا لزوجها في هذيان وهمي -، إن تمكنا من إنجاب الابن خلال هذه السنة فإنه سيكون بإمكاننا أن نقضي فترة الصيف في ميرافلوريس. أُواه، يا له من أمر رائع ذاك! كيف ستموت كل صديقاتي من شدة الحسد!
في غمرة من الحماس، كانت إيفا تضع ذراعيها في عنق المدير و هي تعلق بنبرة فيها مسحة جدية:
– أعتقد أن ضون خوليو يفعل ذلك كي تشتغل أنت أفضل و تقوم بكل واجبات منصبك كما يجب. هل تعتقد أنت أنه راضٍ عن عملك؟
– أعتقد ذلك كثيرا. إنه فرح جدا. لو كان العكس ما كان ليعدني بالهدية. في ذلك اليوم، جعلته من جديد يربح من المزرعة مالا وافرا.
– كيف، حبيبي أرتوريتو؟ كيف فعلت ذلك؟
– خلال الأسبوع المنصرم، اشتغل فريق من العمال المياومين المتعاقدين مع منشأة بوجا لمدة ستة أيام بالمقطوعية من أجل أن يُقطعوا القصب. و أنا كنت أعرف ذلك تمام المعرفة. و كان رئيس العمال قد سجل هو الآخر في جدول الرواتب تلك الأعمال. لكن يوم السبت مساءً، كمن لا يعرف عن الأمر شيئا، مررت على الصندوق ساعة أداء الرواتب الأسبوعية. رأيت بالصدفة جداول الرواتب الأسبوعية على المائدة و عندما وجدت ذاك الجدول الخاص بالعمال المياومين، تصرفت كما لو أن رؤيته فاجأتني. ناديت على رئيس العمال و سألته عن السبب الذي كان سيجعله يؤدي لأناس عن عمل كنت أجهله و، بصفة خاصة، لم أصدر أمرا بإنجازه. تم الإدلاء بالبيانات الضرورية في القضية و خلصت إلى القول إنه لن تؤدى تلك الرواتب ما دام الأمر كان يتعلق بعمل لم آمر به أنا. و هكذا قُضي الأمر. المجموع: بضع مئات من الصُّولِ تم ادخارها لمصلحة المزرعة.
بقيت إيفا مستغرقة في التفكير ثم سألت مترددة:
– و لكن، لم يتقاضَ العمال أجرهم؟
– بالطبع لا. إن كنت تقصدين، على وجه التحديد، هذا الأمر.
– لكن…المساكين! و لا حتى المتعاقد معهم قد أدى لهم؟
– يؤدي لهم المتعاقد معهم، تقولين؟ – هتف المدير ساخرا – حسنا، سيكون المتعاقد غبيا إن هو صرف مالا لم يجنه…
آنئذ اتفقت إيفا مع زوجها حول كون الهدية الموعودة من طرف رب العمل لا علاقة لها بأعمال المدير و إنما كان ذلك فعلا كريما بعيدا عن أي مصلحة ضيقة.
***
في هذه الليلة، حيث لم يغتمض للمدير جفن، كانت قد خطرت بباله فجأة فكرة الهدية الموعودة من طرف ضون خوليو. لو نجح المدير في إنجاب طفل ذكر فإن ذلك سيكون أمرا رائعا. لكن، ما السبيل إلى ذلك؟ لقد طرح هو و زوجته هذا السؤال على نفسيهما أكثر من مرة. ما السبيل إلى إنجاب ابن ذكر؟ لقد كانا يفكران معا في أن القضية رهينة بالأكل جيدا. في أحايين أخرى، كانا يعتقدان أن ذلك مسألة تقنية، و في ساعات الشك كانا يفكران، و هما يواصلان التجريب، في أن المسألة مرتبطة بتدابير القدر و أن ما باليد حيلة لتُفعل. كانت الزيجة تقضي لياليها و هي تتحرق من شدة الجهد و الشوق. في بعض المناسبات، كانت إيفا، بعد انكماش بطولي و محسوب مثل مبرهنة الجذر المكعب، تستغرق في صمت تجريدي لتهتف بعد ذلك فجأة و هي تقبل زوجها و تتصبب عرقا:
– لقد حُلت المسألة! أعتقد أنها حلت! أحس أنها حلت الآن! أحس بها. أحس بها بكل وضوح!
– لا – كان يجيب أرتورو و هو منهك و خائر الهمة -. أنا أحسست بأن الأمر ليس كذلك. هذا مجرد مزاح.
في أحايين أخرى، كان المدير هو من اعتاد الهتاف في غمرة نشوته:
– قُضي الأمر!… قضي الأمر!…قضي الأمر!…قضي الأمر!…
في المقابل، كانت إيفا تبدو مشككة لكنها لم تكن تجرؤ على إحباط زوجها بل كانت تجيبه بصوت لاهث و ضعيف:
– نعم…ربما…ربما…
عندما تذكر المدير، في ليلة الأرق هذه، كل هذه المشاهد و النضالات من أجل العشرة آلاف صُولٍ الموعودة من طرف ضون خوليو، تعكر مزاجُه. استدار بجسده في الفراش فجأة و أطلق نفخة غضب. هل سبق أن عرف الناس قضية غبية كهذه! عدم القدرة على إنجاب ابن ذكر. لقد كان ذاك قمة سوء الحظ!
سمعت إيفا نفخة زوجها الحانقة و فهمت فورا ما كان يفكر فيه أرتورو. تروَّت قليلا و تظاهرت بأنها كانت تستيقظ لتوها مُقربة بطريقة عشوائية جسدها العاري و الساخن من جسد زوجها. بعد ذلك مدت ذراعها فوق كتفه و استمرت في التحرك و الاحتكاك به. من جانبه، فكر أرتورو في ضرورة أن يكون ملحاحا لقاء هدفه و ألا يهجر بأي سبب كان مشروع العشرة آلاف صُولٍ. دقائق بعد ذلك، مسك بدوره زوجته من خصرها و قبَّل بعضُهما البعض دون أن ينبسا ببنت شفة. لكن، فشل المشروع كليا هذه المرة؛ إذ سبعة أشهر بعد ذلك كانت إيفا تستعد لإنجاب مولودة أنثى.
*القصة في الأصل الإسباني:
Viaje alrededor del porvenir
A eso de las dos de la mañana despertó el administrador en un sobresalto. Tocó el botón de la luz y alumbró. Al consultar su reloj de bolsillo, se dio cuenta de que era todavía muy temprano para levantarse. Apagó y trató de dormirse de nuevo. Hasta las tres y media podía dar un buen sueño. Su mujer parecía estar sumida en un sueño profundo. El administrador ignoraba que ella le había sentido y que, en ese momento, estaba también despierta. Sin embargo, los dos permanecían en silencio, el uno junto al otro, en medio de la completa oscuridad del dormitorio.
Pero pasados unos minutos, no le volvía el sueño al administrador, y su mujer, sin saber por qué, tampoco podía ya dormir, siguiendo con el oído los movimientos que, de cuando en cuando, hacía su marido en la cama y hasta el ritmo de su respiración y el parpadeo de sus ojos. Hacía dos años que eran casados. Una hijita de tres meses dormía en su cuna, en la habitación contigua, a cargo de una nodriza. El administrador casó con Eva, no porque la quisiera, sino por conveniencia, pues esta tenía un lejano parentesco con don Julio, patrón de la hacienda. El administrador hizo, en efecto, un buen negocio: apenas se casaron, el patrón lo había ascendido de simple mayordomo de campo, con 60 soles de sueldo y una simple ración de carne y arroz, a administrador general de la hacienda, con 150 soles mensuales y tres raciones diarias. De otro lado, aun cuando el parentesco en cuestión no contaba mucho a los ojos del patrón -hombre duro, vanidoso y avaro- con el matrimonio cambió en parte el tratamiento que le daba a su ex-mayordomo de campo. Tenía para él una sonrisa, por lo menos, a la semana. Solía también a veces dar a sus instrucciones, delante de los obreros y los otros empleados, repentinas entonaciones de deferencia. Una vez al mes, les estaba acordado al administrador y a su mujer, ir de visita a la casa-hacienda y comer en la mesa de los parientes pobres del patrón. Por último, el 28 de julio de cada año, día de la fiesta nacional, recibía el cajero orden de dar al administrador un sueldo gratis. Mas la dádiva mayor no había sido todavía recibida, aunque ya estaba prometida.
El día en que nació la hija del administrador, la mujer del patrón le dijo a su marido, a la hora de cenar:
–¿Sabes una cosa?
El patrón, cuyo despotismo y frialdad no exceptuaba ni a su mujer, movió negativamente la cabeza.
–Eva ha dado a luz esta mañana -añadió la patrona- y la criatura es mujercita.
–¡Zonza! -argumentó el patrón en tono de burla-. No sabe hacé hico. ¿Po qué no hacé uno muchacho hombre?
El patrón hablaba pronunciando las palabras como chino que ignorase el español. ¿Por qué tan singular costumbre? ¿Lo hacía acaso porque, en realidad, no pudiese articular bien el español? No. Lo hacía por hábito de soberbia y de dominio. Cuando la hacienda estuvo aún en manos de su padre -un inmigrante italiano, que se hizo rico en el Perú, vendiendo ultramarinos al por menor- la mayor parte de los obreros del campo eran chinos. Estos culíes eran tratados entonces como esclavos. El padre del actual patrón y cualquiera de sus capataces o empleados superiores podían azotar, dar de palos o matar de un tiro de revólver a un culí, por quítame allí esas pajas. Así, pues, el actual patrón creció servido por chinos y obedeciendo a un raro fenómeno de persistente relación entre el lenguaje usado por aquel entonces en el trato con los culíes y la condición de esclavos en que don Julio se había acostumbrado a ver a los obreros y, de modo general, a cuantos le eran económicamente inferiores, se hizo hábito oír al patrón hablar en un español chinesco a todos los habitantes de su hacienda. Nada importaba que ahora no se tratase ya de culíes sino de indígenas de la sierra del Perú. Su lenguaje resultaba, por eso, de un ridículo no exento de una aureola feudal y sanguinaria.
Don Julio, aquella noche del nacimiento de la hija del administrador, había llamado a este a su escritorio después de cenar, y le dijo severamente:
–Tú tene ahora una hica. Por qué tú no hacé uno muchacho. ¡Tú ée zonzo!
El administrador de pie y en actitud humilde, se puso colorado de emoción, al sentirse honrado, con el hecho de que el patrón se interesase así por la vida de los suyos. Una mezcla de orgullo y de pudor le estremeció ante las palabras protectoras del patrón y no supo qué contestar. Sonrió penosamente y bajó la frente. El patrón añadió, entonces, paternalmente:
–Anda tú hacé uno hico muchacho, uno hico macho. Si tú hacé un chico home, yo date legalo di mil soles.
Después dio don Julio unos largos pasos con sus enormes piernas de gigante y salió del escritorio, sin dejarle tiempo al administrador para darle las gracias por tamaña promesa.
Desde entonces, el administrador vivía con la constante preocupación de engendrar un hijo hombre. Formulada la promesa por el patrón, se apresuró a comunicarla inmediatamente a su mujer, la cual, en su gran inconciencia, vecina de un impudor casi cínico, recibió la noticia con saltos de alegría y entusiasmo. Ambos cónyuges empezaron a soñar día y noche en aquel alumbramiento de un hijo hombre, que les traería los diez mil soles prometidos… día y noche. Esta perspectiva surgía ante ellos principalmente cada vez que se veían en apuros de dinero y en cuantas ocasiones hablaban de proyectos de futuro bienestar. Necesitaban vestirse mejor que los Quesada. Necesitaban comprar muebles nuevos para la casa de Chiclayo. Además, convendría hacer un paseíto a Lima. ¿Por qué solamente los Herrera y los Ulercado tenían derecho a ir a pasear a Lima todos los años?
–Mira, Arturo -decía Eva, en un delirio de ilusión a su marido-, si llegamos a tener el chico este año, podríamos pasar la temporada de verano en Miraflores. ¡Oh, qué maravilla sería eso! ¡Cómo se morirían de envidia todas mis amigas!
En un transporte de entusiasmo, Eva echaba los brazos al cuello del administrador y acotaba, poniéndose seria:
–Pero creo que don Julio lo hace tal vez para que trabajes mejor y cumplas debidamente con los deberes de tu puesto. ¿Crees tú que está contento con tu trabajo?
–Ya lo creo que sí. Está contentísimo. De otra manera, no me habría prometido el regalo. El otro día, le hice ganar de nuevo a la hacienda un montón de dinero.
–¿Cómo, Arturito mío? ¿Cómo lo hiciste?
–La semana pasada, un equipo de braceros de la Contrata Puga trabajó seis días en un destajo de corte de caña. Yo lo sabía perfectamente. El caporal había también registrado en la planilla esas tareas. Pero el sábado por la tarde, pasé, como quien no hace la cosa, por la caja a la hora del pago de las planillas semanales. Miré al azar las planillas sobre la mesa y al encontrarme con la de los cañeros, hice como que me sorprendía de verla. Llamé al caporal y le pregunté por qué se iba a pagar a esa gente un trabajo que yo ignoraba y que, sobre todo, yo no había ordenado que se hiciese. Se hicieron los esclarecimientos del caso y acabé diciendo que no se pagasen esos salarios, puesto que se trataba de un trabajo que yo no había ordenado. Y así se hizo. Total: unos cientos de soles ahorrados para la hacienda.
Eva se quedó pensativa y preguntó vacilante:
–Pero ¿y los obreros no cobraron su trabajo?
–Naturalmente que no. Si, precisamente, de eso es de lo que se trataba.
–Pero… ¡Pobrecitos! ¿Y el contratista tampoco les pagaría?
–¿Pagarles el contratista, dices? -exclamó el administrador con sarcasmo-. Bueno será Puga para desembolsar un dinero que él no ha recibido…
Eva quedó entonces con su marido en que el regalo prometido por el patrón no tenía nada que ver con los servicios del administrador, sino que era una cosa completamente desinteresada y generosa.
***
Y esta noche, en que el administrador ya no podía conciliar el sueño, vino a su mente de súbito la idea del regalo prometido por don Julio. Si el administrador lograba engendrar un hijo macho, sería una cosa formidable. Pero ¿cómo lograrlo? Más de una vez se habían hecho él y su mujer esta interrogación. ¿Cómo engendrar un hijo hombre? Los dos pensaban que la cosa consistía en alimentarse bien. Otras veces creían que era cuestión de técnica y, en las horas de escepticismo, pensaban, siguiendo su experiencia, que eran estos designios de la suerte y que no había nada que hacer. La pareja pasaba noches ardidas de esfuerzo y ansiedad. Había ocasiones en que Eva, después de un espasmo heroico y calculado, como un teorema de raíz cúbica, se sumía en un silencio abstracto para luego exclamar de pronto, besando sudorosa a su marido:
–¡Ya! ¡Yo creo que ya! ¡Siento que ahora sí, que ya! Lo siento. ¡Lo siento claramente!
–No -respondía Arturo, exhausto y desalentado-. Yo he sentido que no. Esto es una broma.
Otras veces era el administrador quien solía exclamar en el instante preciso de su goce:
–¡Ya!… ¡Ya!… ¡Ya!… ¡Ya!…
Eva, por el contrario, se mostraba escéptica, aunque no se atreviese a desalentar a su marido y, más bien, le respondía con jadeante y débil voz:
–Sí… Probablemente… Probablemente…
El administrador, al recordar esta noche de insomnio, todas estas escenas y luchas por los diez mil soles prometidos por don Julio, se puso de mal humor. Se dio una vuelta brusca en la cama y lanzó un bufido de cólera. ¡Habrase visto cosa más imbécil! No poder engendrar un hijo macho. ¡Era el colmo de la mala suerte!
Eva oyó el bufido rabioso de su marido y de golpe comprendió en qué estaba pensando Arturo. Meditó un momento y fingió despertar solamente en ese instante, acercando a ciegas sus carnes desnudas y cálidas al cuerpo de su marido. Después le echó el brazo sobre el hombro y siguió agitándose y rozándose con él. Por su parte, Arturo se dio a reflexionar en la necesidad de ser tenaz en su propósito y de no abandonar por ningún motivo la empresa de los diez mil soles. Unos minutos después, tomó, a su turno, por la cintura a su mujer y se besaron sin pronunciar palabras. Pero, esta vez, la empresa abortó completamente, pues siete meses más tarde, Eva daba a luz una mujercita.
*شاعر و كاتب و صحافي و مترجم بيروفي مشهور جدا. وُلد في بلدة دي تشوكو في جبال الأنديث (البيرو) عام 1892، ثم توفي في العاصمة الفرنسية باريس عام .1938 ويعتبر باييخو واحداً من أعظم شعراء اللغة الإسبانية في كل العصور، وأكثرهم صعوبة وتعقيداً على الإطلاق. ولكنه يبقى على الرغم من ذلك أحد أوسع الشعراء شعبية. في بداية عام 1918 سافر إلى العاصمة ليما، ونشر بعض قصائده في مجلاتها. وفي نهاية العام نفسه ظهر كتابه الشعري الأول “النذراء السود”. وبالرغم من أن الكتاب يحمل بصمات تيار الحداثة الأمريكي اللاتيني، إلا أن باييخو يظهر فيه كشاعر مختلف. وقد جلب له هذا الكتاب شهرة كبيرة وبدأت سمعته الأدبية بالتعاظم إثر ذلك. و في وقت سابق، كنا قد أقدمنا على ترجمة قصيدته “النذراء السود” إلى اللغة العربية و هي نفسها التي أخذ منها الشاعر عنوان الديوان السابق الذكر كذلك. و هي قصيدة مليئة بالوجع و الإحباط و الألم و الشك و القلق الوجودي الذي تستشعره الذات الشاعرة و من خلالها الكائن الإنساني في دوامة الحياة التي يبدو على أنها ليست في عقيدة الشاعر خير العوالم الممكنة بل هي جهنم و خراب بحكم الظروف السياسية و الاقتصادية و التاريخية و الاجتماعية التي عاش فيها الشاعر و التي نظم فيها هذا الديوان ككل، و التي كانت تجتازها البشرية جمعاء غداة نهاية العقد الثاني من القرن العشرين.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق