اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

رؤية في القصة القصيرة إغتصاب للكاتب و الناقد أ. محمد هشام الشماط | منال رشيد

رؤيتي في القصة القصيرة إغتصاب للكاتب و الناقد أ.  محمد هشام الشماط
لست ناقدة لكن بعض القص يجذبنا لنكتب عنه
....منال رشيد
القصة القصيرة
اغتصاب 
اِسْتَرَقَّ سعيد النظر بِحَسَدٍ إلى تلك المجموعة تضحك، وتتبادل النكات، رفع أحدهم ذراعه ووضعه على كتفي صديقته يهمس لها، في حين أمسك رفيقه كف صاحبته يقرأ لها طالِعَها.. تنهَّد بِحُرْقَة وتساءل في نفسه بِحَسْرَة بالغة:
كيف يَجْرُآن على فعل ذلك! أنا أعجز عن الحديث مع فتاة، أو فتح حوار معها.. وأخذ يلعن نفسه وقدره، وحياته وحظه.. استغفر ربَّه وحمده على ما أعطاه، وقام يجرُّ أذيال الحزن والمرارة على ضعف قدراته النفسية والاجتماعية.

حمل سطلاً مِمَّا خلطه من رمل وإسمنت وماء، ووضعه أمام الجدار الَّذي يكمل بناءه، أخرج منه قليلاً، وَمَدَّه على المِدْماك ثُمَّ رفع بُلوكة ووضعها فوق أخواتها .. توقَّف.. نظر في كفَّيه المُغَبَّرتين، المُتَجَعِدَتين من حمل البلوك الإسمنتي المُبَلَّل.. أجَالَ النظر فيما حوله؛ لا شيء سوى اللون الرماديّ، وجدرانٌ غير مَكْسِيَّة، وكومة رمالٍ بيضاءَ، وشمسٌ تُحرِقه في الهاجِرة، قال مخاطبًا نفسه:
- إلى متى هذا الشقاء والتعب والحرمان؟ رمال وجدران عارية، وشمس محرقة أو برد قارص؟ لا ضَحِك أثناء العمل، لا فتيات، لا أحاديث لطيفة، لا عناق ولا قبلات .. كل شيء قاحل أجرد جاف. ما هذه الحياة؟
بدَّل ثيابه، وترك عمله.. وقف قريبًا قبالة باب مدرسة الفتيات المتوسطة.. أخذت عيناه تلتهمان أجساد الفتيات المراهقات، ومشاعره الجنسية تتوتر تضغط عليه كلما نظر إلى مؤخرة فتاة تلبس بنطالاً ضيقًا ، وقد برز خَطَّا سِروالها الداخلي المنحنيان فوق ردفيها، وهما يتبادلان الحركة صعودًا وهبوطًا كُلَّما خَطَت بساقيها، وأنفاسه تُلاحق خُطُواتها ؛ فيشعر ببداية انتصاب يحاول أن يخفيه بإدخال يده إلى جيب بنطاله .
عاد إلى عمله، ونفسه تكاد تشتعل شهوة وحرقة، وروحه تكاد تتفجر غضبًا؛ لا فتيات في أسرتك، ولا عند جيرانك، تتمنَّى أن تتحدَّث إلى فتاة فينْعَقِد لسانك، وتختفي الأفكار من ذهنك.. تشتهي أن يُلامس كَفُّك كفَّ صبية، أو أنْ تَضُمَّها إلى صدرك لِتَشْعُر بنبضات قلبها، أو شهيق أنفاسها ولو حتى في الخيال.. والفتيات يُغْرِيْنَك ، ويُثِرْنَك حتى لو لَفُّوا رؤوسَهن بذلك الغطاء الَّذي يسترُ شَعْرَهُنَّ وجعلوه حجابًا؛ يُحَرِّكْنَ غرائزك الجنسية بتلك البناطيل الَّتي تكاد تتمزَّق من شِدَّة التفافهن حول الساقين؛ فيظهر الساقان بكينونتهما، والرُّدُفان بِتَكْوِرِتيهما ، وحتى من وسط الأمام !!!
جَرَّ نفسه في اليوم التالي إلى عمله، بعد أن قال : يا فتاح .. يا كريم، ويا رزاق يا كريم.. وما إن صعِد إلى سطح الطابق الثاني لِيُكْمِل الجدار حتى هبَّت نسمة قوية؛ أثارت الرمال البيضاء التي لفحت وجهه ، وغطَّت عينيه ، فأخذ يسبُّ ويشتم هذا الصباح المُقْرِف ..
انتصف النهار، وهو يُكْمِل بناء الجدار .. سمع صوتَ غناءِ فتاةٍ ، تَوَقَّف، تطاول فوق الجدار؛ فرأى فتاة تنشر الغسيل على الشرفة المقابلة، وكلما اقتربت لتنشر ما تحمله، ومَدَّت يديها ظهر أكثر نهديها كرمانتين من قميص النوم يتدليان حتى ليكادا يهويان أو يطيران في فضاء أفكاره وخياله .. ازدرد ريقه وحاول أن يغضَّ من بصره إلا أن شهوته جعلت عيناه تكادان تخرجان من محجريهما وتقعان بين النهدين وحلمتيهما.. حائرتين ضائعتين.
في طريق عودته مُتعبًا مُنهكًا بعد العصر، اعترضته امرأة مغناج، تحايلت تسأله عن عنوان كافتيريا قريبة من ذلك المكان. تعثَّر في وِقْفَته، وجفَّ حلقه، وتطايرت الكلمات مرتبكةً متشابكةً من شفتيه.. حاول أن يشير بيده، فسألته أن يرافقها ويَدُلَّها؛ فهزَّ برأسه ومشى معها دون أن بَنْبس بِبِنْتِ شَفَة.. أخذت تحاوره بأسئلة لِتَمُدَّ خيوطَ وِصالٍ ما بينها وَبَيْنَه ؛ لكنَّه كان يتلعثم ويقتَضِب جدًا في إجابته .. وَصَلا وَدَعَتْه إلى فنجان قهوة لَكِنَّه اعتذر بشدة ، وانسحب مسرعًا، وفي رأسه ألف سؤال وسؤال: كيف سيحادثها؟ ماذا يقول لها؟ عن أيِّ شيء يتحاور معها؟
تمدَّدَ في بيته على سريره ، وقد نَسِيَ أنْ يُغلِق باب داره؛ فقد كان ساهمًا شاردًا لا يَعِي على شيء.. وصارت الخيالات تتلاعبُ بذهنه : لَوْ أنِّه بَقِيَ معها، وغازلها، واصطحبها إلى سريره هذا وعانقها ، وضمَّها إلى صدره.. ثارت شهوته بقوة، واشتعلت نفسه احتراقًا، وصارت أنفاسه تتلاحق فيها ..
فتح عينيه فجأة.. وقع نظره على الباب المفتوح، وجه فتاة لا تبلغ الرابعة عشرة يبدو بالمقلوب من بين ساقيها، وقد انحنت لِتَرْبط أُنْشُوطَة حذائها ، وقد بان سِروالها الوردي الداخلي، وقد طُبِعت عليه قلوب حمراء، وتَنُّورَتُها القصيرة جدًا قد طارت فوق ظهرها، وساقاها يَضُجَّان أنوثة وَرِقَّة .. تذكر مشهدا رآه في أحد الأفلام .. فاقترب نحو الباب بسرعة خاطفة، ونظر في الشارع يمينًا ويسارًا؛ فلم يَرَ أحدًا.. صرخ بصوت إنسان مُتألم، ورمى نفسه على الأرض داخل البيت.
هَرَعَت الفتاة إليه لِتَرَى ما به .. تظاهر بالألم الشديد، رفع يده على كتفها لكي تُساعده في النهوض.. أمسكت بيده الأخرى ، وشدَّته نحوها لِيَنهض، شعر بأنفاسها تُسْعِر لهيبه، وأناملها تُوقِد شهوته العارمة، وما إن قام حتى هرع نحو الباب وأغلقه ......... واغتصبها .
انتهى من فِعْلته.. نَدِم أشدَّ الندم، استغفر الله العظيم، ولعن الشيطان الرجيم.

محمد هشام الشماط
ناقد أدبي وفني
................
رؤيتي للنص
قصة قصيرة جميلة و جريئة أعادت لذاكرتي رواية إحدى عشر دقيقة للروائي العالمي
باولو كويلو و ايضا رواية الحلوة لكاتب عراقي
_ لا يحضرني اسمه_
لكن الفرق بينهما بتناول المواضيع الإباحية أو الجنسية شاسع بأسلوب السرد،
حيث أن الأول وصف الحالة بالعين الثالثة،
و الثاني أقحم ذاته بها ليستشعر القارئ لهاث الراوي....إلخ
أراك هنا من النوع الأول في السرد
_ باولو كويلو_
تنقلت في خفايا نفس بطل القصة_ اغتصاب_ بأسلوب رشيق، واضعا يدك على كافة الجوانب المحيطة بحالة اجتماعية تتكاثر بمجتمعاتنا العربية دون رادع لها،
لأنها نتاج طبيعي للكبت الذي من أسبابه السلطة و السياسة.
لو لم يحدث نفسه بطل القصة بأن:
و يثرنك حتى لو لفوا رؤوسهن بذلك الغطاء بذاك الغطاء الذي يستر شعرهن و جعلوه حجابا.
تلك الجملة جعلتني أغض الطرف عن التلميح المبطن بأن الفتاة هي المسؤولة أولا و أخيرا عن إثارة الشهوة. في نفسه المريضة
... لكن..
لكن الجملة التي وضعها الكاتب بعد الفاصلة المنقوطة أكدت حدسي:
(يحركن غرائزك الجنسية بتلك البناطيل....إلخ)
رغم أن الكاتب أجاد توصيف الحالة النفسية المريضة التي تعاني من الكبت و الحرمان، و بين أنها شخصية متحفظة دينيا بقوله:
(استغفر ربه و حمده على ما أعطاه )
أي أنها شخصية نشأت في بيئة منغلقة على ذاتها تحت شعار الدين و المحرمات
و مع كل تلك الأسباب المسببة لحالة بطل القصة ألصق الكاتب التهمة بالأنثى أكثر بكثير،
أنها هي السبب الرئيس بتفتق غرائزه المكبوتة...! هذا أمر غير منصف
لأن كلا الجنسين يملكان ذات الغرائز و الشهوة و يستمتعان بالنشوة...
و أكثر شيوعا اليوم تحرش النساء بالرجال طلبا للرغبات الجنسية و غيرها
و هذا يعود لكثرة الحروب و فقدان أبسط الحقوق للجنسين معا...
فهل نطلب من الرجل مراعاة شعور المرأة و لا يتفاخر بذكوريته بسروال ضيق؟
هنا لست أتحدث بأي منطلق ديني.. فأنت كاتب تكتب لقارئ تجهله قد يكون ملحدا مثلا...
ثم ندخل المشهد الأخير من القصة الفتاة عند الباب و وصفها بكل تلك الدقة
التي لا تتناسب مع فتاة بعمر الرابعة عشرة، في مجتمع عربي شرقي حدّ النخاع..
المتعارف عليه في ذاك العمر للفتيات تقليدهن للكبار، و حرصهن حياء على مفاتنهن، ليبيدين أكبر سنا
إلا إن كانت فتاة مراهقة تمتهن الدعارة...
و قد أوحى الكاتب في القصة بوصف المكان و البيئة التي يعيش و نشأ فيها البطل، من غير المعقول
وجود تلك الفتاة بذاك الوصف في تلك البيئة.. حتى إن وجدت من شذت عن مجتمعها تراها بتلك الصورة بعيدا عن حارتها أو بيئتها...
ثم وصف الكاتب بدقة متناهية الحالة الشيطانية التي سيطرت على البطل و إغلاق الباب... ثم اغتصابها..
و هو رد فعل عفوي من شيطان الغريزة الذي تلبسه في تلك اللحظة ليتم ما أراد دون رادع...
و ما إغلاقه للباب إلا تأكيدا جديدا عن البيئة المحافظة التي ترفض و تحرم تلك الأمور...
العنوان
في البداية اعتقدت أنه كاشف للنص لكن بتدرج الأحداث و تدرج أنواع الاغتصاب..
حياة، حقوق، حرية، راحة أمان.... ثم الاغتصاب للفتاة.
جميعها تندرج تحت مفهوم الاغتصاب لذا رأيته مناسبا للنص.
راقني النص بأسلوبه الرشيق رغم التصوير الكاشف الأقرب للإباحية لكنه كما قلت سابقا..
أنه سرد و وصف لرؤية معينة بنظرة شمولية
...لكن...
واقع العرب الشرقي المتزمت و الغرب المنفتح برأيّ حدّ الإسراف،
و كيفية استقبال الانفتاح الغربي من قبل العربي المتزمت و المنغلق أراه جيدا و منصفا...
واقعي بامتياز..
لكن النص
لم يتطرأ لكل ذلك فقط هو أسرف بنقل المشهدية في رؤية المرأة العربية
بوصف أشبه بعين ثاقبة تلتقط قلب الصورة...
أي بنظرة شهوانية تجعل كل امرأة أمامها و كأنها تقف عارية و إن كانت منقبة،
و السرد أتى بصيغة من يلقي فلسفته الذاتية و اقتناعه بالتهكم على المرأة و كأنها هي المسؤولة الوحيدة عن تأجيج غرائز بطل القصة!
و قد مر مرور الكرام عن الأسباب الجوهرية التي أدت لهذا الانحلال الأخلاقي و منها: السياسة و الجور، الصراع و الحروب، و أهمها سياسة التجويع للشعوب، و هي الوسيلة الأنجح لاستمرارية الحكم لبعض الأشخاص القادة و المسؤولين....إلخ
و في نهاية القصة يجعل من البطل المغتَصب و المغتصِب في آن ضحية لأنواع أثواب المرأة و جسدها..
و هذا غير حقيقي و ليس فيه إنصاف و بعد عن الحقيقة و غض الطرف عنها
و كأن الطامة الكبرى تنتهي بالاستغفار!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحييك على جرأتك في القص
بالتوفيق للكاتب
منال رشيد

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...